مرابطات الأقصى..عقبة في وجه مخططات الاحتلال بالقدس
قصص المرابطات المقدسيات حلقة في مسار نضالي طويل بدأ منذ ما قبل النكبة لم تغب عنه المرأة الفلسطينية منذ تنظيم زهرة الأقحوان إلى الانخراط في أدوار اجتماعية وسياسية، والمشاركة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي في الانتفاضتين الأولى والثانية وحتى هبة القدس.
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
كأُم حُرِمَت من طفلها، هكذا شبهت المرابطة المقدسية زينة عمرو نفسها عندما قررت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قبل قرابة أربع سنوات إبعادها عن المسجد الأقصى؛ فالمكان المبارك لم يعد مجرد ساحة للتعبد والصلاة في مواقيت محددة، بل بات لها ولغيرها من من مئات المرابطات المقدسيات جزءا من تفاصيل حياتهن اليومية؛ قررن ألا يتركنه وحيدا ورابطن في أكنافه وعلى أبوابه لحمايته من تهديدات المستوطنين اليهود.
زينة عمرو كغيرها لم يسلمن من التعرض للضرب والاعتقال على أيدي جنود الاحتلال والإبعاد عن الأقصى، لكن هذا لم يفت في عضدهن وبقيت عيونهن وقلوبهن ترنو إليه رغم إجراءات الاحتلال بحقهن، آية أبو ناب، ومعالي عيد، والحاجة نفيسة خويص، ونور محاميد..هن أخريات طالهن الإبعاد عن الأقصى لفترات تتراوح بين ثلاثة وستة أشهر، وإذا أردت الحديث عن التُّهم الموجهة إليهن فمنها التكبير في ساحات الأقصى، وتصوير اعتداءات المستوطنين والشرطة داخل باحات الأقصى وتوثيقها، وما يسميه الاحتلال: الإخلال بالنظام العام.
قصص المرابطات المقدسيات حلقة في مسار نضالي طويل بدأ منذ ما قبل النكبة لم تغب عنه المرأة الفلسطينية منذ تنظيم زهرة الأقحوان إلى الانخراط في أدوار اجتماعية وسياسية، والمشاركة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي في الانتفاضتين الأولى والثانية وحتى هبة القدس.
ولقد برز دور المرأة المقدسية بشكل خاص من خلال عملية الرباط في الأقصى التي بدأت من خلال مشروع مصاطب العلم الذي أطلقته الحركة الإسلامية عام 2008، حيث شكلت عائقا كبيرا ومحاولة لصد عمليات الاقتحامات المتكررة من قبل المستوطنين لساحات المسجد الأقصى ما دفع سلطات الاحتلال لمنع هذه المصاطب عام 2015 والإعلان عن قائمة منعٍ من دخول المسجد الأقصى بحق أكثر من خمسين امرأة مقدسية فيما أسمته بالقائمة السوداء والتي أطلق عليها الفلسطينيون: القائمة الذهبية.
استعرض فيلم "مقدسيات في وجه الاحتلال" الذي عرض في حلقة (2020/3/9) من برنامج "للقصة بقية"، قصص المرابطات الفلسطينيات في مسار نضال طويل لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
وكشف من خلال شهادات المرابطات انتهاكات سلطات الاحتلال لأبسط حقوقهن، وظروف اعتقالهن وإهانتهن، بالإضافة لمنعهن من دخول المسجد الأقصى وسجن أبنائهن.
وقالت خديجة خويص - معلمة القرآن في مصاطب العلم بالمسجد الأقصى سابقا والتي أبعدت عن المسجد لأقصى منذ عام 2004 مرات عديدة ومتفرقة، كما تعرضت للاعتقال والاستدعاء من سلطات الاحتلال 34 مرة، كما وضعها الاحتلال على رأس القائمة الممنوعة من دخول الأقصى- في شهادتها في الفيلم إن: المرابطات الفلسطينيات وقفن بالمرصاد لعمليات تدنيس المسجد الأقصى وفي وجه حركات المستوطنين المستفزة التي تصل إلى حد شتم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
وعبرت المرابطة الفلسطينية ومعلمة القرآن هنادي الحلواني وهي تبكي عن اشتياقها الكبير للأقصى وعن ألمها لسماع صوت أذانه والمرور أمام أبوابه القريبة من بيتها دون القدرة على دخوله، مؤكدة أن الفترات التي منعت فيها من دخول المسجد نتيجة نشاطها تعد بالسنوات، كما روت القصص المروعة لاقتحام بيتها من قبل شرطة الاحتلال واعتقالها أمام أطفالها.
أما المرابطة المقدسية سناء الرجبي والدة الأسير عمار الرجبي التي تعرضت للاعتقال والاستدعاء من قبل سلطات الاحتلال 24 مرة، وأبعدت عن المسجد الأقصى 12 مرة ووضعها الاحتلال ضمن القائمة الممنوعة من دخول المسجد الأقصى المبارك فذكرت أن أصعب ما عانته هو إبعادها عن المسجد الأقصى لأن روحها معلقة به.
كما شددت المرابطة والمُدَرسة بالمسجد الأقصى وضيفة حلقة "للقصة بقية" زينة عمرو على نجاح المرابطات المقدسيات في إفشال عدد كبير من محاولات المستوطنين اقتحام الأقصى، وإجبارهن الاحتلال على التصعيد، مؤكدة أن جنوح الشرطة الإسرائيلية إلى قمع المرابطات ومنع وجودهن داخل باحات المسجد وفّر فرصة لهن حتى يوصلن أصواتهن لوسائل الإعلام والتعريف الأوسع بالقضية.
من جانبها، أشارت الوزيرة السابقة للشؤون الاجتماعية الفلسطينية ماجدة المصري إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يستهدف جميع المقدسات دون تفريق بين إسلامية ومسيحية، وأنه يسعى "لتفريغ فلسطين" من المسيحيين حتى يتحول الصراع في أنظار العالم بين مسلمين ويهود، مؤكدة أن نضال المسيحيين إلى جانب المسلمين في مقاومة الاحتلال فرض القضية الفلسطينية بوصفها قضية وطنية.
وروت زينة عمرو قصة ابنها عدنان قبل نحو ثلاث سنوات، فعندما كان في العاشرة من عمره، كان يوما في طريقه إلى المدرسة استوقفه مستوطن إسرائيلي وضربه بالحجارة ثم خطفه، ليسلمه لاحقا إلى الشرطة التي احتجزته وحققت معه لثماني ساعات، مما ترك لديه آثارا نفسية بليغة.
وقالت زينة: إنه مهما تمادى الاحتلال في سياساته فإن صمود الشعب الفلسطيني في الدفاع عن أرضه ومقدساته لن يتراجع أبدا.