لمن أراد العزة

منذ 2020-09-27

. أى رجال  كانوا وأى ايمان هذا الذى رسخ فى قلوبهم حتى جعلهم لا يخشوا إلا الله فنطقوا بالحق والحكمة فهابهم اعداؤهم  وأطاعتهم أقوامهم     نأمل أن نجد من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر دون أن يخاف على نفسه أو رزقه

 

العزة هى  الحصن الذى  يتحصن به المسلم فى زمان  كثر فيه الاعتزاز بالمنصب والسلطة والركون إلى المال والعزوة  كما نرى فى قصة صاحب الجنتين إذ يقول الله تعالى :" { وكان له ثمر فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا } "  [الكهف :34] أو بالأحساب والأنساب كما قالوا لشعيب عليه السلام    إذ يقول تعالى  : " {وإنا لنراك فينا ضعيفا ، ولولا رهطك لرجمناك ، وما أنت علينا بعزيز} " بل هناك من يعتز بلغة أجنبية وثقافة غربية  ولسان حاله إن المغلوب يتشبه بالغالب  

ونسى هؤلاء أن هذه الآيات كانت تبين عاقبة كل من اعتز بغير الله فصاحب الجنة فقد جنته وقوم شعيب لقوا حتفهم  وقوم فرعون غلبوا وانقلبوا صاغرين  ونسى من استنصر بأعداء المسلمين أن من صفات عباد الله المقربين أنهم أزلة على المؤمنين أعزة على الكافرين  وليس ما نراه الآن من التناحر بين المسلمين والإرتماء فى أحضان أعداء الإسلام أين عزتكم أيها المسلمون فوالله ما زللنا وأصبحنا فى ذيل الأمم إلا عندما رضينا أن نكون اليد السفلى واعداؤنا هم اليد العليا ماذا حدث  أرضيتم بالحياة الدنيا على الأخرة كيف ذلك ألم تتدبروا قول الله تعالى   : " وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ " ألم تعلموا أن اسم الله العزيز قد تكرر ما يقرب من تسعين مرة كأن الآيات تريد أن تملأ أسماع المسلمين معنى الكبرياء واليقين بأن العزة لا تكون إلا بالله ومع الله وهل استشعر المسلمون معنى كلمة الله اكبر التى يرددونها فى صلاتهم أو فى الاذان كل يوم تلك الكلمة التى وحدها كانت كفيلة لتحفيز الجيوش أيام عز الدولة الإسلامية لتحقيق النصر ودعت الآيات  إلى احتمال كل ألم وتعب فى سبيل الله بصبر ورضى خير من الحياة بذلة وانكسار وأن يبتغوا العزة فى طاعة الله فإن الذل والمهانة فى معصية الله   دعاهم إلى استخدام القوة إذا استلزم الامر :" {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ } " الأنفال لأن القوة تجعل صاحبها في موطن الهيبة والاقتدار فلا يسهل الاعتداء عليه  وكم ذللنا عندما رضينا بالبعد عن الله واعتقدنا أن تمسكنا بالدين سبب تخلفنا وإنه لتفكير من لم يرسخ الإيمان فى قلوبهم  ألم يتفكر هؤلاء كم دانت لنا العرب والعجم منذ بداية الرسالة حيث كانت لنا اليد العليا حين كانوا يدفعون لنا الجزية التى أمر الله بها  طوعا انظر كيف كانوا يتحدثون بثبات لا يخشون إلا الله  فهذا موقف ربعي بن عامر عندما دخل على  رستم وهو فى زينته يجلس على سرير من ذهب وبسط من الزبرجد   وفي يديه سيف مقوس فقال  له الحرس  : ضع سلاحك .

فقال : إني لم آتكم فأضع سلاحي بأمركم ، أنتم دعوتموني ، فإن أبيتم أن آتيكم كما أريد رجعت. فأخبروا رستم   ؛فقال :ائذنوا له ؛ هل هو إلا رجل واحد ! فأقبل يتوكأ على رمحه ، وزُجّه نصل يقارب الخطو ، ويزج النمارق والبسط ؛ فما ترك لهم نُمرقة ولا بساطا إلا أفسده وتركه منهتكا مخرقا ؛ فلما دنا من   رستم   تعلق به الحرس ، وجلس على الأرض ، وركز رمحه بالبسط .

فقالوا : ما حملك على هذا ؟ قال : إنا لا نستحب القعود على زينتكم هذه . فكلمه ،

فقال : ما جاء بكم ؟ قال : الله ابتعثنا ، والله جاء بنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله ، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها ، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ، فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه ، فمن قبل منا ذلك قبلنا ذلك منه ورجعنا عنه ، وتركناه وأرضه يليها دوننا ، ومن أبى قاتلناه أبدا ؛ حتى نفضي إلى موعود الله .

قال : وما موعود الله ؟ قال : الجنة لمن مات على الشهادة  ، والظفر لمن بقي

 

. أى رجال  كانوا وأى ايمان هذا الذى رسخ فى قلوبهم حتى جعلهم لا يخشوا إلا الله فنطقوا بالحق والحكمة فهابهم اعداؤهم  وأطاعتهم أقوامهم     نأمل أن نجد من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر دون أن يخاف على نفسه أو رزقه

وليعلم كل منا  أن من لم يعتد بدينه ويتمسك به رغم الفتن والمغريات فلا عز له فى الدنيا حتى وإن عاش حياة المترفين وعلى المسلم أن يغار على دينه كما يغار على عرضه وأن يحرص على العلم النافع وما سبقت أمة يوما إلا بالإيمان والعلم يرفع به اقواماً ويخفض آخرين وأن نعفو عن بعضنا بعضاً فمازاد الله عبداً بعفو إلا عزا لتتحد الصفوف والكلمة فلا يجد عدونا إلينا سبيلا وأن نثق تمام الثقة أن المستقبل لهذا الدين حتى وإن طال الليل على هذه الامة ثقتنا فى الله وليس فى أنفسنا إذ يقول :  {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} [(21)  المجادلة] وإحياء فريضة الجهاد فى سبيل الله فقد ربطت الآيات بين القوة والعزة علما وجسدا وعدة وعتادا عندما اختار طالوت ملكاً على قومه لسعة فى العلم وقوة فى الجسد إذ يقول تعالى :" ... إِ {نَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ } " البقرة  فلنعتبر بالأمم السابقة لمن أراد العزة

                                                                       

   إيمان الخولى 

 
 
 

 

  • 9
  • 0
  • 2,771

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً