تَداعِي الأمم علينا
ياسر منير
أما السبيل إلى خروج أمتنا من حالة الهوان والمذلّة والخَوَر المسيطرة عليها فيتمثل فيما يلي:
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: " «يُوشِكُ الأممُ أن تداعَى عليكم كما تداعَى الأكَلةُ إلى قصعتِها. فقال قائلٌ: ومن قلَّةٍ نحن يومئذٍ؟ قال: بل أنتم يومئذٍ كثيرٌ، ولكنَّكم غُثاءٌ كغُثاءُ السَّيلِ، ولينزِعنَّ اللهُ من صدورِ عدوِّكم المهابةَ منكم، وليقذِفَنَّ اللهُ في قلوبِكم الوهنَ. فقال قائلٌ: يا رسولَ اللهِ! وما الوهنُ؟ قال: حُبُّ الدُّنيا وكراهيةُ الموتِ» " [السلسلة الصحيحة، 63614] .
لقد أماط الحديث الشريف عن داء عُضال نزل بهذه الأمة، وجعلها في ذيل الأمم، يُقْضَى أمرها على يد اللئام، ويعبث الأعداء بمقدراتها، والأمة في سُباتٍ تتجرع مرارة الذل والهوان، دون أن تُحرّك ساكنًا، ولله درّ أبي الطيّب حين قال:
مَنْ يَهُنْ يَسْهُلِ الهَوَانُ عَلَيْهِ
مَا لِجُرْحٍ بِمَيِّتٍ إِيلام
هذا الداء هو حبُّ الدُّنيا، والركون إليها، وكراهية الموت، والإعراض عن صيانة الأعراض والمقدسات، والاستنكاف عن الحق؛ فأصبحت الأمة غنيمة باردة للئام، وأصبحت العِمالة للغرب الحاقد على الإسلام شيئًا مقبولًا عند مخنثي العقيدة في هذه الأمة المكلومة التي أصبح الإسلام فيها غريبًا، ولا شك أن أمة بهذا الوصف ستفقد إنسانيتها؛ لأنها خذلت إسلامها.
أما السبيل إلى خروج أمتنا من حالة الهوان والمذلّة والخَوَر المسيطرة عليها فيتمثل فيما يلي:
- عودة الأمة إلى التمسك بتعاليم الكتاب والسنة الصحيحة.
- أن تُحسن الأمة الجهر بالحق، والاجتراء على الباطل؛ حتى تمتنع أسباب الفساد، كما ذكر الأستاذ العقاد.
- حفاظ الأمة على تاريخها التليد، والنَّسْج على مِنواله.
- أن تتشبث الأمة بأسباب العلم، وبناء دعائم النهضة.
- أن تحافظ الأمة على لغتها التي هي هُويتها.
- القضاء على الغزو الفكري المتمثل في سيل الشبهات.
- تطهير ساحة الإعلام من المدجنين العملاء الذين يُخَذّلون الأمة بأراجيفهم.
- الاستقامة على طريق الجادة "اسلك الجادة تصل آمنًا".
- إعادة النظر في مناهج المسلمين بما يتوافق مع التحدي الحضاري الذي تواجهه الأمة.
- التخلي عن حالة الترف والركون إلى الدنيا التي تؤدي إلى تمزق المجتمعات؛ فإن هناك سنة ثابتة في هذا الكون ذكرها الله تعالى في كتابه، تختص بهلاك ودمار الأمم، وسقوط الدول، وفساد المجتمعات في قوله – تعالى -: " {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} " [الإسراء: 16] .
- الحصار النفسي لخونة وعملاء هذه الأمة، حتى تتمكن الأمة من استئصال جذورهم المنتنة من أرض هذه الأمة المباركة.
(دكتوراه مقارنة الأديان – كلية دار العلوم / جامعة القاهرة)