وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ
لا تدبرْ لكَ أمرًا ** فأُولو التدبيرِ هَلْكَى سلِّمِ الأمرَ تجدنا ** نحنُ أولى بكَ منكا
ابن آدم قصير النظر ، محدود الإدراك ، لا يكاد يرى أبعد مما تحت قدميه ، ولم يؤت من العلم إلا قليلا ، وعلمه مسبوق بالجهل ومحفوف بالوهم والخطأ والنسيان ، ثم إنه مولع بالعاجلة ، ومتعلق بالدنيا ، وغافل عن العواقب ، وربما ظن في الأمر خيرا وهو شر له ، أو ظنه شرا وفيه خير كبير {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }
أما الرب سبحانه فهو علام الغيب ، الذي أحاط بكل شيء علما ، ووسع كل شيء رحمة ، { لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} وهو سبحانه لا يقضي للعبد قضاء إلا كان خيرا له ، وهو الأعلم بعباده {ربكم أعلم بكم} والأعلم بما يصلحهم في العاجلة والآجلة .
ومما تضمنه دعاء الاستخارة العظيم «اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب»
ومن ترسخ في قلبه تلك المعاني أراح واستراح ، وفوض الأمر كله إلى مولاه ، وتيقن أن تدبير الله خير من تدبيره ، وأن قضاءه كله خير .
لا تدبرْ لكَ أمرًا ** فأُولو التدبيرِ هَلْكَى
سلِّمِ الأمرَ تجدنا ** نحنُ أولى بكَ منكا
- التصنيف: