مشروعية الترحم على كل ميت مسلم
- قال الإمام الطحاوي رحمه الله " ونرى الصلاة خلف كل بر وفاجر من أهل القبلة، وعلى من مات منهم " العقيدة الطحاوية .
الأصل العام هو مشروعية الترحم على كل ميت مسلم ، ولو كان من أهل الكبائر والبدع ، وكذا جواز الصلاة عليه ، وإنما يجوز لأهل الفضل والديانة أن يتركوا إظهار ذلك إذا كان ثمة مصلحة راجحة ومن باب الزجر والتحذير من مسلكه.
- قال الإمام الطحاوي رحمه الله " ونرى الصلاة خلف كل بر وفاجر من أهل القبلة، وعلى من مات منهم " العقيدة الطحاوية .
- وقال ابن تيمية رحمه الله " وكل من لم يعلم منه النفاق وهو مسلم يجوز الاستغفار له، والصلاة عليه، بل يشرع ذلك، ويؤمر به. كما قال تعالى: { {واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات} } [محمد: 19] مجموع الفتاوى 24 / 268 . وقال أيضا " كل من لم يعلم أنه كافر بالباطن جازت الصلاة عليه والاستغفار له، وإن كانت فيه بدعة، وإن كان له ذنوب" الإيمان ص 172
- وقال ابن تيمية عن موقف الإمام أحمد من خلفاء بني العباس الذين امتحنوا الناس بخلق القرآن " فالذين كانوا من ولاة الأمور يقولون بقول الجهمية: إن القرآن مخلوق وإن الله لا يرى في الآخرة وغير ذلك. ويدعون الناس إلى ذلك ويمتحنونهم ويعاقبونهم إذا لم يجيبوهم ويكفرون من لم يجبهم. حتى أنهم كانوا إذا أمسكوا الأسير لم يطلقوه حتى يقر بقول الجهمية: إن القرآن مخلوق وغير ذلك. ولا يولون متوليا ولا يعطون رزقا من بيت المال إلا لمن يقول ذلك ومع هذا فالإمام أحمد رحمه الله تعالى ترحم عليهم واستغفر لهم لعلمه بأنهم لم يتبين لهم أنهم مكذبون للرسول ولا جاحدون لما جاء به ولكن تأولوا فأخطئوا وقلدوا من قال لهم ذلك" مجموع الفتاوى 23 / 349
- وقال ابن القيم عن شيخه ابن تيمية " وجئت يوما مبشرا له بموت أكبر أعدائه، وأشدهم عداوة وأذى له. فنهرني وتنكر لي واسترجع. ثم قام من فوره إلى بيت أهله فعزاهم، وقال: إني لكم مكانه، ولا يكون لكم أمر تحتاجون فيه إلى مساعدة إلا وساعدتكم فيه. ونحو هذا من الكلام. فسروا به ودعوا له. وعظموا هذه الحال منه. فرحمه الله ورضي عنه " مدارج السالكين 2 / 329 .
نعم مقام الترحم والصلاة شيء ، ومقام المدح والثناء والترجمة وتقويم الرجال والحكم عليهم شيء آخر ، لكن بعض الناس يغفل أن من أصول الشريعة العظيمة التي دلت عليها النصوص أن الحب والبغض ، والمدح والذم ، والموالاة والمعاداة : كلها أمور تتجزأ ، فيحب المسلم من وجه ، ويبغض من وجه ، وقد يكون للشخص الواحد حسنات وسيئات، ومحاسن وقبائح ، فيحمد ويذم ، ويثاب ويعاقب ، ويثنى عليه لأمور وينتقد لأخرى ، ويحب لأفعال ويبغض لأخرى، وكذلك الحال مع أهل المعاصي والبدع : حيث ينكر عليهم ، ويرد على بدعهم ، ويحذر منهم ،ويبغضون بمقدار ما فيهم من شر . لكنهم لا يخرجون من الملة ، ولا يسلبون حقوق الإخوة ، ويحبون بقدر ما فيهم من دين وصلاح ، ويترحم عليهم بمقتضى حكم الإسلام العام الذي ينطبق عليهم وعلى سائر المسلمين .
- التصنيف: