الكلمات العشرة المهمات إلى جميع الدعاة
لا تيأس ولا تقعد عن الدعوة بسبب قلة المستجيبين أو الاتباع أو أنك لا تجد الأثر المرجو من الدعوة
- التصنيفات: الدعاة ووسائل الدعوة -
المقدمة :
بسم الله والحمد لله، وبعد : فهذه كلمات وتنبيهات مهمات إلى جميع الدعاة إلى الله تعالى، والله أسأل النفع والقبول .
الكلمة الأولى :
الدعوة إلى الله تعالى من أعظم القربات وأجل الطاعات التي يجب فيها الإخلاص لله تعالى؛ لأن الدعوة تكون إلى الله لا إلى حزب أو جماعة أو رياء أو سمعة أو جاه أو أي غير ذلك.
قال تعالى : { قُلۡ هَٰذِهِۦ سَبِيلِيٓ أَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا۠ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِيۖ وَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ}[ يوسف: ١٠٨ ]
الكلمة الثانية :
لا يكفي في الدعوة إلى الله تعالى
الإخلاص فيها ، بل لا بد أن تكون وفق السنة والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، لا بالطرق البدعية والمناهج السياسية المحضة أو المناهج السلوكية المحضة إنما دعوة قائمة على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة.
وفي الآية آنفاً، : { قُلۡ هَٰذِهِۦ سَبِيلِيٓ} [ يوسف: ١٠٨ ]
الكلمة الثالثة :
لا تفتتن بالوقت وطول المدة وأنت تدعو إلى الله،فقد قال تعالى :
﴿ { وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوۡمِهِۦ فَلَبِثَ فِيهِمۡ أَلۡفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمۡسِينَ عَامٗا فَأَخَذَهُمُ ٱلطُّوفَانُ وَهُمۡ ظَٰلِمُونَ } ﴾[ العنكبوت : ١٤ ]
الكلمة الرابعة :
لا تيأس ولا تقعد عن الدعوة بسبب قلة المستجيبين أو الاتباع أو أنك لا تجد الأثر المرجو من الدعوة، فهذا النبي الرسول نوح عليه السلام لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، وقد أخبر عنه تعالى﴿ {وَمَآ ءَامَنَ مَعَهُۥٓ إِلَّا قَلِيلٞ } ﴾[هود: ٤٠ ]
الكلمة الخامسة :
الصبر على أذى الدعوة ، فلا بد أن يلقى الداعية أذى من الناس ومشقة ،ولكن يصبر كما صبر النبي صلى الله عليه وسلم وصبر الأنبياء قبله ، قال تعالى لنبيه : ﴿ {فَٱصۡبِرۡ كَمَا صَبَرَ أُوْلُواْ ٱلۡعَزۡمِ مِنَ ٱلرُّسُلِ وَلَا تَسۡتَعۡجِل لَّهُمۡۚ كَأَنَّهُمۡ يَوۡمَ يَرَوۡنَ مَا يُوعَدُونَ لَمۡ يَلۡبَثُوٓاْ إِلَّا سَاعَةٗ مِّن نَّهَارِۭۚ بَلَٰغٞۚ فَهَلۡ يُهۡلَكُ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ} ﴾[ محمد: ٣٥ ].
الكلمة السادسة :
لا بد أن يكون الداعية إلى الله تعالى يعمل بما يعلم ويدعو إليه، اتقى وأنقى الناس يأمر بالمعروف ويأتيه وينهى عن المنكر ولا يأتيه.
قال تعالى : ﴿ {أَتَأۡمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلۡبِرِّ وَتَنسَوۡنَ أَنفُسَكُمۡ وَأَنتُمۡ تَتۡلُونَ ٱلۡكِتَٰبَۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ} ﴾[ البقرة: ٤٤ ].
وقد حكى الله قول شعيب عليه السلام لقومه :﴿ {وَمَآ أُرِيدُ أَنۡ أُخَالِفَكُمۡ إِلَىٰ مَآ أَنْهَاكُمْ عَنۡهُۚ} ﴾[ هود: ٨٨ ]
الكلمة السابعة :
ولا بد أن يكون الداعية إلى الله تعالى عالماً بما يدعو إليه، كما في الآية آنفا، بعلم وبصيرة ،قال تعالى : ﴿ {قُلۡ هَٰذِهِۦ سَبِيلِيٓ أَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا۠ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِيۖ وَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ} ﴾[ يوسف: ١٠٨ ]
الكلمة الثامنة :
أن تكون الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة وبأقرب الطرق إلى الهداية ومعرفة من تدعو وأنواع من تدعو من الناس وكيف تدعوهم كل بحسبه وحاله.
وقوة الحجة لا تكفي بل لا بد من اللين ، فالنبي صلى الله عليه وسلم المؤيد قيل له:﴿ {فَبِمَا رَحۡمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمۡۖ وَلَوۡ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ ٱلۡقَلۡبِ لَٱنفَضُّواْ مِنۡ حَوۡلِكَۖ} ﴾[آل عمران: ١٥٩ ].
الكلمة التاسعة:
البداءة بالأهم فالمهم من الدعوة إلى التوحيد والنهي عن الشرك ، قال تعالى :﴿ وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِيٓ إِلَيۡهِ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعۡبُدُونِ ﴾[ الأنبياء : ٢٥ ].
وفي الحديث عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ مُعَاذًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى الْيَمَنِ، فَقَالَ : ( «ادْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدِ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً فِي أَمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ وَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ » ) [رواه البخاري ومسلم] .
الكلمة العاشرة :
مهمة الداعية إلى الله تعالى البلاغ المبين وقلوب الناس وهدايتهم بيد الله تعالى :
﴿ {فَإِنۡ أَعۡرَضُواْ فَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ عَلَيۡهِمۡ حَفِيظًاۖ إِنۡ عَلَيۡكَ إِلَّا ٱلۡبَلَٰغُۗ} ﴾[ الشورى: ٤٨ ].
وقال سبحانه : ﴿ { فَذَكِّرۡ إِنَّمَآ أَنتَ مُذَكِّرٞ * لَّسۡتَ عَلَيۡهِم بِمُصَيۡطِرٍ} ﴾[الغاشية: ٢١ - ٢٢ ].
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وكتبها :
يزن الغانم