ماذا أصنع إذا كان القرآن أقوى من فرنسا
قامت فرنسا بتجربة عملية، انتقت عشر فتيات مسلمات جزائريَّات، أدخلتهنَّ في المدارس الفرنسية، وألبستهن الثياب الفرنسية، وعلمتهن اللغة الفرنسية، فسمختهن فأصبحنَ كالفرنسيات تماماً.
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
قامت فرنسا بتجربة عملية، انتقت عشر فتيات مسلمات جزائريَّات، أدخلتهنَّ في المدارس الفرنسية، وألبستهن الثياب الفرنسية، وعلمتهن اللغة الفرنسية، فسمختهن فأصبحنَ كالفرنسيات تماماً.
وبعد أحد عشر سنة من العيش في تلك المدارس - هيَّأت لهنّ حفل تخرج بهيج دعي إليه المفكرون والوزراء والصحفيون.. ولما ابتدأ الحفل، فوجئ الجميع بدخول الفتيات الجزائريات بلباسهنّ الإسلامي الجزائري.. ثارت ثائرة الصحف الفرنسية وتساءلت: ماذا فعلت فرنسا في الجزائر إذنً بعد مرور مئة وثمانية وعشرين عاماً ؟؟!!!
أجاب وزير المستعمرات الفرنسية: وماذا أصنع إذا كان القرآن أقوى من فرنسا؟ {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خَيْرٌ مما يجمعون} وكأن شمس هذه النعمة غيَّبت في ضيائها نجوم النعم.. امتلأت العرصات بالناس، وماجت بهم المراحل، متلفعين بالبياض من كل حدبٍ ينسلون، في أول حجةٍ تتَّحد فيها الحناجر لتقول: لبيك لا شريك لك، لبيك إن الحمد والنعمة لك.. وفي أيامه الأخيرة، مودعاً ركب النور، قافلة الفجر، زرع الإيمان الذي غرسه بيده، الذي كان ضعيفا وسط حميم مكة، وأصبحت الدنيا وهم مئة ألف أو يزيدون، مجتمعون قد ملأ عيونهم بهاءً وحباً وجلالا، هيَّؤوا لكلامه عروشاً في قلوبهم، يلقي عليهم وصاياه الأخيرة، قبل أن تجدب من غمامه الأرض، وتخلو من طلعته طرقات المدينة، وكأن عيونهم تسأله: ماذا نصنع بعدك ؟ فيلقي عليهم ضمانة الأمان الأبدي: إني تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا.. كتاب الله ! هذا النور.. يشع في صدرك، يكرُّ على جيوش الهم، يجري جداول الأنس، يطير بقلبك في رياض غانية، بعيداً عن عالمٍ صاخبٍ ترتجُّ لارتطاماته شماريخ الجبال.. يغلق عليه باب داره، بعد يومٍ طويل صاول فيه صناديد الباطل، فهزم إغراءهم ولَم يخدشوا صلابته، يتقاطر منه الماء متلألأً تحت ضوء القمر، يقف في محرابه.. الله أكبر، من أصنام الجاهلية، وطغيان الوثنية، وعربدة أبي جهل وأمية.. ينداح صوته الأسيف في الأرض الظامئة، وفِي هدوءِ الخائف يصعد الصبية والنساء على سطوحهم، ليملؤوا عيونهم من جلال قيام الصدِّيق، ويسكِّنوا أرواحهم بكلامٍ يعلمون تحت جنح الليل أن رب الليل أنزله ! كانوا يفرون من جفاف الجاهلية إلى ري الإسلام.. القرآن.. الكلام العربي الذي انهزمت أمامه فصاحة البادية، واقشعرَّت له أجساد العجم، وسجدت له قلوب الملاحدة.. الذي في صدرك يا صديقي، أثقل في الميزان من جبل أحد!