بين الرحمة والشفاعة
وأنت يا سبيل الهدى وطريق الرشاد عليك أفضل الصلاة والسلام تقول : أمتي يا رب ، أمتي يا رب
بأبي أنت وأمي يا رسول الله، نتقلب بين الرحمة التي أرسلت بها : { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [(107) الانبياء ] وبين الشفاعة التي أعطيت يوم تنطلق وتأتي تحت العرش وتقع ساجدا لله عز وجل، ويفتح الله عليك من محامده وحسن الثناء عليه ما لم يفتحه على أحد من قبلك ، يوم يقال يا محمد إرفع رأسك سل تعطه ،وإشفع تشفع ، علم العليم الخبير مطلبك وأملك وغايتك ففتح عليك ما يؤهل به تحقيقا لمطلبك وإبتدأك بعلمه ومراده وعظمته بالفتح عليك بالمحامد وتحقيق غايتك بقوله عز وجل : سل تعطه وإشفع تشفع
إن كان الأنبياء عليهم السلام, أدم الذي خلقه الله بيديه ونوح النبي العبد الشكور وموسى كليم الله وإبراهيم خليله وعيسى كلمته وروح منه يقولون نفسي نفسي ، اذهبوا إلى غيري فمن لنا حينها .
إنه ليوم عظيم ، يوم لا يقادر قدره ولا يتجرأ أحد من الأنبياء عليهم السلام لطلب الشفاعة لعظمته ، وتواضعهم وإخباتهم يوم يقوم الناس لرب العالمين مما يتصورون عليهم الصلاة والسلام أنها ذنوب لا تؤهلهم لهذا المطلب وقد عفا الله عنها ، ولكن هذا أمر الله ليزيد فيه إكراما للمصطفى وعبرة لمن اعتبر للسير على هديه وعدم الاستهانة بالذنوب سرها ودقها وعلانيتها وطلب النجاة حتى لو حصلت المغفرة والتوبة.
وأنت يا سبيل الهدى وطريق الرشاد عليك أفضل الصلاة والسلام تقول : أمتي يا رب ، أمتي يا رب
وما نحن قائلين وفاعلين وأنت غني عنا عن الدفاع عنك ؟ولكنه أمر إلهي فالله قد تولى الدفاع عنك وأعلن عصمتك من الناس {والله يعصمك من الناس} وأخبر أنه سيكفيك المستهزئين {إنا كفيناك المستهزئين} ، فهل دفاعنا عنك بعد دفاع الله سبحانه ذو قيمة ، نعم قيم كثيرة ومتنوعة علمها من علمها ممن علمه الله وجهلها الجاهلون المحبطون المنافقون .
فكيف أدافع عنك يا حبيبي يا رسول الله؟ هل بنشر وسما على الفيس بوك ، ام بإرسال نشرات ( بوستات ) على وسائل التواصل الاجتماعي إلا رسول الله وما شابهها ، وهل أفعالنا وما نحن عليه تؤهلنا لما تضمنته هذه المنشورات ، ام هي حاجة إجتماعية وعادة وسير مع الركب ، هل نحقق ذلك بأقوالنا وأفعالنا ، نتبع هديك ونجتنب نهيك ، نتخلق بالقرآن ، ونحسن إلى الأقران .
جميل أن تمتليء منشوراتنا ووسائل التواصل الاجتماعي بما يظهر محبتك والغيرة عليك ، بل هو مطلب ولكن ليكن هذا المطلب محققا لمراده ليس من أجلك أيها النبي الامي فقط بل من أجل أنفسنا نحن .
فكيف بنا نعافس الذنوب ليلا ونهارا ونحسب أنفسنا على خير كبير؟ وهؤلاء الأنبياء صلوات الله عليهم وجلون خائفون - نفسي نفسي - ومقامنا بعيد إلا من قربه الله ، ووالله إن لم يغفر لنا برحمة منه لنكب على وجوهنا في النار كبا ، نسأل الله العافية .
بلغتنا الرسالة ونصحت الأمة وكشفت الغمة وتركتنا على المحجة البيضاء ، ألا يكفينا هذا يا حبيبي يا رسول الله.
ويوم الأشهاد تعود بإذن الواحد الرحيم الودود فتشفع وتشفع ، كل هذا النفع والخير والعطاء والبذل والحب يقتضي منا أن تتحول محبتنا هذه الى أفعال يراها ويعلمها البصير العليم ، وهو غني عن العالمين ونحن الفقراء لهذا كله .
ومن هذه الأفعال :
1.طاعته فيما أمر وإجتناب ما نهى عنه ولو على أنفسنا .
2.الرفق بالقوارير والوصاية بالنساء خيرا
3.كثرة الصلاة والسلام عليه
4.التخلق بخلقه ، وكان خلقه القرآن
5.حفظ حديث عنه يوميا أو أسبوعيا وفهمه ونشره وتبليغه فرب مبلغ يبلغه أوعى له من سامع ، فلعلَّ الغائبَ يكونُ أَوعى وأفْهَمَ مِنَ السَّامعِ المُبلِّغِ، خطبَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يومَ النَّحرِ فقالَ ليبلِّغِ الشَّاهدُ الغائبَ فإنَّهُ رُبَّ مبلَّغٍ يبلغُهُ أوعَى لهُ من سامعٍ
الراوي : أبو بكرة نفيع بن الحارث | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه
6.عدم إثارة الفتن وكل ما يؤدي ويؤول إليها والتأني والتحقق من صحة ما ينشر ويتداول .
7.لا ننسى الدعاء على من تعرض لرسول الله أن يعجل بإدخاله في زمرة الابترين ، فهو أبتر يقينا لقول ربنا جل وعلى : { إن شانئك هو الأبتر} فجاء الخبر صادقا من الملك الجبار ليبقى كل شانئٍ للنبي صلى الله عليه وسلم بل كل معارض لدينه أبترا مقطوعا منبوذا كأبي جهل وأبي لهب وعبدالله بن أبي ومن ماثلهم في كل العصور وعصرنا الحالي.
8.المحافظة على الصلوات والاهتمام بأدائها وإقامتها على أفضل وجه.
9.سؤال الله الهداية ، وسبل الرشاد {اهدنا الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعمت عليهم}
والطرق عديدة والسبل كثيرة فاللهم إهدنا إلى سبيل الرشاد ، ,أعنا ربنا على العمل بهدي المصطفى ، وآته اللهم المقام المحـمود الذي وعدته ، إن ربي على صراط مستقيم وهو الولي الحميد
وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين .
حمزه عبدالغني المحتسب
- التصنيف: