لاتحسبوه شراً لكم

منذ 2020-11-18

فالناس بين يائس من التغيير  جلس ينتظر المهدى لينقذ الأمة ويمكن لدينه فى الأرض وبين مستعجل على النصر قرر مواجهة الموقف بيده من دون الالتفات للأخذ بأسباب النصر

إن الحملة شديدة العداء على الإسلام ورموزه وهما القرآن والرسول إنما هى دلال واضحة على سرعه انتشار هذا الدين وتمكنه من القلوب يوماً بعد يوم لسماحته ووسطيته وعدله ففى القدم كان العداء دفينا لا تشعر به المجتمعات إنما الآن جهروا بالعداء للدين وما هو إلا وسيلة  للتمكين للدين  من حيث لم يحتسب العدو, يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين فالإسلام باق حتى وإن تخلى عنه أهله وأصبح الكثير من أهله يمارسونه ظاهراً دون أن يغير من أخلاقهم شيئا فضلا عن من هم  مسلمون بالاسم فقط

الإسلام لم يكن أبداً دين إرهاب وقتل إنما هى حملة ممنهجة ومسرحية هزلية  يقوم بها أعداؤه لإطفاء بريقه فى أعين من يريدون الدخول فيه وصدق رسول الله حين قال تميم بن أوس الداري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  «ليبلغنَّ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك اللهُ بيتَ مَدَرٍ ولا وَبَرٍ، إلا أدخَله الله هذا الدين بعزِّ عزيز أو بذلِّ ذليلٍ، عزًّا يُعِزُّ الله به الإسلامَ، وذلًّا يُذِلُّ الله به الكفر» [رواه الإمام أحمد والطبراني والبيهقي، وصحَّحه الألباني] .

لا تحسبوه شرا لكم أيها المسلمون إنما هو بارقة أمل فى وسط الظلمات التى تعيشها الأمة الإسلامية وكيف أن أعداء الدين غزوا بلاد المسلمين فكرياً ومادياً فإذا بالإسلام يغزو بلادهم وينتشر بين أبنائهم إنه التأييد الربانى لهذا الدين فلا تحزنوا ولا تهنوا  فى مواجهه الموقف

يجب أن يعرف العالم أن التلاعب بالمقدسات ليس حرية شخصية إنما هو عقيدة يؤمن بها أصحابها يجب ألا  تمس كما يجب أن يعرف الآخر أنه لم يكن يوماً القتل منهج الإسلام فى الرد على الإساءة فها هو عبد الله بن أبى بن سلول رأس النفاق يكيد للنبى صلى الله عليه وسلم  ويقول عنه سمن كلبك يأكلك أى سوء أدب بعد ذلك ولكن النبى صلى الله عليه وسلم لم يقتله أو يأمر بقتله حتى لا يقول الناس إن محمداً يقتل أصحابه .

ليطمئن المسلمون فى كل مكان فإن الله قال فى قرآن يتلى إلى يوم القيامة  { إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} [95 الحجر]

إن الله قادر على أن يكفيه المستهزئ نصرتموه أو  تخاذلتم عن نصرته ولكنه اختبار وابتلاء للمسلمين فى كل مكان لعلهم يستفيقوا من غفلتهم ويعرفوا حقيقة أعدائهم

وكم من مرة  تهيَّأ فيها أعداء الدين  للنيل من المسلمين  وكانوا قاب قوسين أو أدنى من تحقيقِ هدفهم ولكن الله لم يأذن لهم بذلك وصرفهم عنها خائبين مدحورين إذ يقول تعالى : {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا } (الأحزاب).

ولكن هل قام كل مسلم بما عليه تجاه دينه ونصره فى نفسه فما تكالبت علينا الأمم إلا لوهن عقيدتنا وتخلينا عن ديننا فى أبسط أمور الحياة واللهث وراء التقليد لكل ما هو غربى  فعلى كل واحد منا أن يتخيل إذا طرق النبى صلى الله عليه وسلم بابك  ترى ماذا يكون رد فعلك ما الذي يأتي بخاطرك في هذا الوقت ؟ ماذا لو سألك عن صلاتك أو عن القرآن هل ستفكر اين وضعته آخر مرة قرأته فيها من رمضان العام الماضى ؟ ألم تسمع قول الله وهو يشتكي إلى ربه منذ أربعة عشر قرناً قال تعالى :" {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا } [30  سور الفرقان] وهذا كان من أربعة عشر قرناً فما بالنا بعصرنا الآن وإذا دخل بيتاً فاشتكت له زوجة من سوء معاملة زوجها لها هل هذه وصيته لكم معشر الرجال  استوصوا بالنساء خيراً ؟ ماذا إذا دخل مكاناً ووجد الموظف نائماً في العمل أو غير متواجد في مكتبة ويؤخر ويؤجل مصالح الناس ؟وماذا إذا رأى الفتيات فى الشارع  يلبسن لباساً يكشف أكثر مما يستر إذا أردنا العزة لديننا فعلينا أن نغير أولا ما بأنفسنا   ما يحدث لنا إنما هو من صنع أيدينا وما ظلمنا الله عزوجل إذ يقول تعالى  : {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}  [آل عمران]  فالناس بين يائس من التغيير  جلس ينتظر المهدى لينقذ الأمة ويمكن لدينه فى الأرض وبين مستعجل على النصر قرر مواجهة الموقف بيده من دون الالتفات للأخذ بأسباب النصر أو لموقف الشرع مما يفعله  وهل يحل له فى هذ التوقيت؟ أم أنه يضر بالإسلام أكثر من النفع فى ذلك التوقيت .

وليتذكر المسلمون أن النزاع والفرقة هم أهم الأسباب لتمكن أعداء الإسلام من هذه الأمة إذ يقول تعالى :"  {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [46  الأنفال] فوحدة الصف والصبر على بعضنا البعض في المعاملات هى أولى الخطوات لتحقيق النصر

  • 3
  • 0
  • 1,727

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً