خلافة الصديق وتجميع الصف المسلم
أبو الهيثم محمد درويش
فكان الصديق إماماً للمسلمين بعد موته صلى الله عليه وسلم, وهنا بدأت تظهر شخصية الصديق كقائد حكيم حاسم لا يلين في الحق ولا يقبل الدنية ولا يسمح بفتنة تقع في الأمة.
- التصنيفات: سير الصحابة -
خلافة الصديق وتجميع الصف المسلم
اتفق الصحابة على خلافة الصديق رضي الله عنه, وعملوا بوصية نبيهم صلى الله عليه وسلم بتقديم الصديق للإمامة في الصلاة وقت مرضه صلى الله عليه وسلم فكان الصديق إماماً للمسلمين بعد موته صلى الله عليه وسلم, وهنا بدأت تظهر شخصية الصديق كقائد حكيم حاسم لا يلين في الحق ولا يقبل الدنية ولا يسمح بفتنة تقع في الأمة, وتظهر قوة الشخصية الحقيقية إذ يخالف الصديق رضي الله عنه طبيعته اللينة السمحة إذا تعارضت المواقف مع اللين ولم يصلح لها إلا الحزم والقوة.
قال العلامة محمد بن عبد الرحمن بن قاسم رحمه الله:
خطبته يوم السقيفة
وخطب يوم السقيفة خطبة بليغة انتفع بها الحاضرون كلهم، حتى قال عمر: كنت زورت في نفسي مقالة أعجبتني أريد أن أقدمها بين يدي أبي بكر وكنت أداري منه بعض الحد، فلما أردت أن أتكلم قال أبو بكر: على رسلك، فكرهت أن أغضبه، فتكلم أبو بكر وكان أحلم مني وأوقر، والله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري إلا قال في بديهته مثلها أو أفضل منها .
خطبته بعد البيعة
قال ابن إسحاق: حدثني الزهري، حدثني أنس بن مالك، قال: لما بويع أبو بكر في السقيفة، وكان الغد جلس أبو بكر على المنبر إلى أن قال: فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: «أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتى أزيح علته إن شاء الله، والقوي فيكم ضعيف حتى آخذ منه الحق إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل، ولا يشيع قوم قط الفاحشة إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم. قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله» . وهذا إسناد صحيح (ابداية والنهاية لابن كثير) .