تاريخ وأهداف الغزو الفكري والتغريب
هى كلمة زاع صيتها وانتشرت مع نهاية القرن التاسع عشر وخلال القرن العشرين وهو عبارة عن المخططات والأعمال الفكرية والتثقيفية والتدريبية والتربوية وسائر وسائل التأثير النفسي والخلقي والتوجيه السلوكي للفرد
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
ابتداءً فإن هذا البحث هو من باب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر
قال تعالي {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ } (آل عمران110)
ومن باب قول حذيفة -رضي الله عنه- فعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: «نعم»، قلت: وهل بعد الشر من خير؟ قال: «نعم، وفيه دخن»، قلت: وما دخنُه؟ قال: «قوم يهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر»، قلت: هل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: «نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها»، قلت: يا رسول الله، صفهم لنا، قال: «هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا»، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: «انظر جماعة المسلمين وإمامهم»، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: «فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك».
ويقول الشاعر: عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه ومن لا يعرف الخير من الشر يقع فيه.
ويقول الشاعر: وبضدها تتميز الأشياء.
تعريف الغزو الفكري:
هى كلمة زاع صيتها وانتشرت مع نهاية القرن التاسع عشر وخلال القرن العشرين وهو عبارة عن المخططات والأعمال الفكرية والتثقيفية والتدريبية والتربوية وسائر وسائل التأثير النفسي والخلقي والتوجيه السلوكي للفرد والمجتمع الذى تقوم به المنظمات والمؤسسات الدولية والشعبية من أعداء الإسلام والمسلمين، بغية تحويل المسلمين عن دينهم تحويلاً كلياً أو جزئيا وتجزئتهم وتمزيق وحدتهم وتقطيع روابطهم الإجتماعية وإضعاف قوتهم لإستعمارهم فكرياً ونفسياً ثم استعمارهم سياسيأ وعسكرياً واقتصادياً بشكل مباشر أو غير مباشر.[1].
وقال د/ على عبد الحليم محمود: (إن الغزو الفكري هو أن تظل بلدان العالم الإسلامي خصوصاً والعالم النامي عموماً تابعاً لتلك الدول الكبيرة المتقدمة تبعية غير منظورة).[2].
يقول الشيخ بن باز رحمه الله:
الغزو الفكري: هو مصطلح حديث يعني مجموعة الجهود التي تقوم بها أمة من الأمم للاستيلاء على أمة أخرى، أو التأثير عليها حتى تتجه وجهة معينة، وهو أخطر من الغزو العسكري، لأن الغزو الفكري ينحو إلى السرية، وسلوك المآرب الخفية في بادئ الأمر، فلا تحس به الأمة المغزوة ولا تستعد لصده والوقوف في وجهه حتى تقع فريسة له، وتكون نتيجته أن هذه الأمة تصبح مريضة الفكر والإحساس تحب ما يريده لها عدوها أن تحبه، وتكره ما يريد منها أن تكرهه.[3]
تعريف التغريب:
يقول أ/ أنور الجندى رحمه الله: إن مفهوم مصطلح التغريب في عشرات من تعاريفه إنما يعني: خلق عقلية جديدة تعتمد على تصورات الفكر الغربي ومقاييسه لتحاكم الفكر الإسلامي والمجتمع الإسلامي من خلالها بهدف سيادة الحضارة الغربية وتسييدها علي حضارات الأمم ولاسيما الحضارة الإسلامية. [4]
يقول د/محمد محمد حسين: (إن التغريب يقصد به طبع العرب والمسلمين والشرقيين عامة بطابع الحضارة الغربية والثقافة الغربية، مما يساعد على إيجاد روابط من الود والتفاهم بين (الحمار وراكبه) وهى روابط تفيد الراكب دائماً ولا تفيد الحمار! وهذا هو الذى يسميه الإستعباد الغربي تغريباً وهو مايسميه سماسرة الإستعباد تطويراً ’ومشروع تطويرهم هذا يهدف إلى هدم القديم وبناء ما يتوهمونه من الجديد على قواعد ترضيهم .[5]
يقول محب الدين الخطيب: ( إن الإستعمار الفكري في الشرق أعظم خطراً من الإستعمار الأرضي ،فالأرض يمكن استردادها، أما إذا تمكنت القومية الغربية من استعمار قلوب الرجال والنساء فذلك هو الخسران الأكبر. إنها طلائع الزحف الفكري الذي تزحفه اوروبا إلى قلوب الشرقيين بوجه عام والمسلمين بوجه خاص .[6]
تاريخ الغزو الفكرى والتغريب:
يبدأ تاريخ الغزو الفكري منذ بداية الخصومة بين الإسلام وأعدائه والتي ستستمر إلى قيام الساعة. لقد تتدرج الغزو الفكري فى نشأته، فمنذ ظهور دعوة الإسلام وبدأ الغرب والمسيحية الشمالية التي انحصرت في أجزاء من أروبا بالكيد للإسلام والمسلمين، ولا شك أيضا أن اليهود كان لهم دوراً كبيراً فى هذه الحرب فى القديم والحديث.
ولقد مر الغزو الفكري بعدة مراحل:[7]،
- مرحلة ما قبل إسقاط الخلافة الإسلامية (منذ نزول الوحي مروراً بالحروب الصليبية ثم الإستشراق ثم التبشير)
- مرحلة الإجهاز على الخلافة الإسلامية (من خلال حزب الإتحاد والترقي بتركيا بقيادة مصطفى كمال أتاتورك ورفاقه وبمساعدة اليهود والإنجليز)
- مرحلة ما بعد إسقاط الخلافة الإسلامية (منذ عام 1924م حتى الأن) ففى القديم بدأوا بالتشكيك فى نبوة النبي -صلى الله عليه وسلم- والتشكيك فى القرآن الكريم وبعدها تم التشكيك فى السنة النبوية وفى الجيل الذى حمل إلينا هذه السنة المطهرة وهم الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، وماكان هذا إلا من باب الغزو الفكري حتى يفسدوا على المسلمين معتقداتهم ويورثوهم الشك فى دينهم، ولكن كان فى الأمة رجال ضحدوا شبهاتهم حتي لا يلبسوا على المسلمين أمر دينهم. ولعل من الأمور الهامة التي يمكننا من خلالها أن نحدد المنطلق التاريخي للغزو الفكري هو ظهور تلك الشخصية اليهودية اليمنية التي ظهرت فى عهد الخلفاء الراشدين وهو عبد الله بن سبأ ، الذى استثمر الخلاف الذي حدث فى عهد الخليفة الراشد علي بن أبي طالب وبدأ يجمع بعض الأكاذيب والضلالات على الإمام على بن أبى طالب وبدأ يصفه بصفة النبوة وأحياناً بصفات الألوهية، والتف حوله بعض يهود اليمن الذين تسموا بعد ذلك بإسم (الشيعة) أى شيعة علي رضى الله عنه، وبدأ يلتف حولهم بعض السذج من المسلمين.
وبدأ بعد ذلك ظهور فرق أخرى خرجت من تحت عباءة الشيعة كالباطنية والسبئية، ففى العصر العباسى ظهر ميمون القداح وهو من أصل يهودي وقد نشأ تحت يديه مؤسس الدولة الفاطمية، وظهر بعد ذلك القرامطة الذين رموا البيت الحرام بالمجانيق وسرقوا الحجر الأسود لعقدين من الزمان ، وظهرت الكثير من الأفكار المعادية للإسلام وإن تسمى أصحابها بالمسلمين زوراً وبهتاناً، فظهرت فرقاً لا حصر لها تنخر فى عود الأمة وتلقى بالشبهات على أبناء المسلمين ، فظهرت الإمامية الإثنا عشرية والإسماعيلية والنصيرية والدروز والمرجئة والمعتزلة والقدرية والجبرية وغيرهم... ومن الغزو الفكري أيضاً ظاهرة وضع الأحاديث المكذوبة كذباً وزوراً على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والأقوال المنسوبة لآل البيت كعلى بن أبى طالب والحسن والحسين.[8]، واستمر هذا الغزو الفكري من داخل وخارج الأمة الإسلامية حتى حانت ساعة الإنطلاق الحقيقة التي لطالما استعد لها أهل الغرب لغزو دار الإسلام وقتلهم في عقر دارهم، فقد بعثت أوربا بفلذات أكبادها لتُجهز على قلب أمة الإسلام التى حصرتها قروناً عديدة في شمال أوربا، فكانت الحروب الصليبية (1096م - 1291م) هى الأخرى نقطة تاريخية مفصلية فى تاريخ الغزو الفكري ، وقد استمرت هذه الحملات الصليبية لمدة قرنين من الزمان حتى ردهم الله على يد القائد المغوار صلاح الدين الأيوبي وأعاد الله على يديه القدس المغتصبة، والله أسأل أن يردها إلى أيدى المسلمين مرة أخرى.
ولقد عاد قادة هذه الحملات إلى بلادهم وهم يحملون غلاً للذين أمنوا لا تتصوره العقول ، فانتفض من بينهم رجال حملوا هَمَ المسيحية في عزيمة واسرار لايزعزع حتى قُرِعت أسماعهم بفتح القسطنطينية على يد محمد الفاتح ، وعندها بدأ ظهور طبقة الإصلاحين من أمثال مارتن لوثر كنج وجون كلفن والسياسي الماكر ميكيافلي ، بدأ هؤلاء فى حمل راية العلم والإنتفاع بما لدى الأمة الإسلامية من علوم ، جاءوا إلينا فى كل ثوب ،ثوب التاجر والعالم والراهب والطالب والسائح، وظلوا فى عملاٍ دئوب على هذا الحال، حتى حان الوقت لهم بالعودة ولكن ليس بالمظهر العسكري فحسب ، ولكن في مشهد يريدون به غزو هذه الأمة عن طريق الفكر والإقصاد والمال والأعمال، فكانت الحملة الفرنسية على مصر قلب العالم الإسلامي بقيادة نابليون بونابرت، الذى جاء ومعه العلماء والباحثين في كافة أبواب العلوم والمعرفة لينهلوا مما عند المصريين من علوم، وقد بين الجبرتى فى تاريخه أنهم سرقوا كتباً كثيره عند دخولهم القاهرة، حتى رحلوا على أيدي المصريين الذين دافعوا عن أرضهم بشرف وتضحية ، ولكن أثناء وجود الحملة الفرنسية فى مصر اتخذت جنوداً لها من أبناء المسلمين ممن انبهروا بما لديهم من تقدم ورقي حضاري زائفة، هم فيه عالةٌ على المسلمين ولا شك، وحتى لا نبكى على اللبن المسكوب كما يقول الإنجليز، فإن السبب الأساسي لهذا الإنبهار والإنقياد وراء لعاعة الأمم المارقة عن الهدى السماوى، هو التدهور الأخلاقي والعلمي الذى وصلت إليه غالب الأمم الإسلامية، مما جعلها لقمة سائغة لعدوها.
ومن يومئذ تحددت أهداف المسيحية الشمالية، وتحددت وسائلها، ولم يغب عن أحدٍ منهم أنهم فى سبيل إعداد أنفسهم لحرب صليبية جديدة، لا بقعقعة السلاح، وما هو إلا سلاح العلم والعمل والتفوق واليقظة والتدبير، ثم الصبر والمكر والدهاء واللين والمداهنة. وبدأ الزحف البطئ المتتابع الخفى الوطء يخترق دار الإسلام فى تركيا والشام ومصر والجزائر وتونس.[9]
أهداف الغزو الفكرى والتغريب:
قال تعالي: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ} [البقرة 120].
وقال تعالي: {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا (16) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا} [الطارق17].
وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ} [الأنفال 36].
ما أريد أن أقوله أن ما يفعلونه هو نابع من عقيدة لديهم ويظهر ذلك جلياً في أقوالهم التى يقولونها ليل نهار على لسان قادتهم ومفكريهم.
يقول الأستاذ محمد جلال كشك رحمه الله فى كتاب الغزو الفكرى: إن عملا الغزو قد عملوا منذ نهاية القرن التاسع عشر منذ أن تقرر فى أوكار الصهيونية والإستعمار تدمير الخلافة الإسلامية، عملوا على تخريب الفكر الإسلامي وتشويه عقل المسلمين وهم ما زالو يعملون، ولكن الأسماء تتغير والشعارات تتلون ولكن الهدف واحد وهو تجريد المسلمين من إيمانهم بالله والكتائب فى ذلك واحده هى كتائب الغزو الفكري، الطابور الخامس الذى يعمل داخل صفوفنا ليجهز على مقاومتنا[10].
وأول هذه الحقائق ما طرحه (غلادستون) رئيس وزراء بريطانيا على مجلس العموم البريطاني عام 1883 حين حمل المصحف وقال: (مادام هذا الكتاب باقياً في الأرض فلا أمل لنا في إخضاع المسلمين، بل ونحن على خطر في أوطاننا). يُضاف إلى هذا قول اللورد اللنبي حين دخل القدس عام 1917 حين قال (اليوم انتهت الحروب الصليبية)
قال لويس التاسع ملك فرنسا الذي أُسِرَ في دار ابن لقمان بالمنصورة ، في وثيقة محفوظة في دار الوثائق القومية في باريس: إنه لا يمكن الإنتصار على المسلمين من خلال حرب وانما يمكن الإنتصار عليهم بواسطة السياسة باتباع ما يلي: (إشاعة الفرقة بين قادة المسلمين ، واذا حدثت فليعمل على توسيع شقتها ما أمكن حتى يكون هذا الخلاف عاملاً في اضعاف المسلمين. عدم تمكين البلاد الإسلامية والعربية أن يقوم فيها حكم صالح. إفساد أنظمة الحكم في البلاد الإسلامية بالرشوة والفساد والنساء، حتى تنفصل القاعدة عن القمة. الحيلولة دون قيام جيش مؤمن بحق وطنه عليه، يضحي في سبيل مبادئه. تغير مناهج التربية والتعليم وإخراج القرآن والإسلام من هذا البناء الثقافي وحشوه بروح المادة والثورة على القيم الروحية والخلقية. أن تتخذ الأمة الإسلامية مناهج التربية والتعليم لدولة من هذه الدول الكبيرة فتطبقها على أبنائها وأجيالها فتشوه بذلك فكرهم وتمسخ عقولهم).
- يقول المستشرق الإنجليزي هاملتون جب عن مناهج التعليم الغربية في العالم الإسلامي (لقد استطاع نشاطنا التعليمي والثقافي عن طريق المدرسة العصرية أن يترك في المسلمين ولو من غير وعي منهم أثراَ يجعلهم في مظهرهم العام لادينين إلي حدٍ بعيد).
- يقول الصحفي الأمريكي الصهيوني توماس فريدمان إبان الغزو الأمريكي لأفغانستان 2001: (إن الحرب الحقيقية فى المنطقة الإسلامية هي في المدارس ، ولذلك يجب أن نفرغ من حملتنا العسكرية ضد ابن لادن بسرعة ونخرج ... وعندما نعود من أفغانستان يجب أن نكون مسلحين بالكتب لا بالدبابات . وفقط عندما تنمو تربة جديدة وجيل جديد يقبل سياستنا كما يحب شطائرنا، سيكون لنا في المنطقة الإسلامية أصدقاء) [11].
- ويقول المفكر الأمريكي صموئيل هتنجتون عن ذات الأهداف: (إننا نريد حرباً داخل الإسلام، حتى يقبل الإسلام الحداثة الغربية والعلمانية الغربية، والمبدأ المسيحي فصل الدين عن السياسة) [12]
-ويقول (زويمر) وهومن أكبر المستشرقين والمبشرين الإنجليز: (يهدف الغرب من خلال عمليات الغزو الفكري إلي إخراج أجيال مسلمة تكون هى طليعة الفتح الإستعماري في الممالك الإسلامية)
ولقد صور الورد كرومر المندوب السامي البريطانى فى مصر لمدة 25 عاماً منهج هذا العمل الذي اصطنعته فرنسا وإنجلترا وهولندا في العالم الإسلامي من خلال البعثات حين قال: إن الشبان الذين يتلقون علومهم في إنجلترا وأوربا يفقدون صلتهم الثقافية والروحية بوطنهم، ولا يستطيعون الانتماء في نفس الوقت إلى البلد الذي منحهم ثقافته فيتأرجحون في الوسط ممزقين [13].
- قال الحاكم الفرنسي فى ذكرى مرور مائة عام على احتلال فرنسا للجزائر: (إننا لن ننتصر على الجزائرين ماداموا يقرؤون القرآن ويتكلمون العربية، فيجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم ) [14].
إضعاف روح الإخاء الاسلامى بين المسلمين فى مختلف أقطارها عن طريق إحياء القوميات التى كانت لهم قبل الإسلام . وإثارة الخلافات والنعرات بين شعوبهم.
أن تظل بلدان العالم الإسلامي خصوصاً والعالم النامي عموماً تابعة لتلك الدول الكبيرة المتقدمة، أن تُزاحم لغة الغالب لغة المغلوب فضلاً عن أن تحل محلها أو تحاربها بإحياء اللهجات العامية أو الإقليمية، وما دام الإنسان لا يفكر إلا باللغة فإن إضعاف لغة أمة هو إضعاف لفكرها.
تصوير تراث الأمة الإسلامية بصورة التخلف وعدم قدرته على إمداد الحضارة بشيء مفيد وأنه لم يكن له الفضل على الحضارات التي جاءت بعده.
71. يقول البابا شنوده لشعب الكنيسة في مصر[15]: (يجب مضاعفة الجهود التبشيرية الحالية، إذ أن الخطة التبشيرية التي وضعت على أساس اتفق عليه في المرحلة القادمة، هو زحزحة أكبر عدد من المسلمين عند دينهم والتمسك به، على ألا يكون من الضرورى إعتناقهم للمسيحية، وتشكيك الجموع الغفيرة منهم في دينهم وفي صدق محمد -صلى الله عليه وسلم- ومن ثم يجب استغلال كل الإمكانيات الكنسية للتشكيك في القرآن، وإثبات بطلانه وتكذيب محمد.
أسلحة الغزو الفكرى والتغريب:
الأسلحة العسكرية
1. الإستعمار (الحروب الصليبية والحروب المعاصره والإحتلال الإنجليزي والفرنسي والروسي والإيطالي).
2. الإنقلابات العسكرية.
3. الإغتيالات السياسية.
الأسلحة العلمية:
1. الإستشراق.
2. نشر العامية.
3. مناهج التعليم.
4. المدارس والجامعات الخاصة.
5. البعثات والإرساليات العلمية.
6. القصة والرواية.
7. حركة الترجمة.
8. تزيف التاريخ.
9. حرب الأفكار ( بروتوكلات حكماء صهيون، أحجار على رقعة شطرنج).
10. القضاء على التعليم الدينى.
الأسلحة السياسية:
1. حرب الجيل الرابع.
2. أذناب الإستعمار من المفكرين والكتاب والقاده والزعماء. أمثال (رفاعه الطهطاوى، جمال الدين الأفغانى، الشيخ محمد عبده، أحمد لطفى السيد، سعد زغلول، فتحى زغلول، خير الدين التونسى، طه حسين، سلامه موسى، على عبد الرازق، ذكى نجيب محمود، قاسم أمين، ساطع الحصرى، جورجى زيدان، ويوسف زيدان وإبراهيم عيسى وإسلام بحيرى حلمى النمنم ومحمد البرادعى وغيرهم وغيرهم كثير قديما وحديثاً تتغير أسمائهم ولا تتغيير أهدافهم.
3. الأفكار الهدامة من الماركسيه والعلمانية والوجوديه وغيرها.
4. إنشاء أحزاب تقاوم الفكر الإسلامى.
5. مخططات التقسيم (وعد بلفور والكتاب الأبيض وسايكس بيكو والشرق الأوسط الجديد وإسرائيل الكبري والفوضى الخلاقة).
6. الصهيونيه العالميه.
7. الطابور الخامس.
8. المحاكم المختلطة.
9. التطبيع.
الأسلحة الدينية:
1. التبشير.
2. إسقاط الخلافة.
3. علم مقارنة الأديان.
4. المذاهب الدينية المنحرفة (الشيعة والمتصوفه والقاديانية والبهائية).
5. طرح شبهات للشباب المسلم حول الدين الإسلامي.
6. الإلحاد.
الأسلحة الإجتماعية:
1. الحركة النسائية (هدى شعراوى، صفيه زغلول، الأميره نازلى، سيزا نبراوى، نوال السعدوى وغيرهم كثير من قادة الحركة النسائية).
2. المخدرات.
3. الموضة والأزياء.
4. الأثار وإحياء الدعوات القديمة كالفرعونيه والطورانية والفينيقية.
5. إحياء الأدب الشعبى والفلكلور والأمثال الشعبية.
6. منظمات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية.
7. المحافل الماسونية.
8. نوادى الليونز والروتارى.
9. تنظيم الأسرة وتحديد النسل.
الأسلحة الإعلامية:
1. الصحافة.
2. السينما والمسرح والإعلام المرئى.
3. الأفلام الإباحية ومواقع الإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي.
4. الكارتون وقصص الأطفال.
الأسلحة الإقتصادية:
1. البنوك الربوية المعونات المالية والقروض الدولية.
2. الإحتكار.
3. الحصار الإقتصادي.
وما تخفى صدورهم أكبر:
ورغم ما أعلنوه إلا أنه ما زال فى قلوبهم أكبر قال تعالي: {قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ} [ال عمران: 118] .
- فى ثمانينيات القـــرن العشرين، دعا الرئيس الأمريكي الأسبق (ريتشارد نيكسون) فى كتابه الفرصة السانحة، حيث دعا أمريكا وأوروبا وموسكو إلى الإتحاد فى مواجهة الأصولية الإسلامية التى تريد:
1. بعث الحضارة الإسلامية.
2. تطبيق الشريعة الإسلامية.
3. اتخاذ الإسلام ديناً ودولة.
وفى 16 سبتمبر 2001م بعد أحداث 11 سبتمبر بإنهيار برج التجارة العالمي فى أمريكا، أعلن الرئيس الأمريكي (بوش الصغير) الحمله الصليبية على العالم الإسلامي.
وفى 17 سبتمبر2001م أعلن ( تونى بلير) رئيس وزراء إنجلترا أن هذه الحملة هى (حرب المدنية والحضارة فى الغرب على البربرية فى الشرق.
وفى 26 سبتمبر 2001م أعلن ( سلفيو برلســـكونى) رئيس وزراء إيطاليا (أن الحضارة الغربية أرقى من الحضارة الإسلامية، ولابد من انتصار الحضارة الغربية على الإسلام، الذى يجب أن يُهزم ، وأن الغرب سيواصل تعميم حضارته وفرض نفسه على الشعوب)
وفى أكتوبر 2001م عُقِد بالقاهرة بفندق شيراتون هيليوبوليس مؤتمر لحوار الأديان، وفى ختامه رفض مندوب الفاتيكان القس خالد أكشة ومندوب مجلس الكنائس العالمي دكتور طارق مترى التوقيع على البيان الختامي، لتضمنه عبارة (الديانات السماوية) والقيم الربانية وقالاَ نحن لا نعترف بالإسلام ديناً سماوياً ولا بالقيم الإسلامية قيماً ربانية.
وفى يناير 2002م كتب المستشرق الصهيونى الشهير (برنارد لويس): ((إن إرهاب اليوم هو جزء من كفاح طويل بين الإسلام والغرب ..فالنظام الأخلاقى الذى يستند إليه الإسلام مختلف عما هو فى الحضارة الغربية المسيحية / اليهودية، وإن آيات القرآن تصدق على ممارسة العنف ضد غير المسلمين .. وهذه الحرب هي حرب بين الأديان).
وفى 29 نوفمبر 2009م، تم الإستفتاء السويسرى على حظر بناء المآذن للمساجد بنسبة 57% وصورت المآذن فى صورة الحراب والصواريخ.
وفى 12 سبتمبر 2012م نشرت المجلة الفرنسية الساخرة (تشارلى إبدو) رسوماً مسيئة لرسول الإسلام -صلى الله عليه وسلم-وتتوالى التصريحات الفرنسية والغربية عن أن هذه الأعمال إنما تتم تحت مظلة حرية التعبير.
قال تعالى: {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال30] عاملهم الله على ضد نياتهم
وسائل مقترحة للحفاظ على الأمة من الغزو الفكري:
1. إعادة ربط الأمة بكتاب الله -عز وجل- لأن هذه وصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلا يعدو ما ذكرناه من وسائل الغرب ، وفكرهم عن إثارة الشبهات على هذا الدين، وكذا الترويج للشهوات خاصة النساء، والنبي -صلى الله عليه وسلم- نصح الأمة عند كثرة الفتن باللجوء إلى كتاب الله -عز وجل- ،فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «ستكون فتن كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنا، ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع الرجل دينه بعرض من الدنيا، قيل فما النجاة منها يا رسول الله قال كتاب الله تبارك وتعالى».
وتشمل الوصية بكتاب الله -عز وجل- ،مدارسته وحفظه والقيام به بالليل العمل به بالنهار والإستشفاء به كما قال تعالى: {هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ} [فصلت:44]، والتخلق بأخلاق القرآن، كما وصفت عائشة -رضي الله عنه- خلق رسول الله فقالت (كان خلقه القرآن).
2. الإهتمام بلغة القرآن والسنة، اللغة العربية وتدريسها ونشرها وبيان أهميتها وخطرها، والمحافظة عليها، لأنها محافظة على الكتاب والسنة والإهتمام بالتكلم باللغة الفصحى دون العامية، خاصة من الدعاة إلى الله عز وجل،
3. التصدى لمحاولات تذويب الهوية الإسلامية وقطع صلة الأمة بدينها والتي تجرى اليوم على قدم وساق من خلال تخريب مناهج التعليم ، وتشويه التاريخ الإسلامي، وإضعاف اللغة العربية ومزاحمة القيم الإسلامية بقيم غربية وغير ذلك من أنشطة التبشير العلماني والغزو الفكري أو تسميم الآبار الإسلامية، أو ما يطلق عليه الذين لا خلاق لهم عبارة ( تجفيف منابع الدين) بلا مواربة نسأل الله -عز وجل- أن يجفف الدماء فى عروقهم، وأن يأخذهم أخد عزيزٍ مقتدر ويريح البلاد والعباد من شرورهم.
4. إعادة صياغة التاريخ، مع بيان أمجاد الإسلام وانتصاراته، والتركيز على أن الأمة الإسلامية مهما حكَمَت شرع الله -عز وجل- وأعزَت دينه، أعزها الله -عز وجل- وصار المسلمون هم سادات الدنيا وحكام العالم، وهذا ما يبعث الخوف فى قلوب أعداء الأمة ومحاولة الحيلولة بين المسلين وبين شريعة الله -عز وجل- والسعى لمحاربة الإسلام، فتكون المعركة بين المسلمين وخصومهم على أساس الوطنية والقومية لأن رجوع الهوية الإسلامية معناها إنتصار الإسلام ،كما أخبر الله -عز وجل- {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33)} [التوبة].
5. إحياء روح الجهاد والرغبة فى الإستشهاد، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- «إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم».
6. التركيز على بيان محاسن الشريعة وصلاحيتها لكل زمان بل قل إن شئت أن المكان والزمان لايصلحان إلا بشريعة الله -عز وجل- ، وأنها لم تنزل إلى فئة معينة في ظروف معينة، بل جعلها الله -عز وجل- شريعة للأمة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، كما قال تعالى:{وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة].
7. الإهتمام بالإعلام المرئى والمسموع والمقروء لبيان خصائص الهوية الإسلامية وتعريف الناس بدينهم وفضح النعرات القومية والوطنية ومواجهة الموجات الإلحادية والإباحية وبيان عور العلمانية والليبرالية والشيوعية وأنها أفكار خبيثة قائمة على تنحية الشريعة، وأنها إذا راجت فى بلاد الكفر لضلالهم وعدم وضوح الحق عندهم ، فلا تروج فى بلاد المسلمين الذين تغزوا بالدين، وانشرحت صدورهم للإسلام: {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الزمر]
8. إنشاء مراكز الأبحاث والدراسات المعنية برصد الإنحرافات الفكرية والتعقيب عليها بتفنيد الشبه، والجواب عن الشكوك والإثارات التي تخرج من بعض المارقين عن قيم الإسلام ومبادئه، والجهاد الفكري ضدها من منطلق قوله تعالى: {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا} [الفرقان: 52] [16].
تحذير من الوقوع فى شبكة نظرية المؤامرة:
إنَّ المبالغة الكبيرة في توسيع (نظرية المؤامرة) وأنَّه ما من شر أتى على الأمَّة المسلمة إلاَّ بسبب مؤامرة من أعدائها عليها، فإنَّ في هذا تسطيحاً للأمور، ورؤية أحادية لها وهو مخالف للتفكير الموضوعي والعلمي.
إنَّ إصطحاب العقيدة الإسلاميَّة الصحيحة وما يؤسس لها من كتاب ربنا وسنّة نبينا، هي خير مخرج لتحليل كثير من الظواهر الاجتماعية والسياسيَّة والاقتصاديَّة، والجمع بين التحليل الشرعي والسياسي لا تنافي بينهما، ويستحيل أن تخالف حقائق الواقع مفهوم ومنطوق القرآن وما ثبت من صحيح السنَّة النبوية المطهَّرة.
التوسط في الأخذ ما بين المؤامرة من الأعداء وبين خطايانا التي نقترفها بأيدينا، فمؤامرة العدو علينا واردة جدا، وفي المقابل نسأل أنفسنا لماذا حصلت هذه المؤامرة ونجحت؟!
إنَّ علينا العودة إلى منهج القرآن الكريم، وكيفية معالجته للمشاكل التي نقع بها، فالصحابة حينما سألوا رسول الله عن سبب هزيمتهم في أحد بيَّن الله تعالى لهم ذلك فقال: {أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنَّى هذا قل هو من عند أنفسكم} وقال تعالى: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير} وقال تعالى: {ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا ولعلهم يرجعون}.
النظر في دقَّة ما يُنشر من تصريحات وتقارير وأخبار وكتب، فليس كل ما يقال عنه وثيقة سريَّة أو علنيَّة تكون صحيحة، فلربما يكون هنالك غرض من نشرها، للإرهاب أو التخويف، أو تصفية حسابات، من باب (فاستخف قومه فأطاعوه . [17]
[1] أجنحة المكر الثلاث لعبد الرحمن حسن حنبكة الميدانى صـــ 28
[2] أساليب الغزو الفكري للعالم الإسلامي علي أبو جريشه
[3] الموقع الرسمي للسيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
[4] التغريب أخطر التحديات في وجه الإسلام لأنور الجندى
[5] حصوننا مهددة من داخلها د/ محمد محمد حسين
تاريخ الصحافة الإسلامية أ/ أنور الجندي
[7] أساليب الغزو الفكري للعالم الإسلامي د/على أبوجريشه، د/محمد شريف الزيبق
[8] الغزو الفكري صادر عن جامعة أم القرى
[9] رسالة فى الطريق إلى ثقافتنا للشيخ محمود شاكر
[10] الغزو الفكرى لمحمد جلال كشك نقلاً عن رسائل إلى السباب د/ مصطفى حلمى
[11] الأصولية بين الإسلام والغرب د/ محمد عمارة
[12] المصدر السابق
[13] التغريب أخطر التحديات في وجه الإسلام لأنور الجندى
[14] نقلا عن مذاهب فكرية من الميزان
[15] قذائف الحق للشيخ محمد الغزالي
[16] واجبنا نحو مخططات أعدائنا د/محمد إسماعيل المقدم جريدة الفتح ، هويتنا خط أحمر د/أحمد فريد
[17] خبَّاب بن مروان الحمد رئيس تحرير المركز العربي للدراسات والأبحاث.موقع صيد الفوائد
- التصنيف:
- المصدر: