ما قل ودل من كتاب " كلام الليالي والأيام " لابن أبي الدنيا
أيمن الشعبان
قَالَ الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ: الْأَيَّامُ ثَلَاثَةٌ: مَعْهُودٌ، وَمَشْهُودٌ، وَمَوْعُودٌ، فَالْمَعْهُودُ أَمْسِ، وَالْمَشْهُودُ الْيَوْمُ، وَالْمَوْعُودُ غَدًا.
- التصنيفات: الزهد والرقائق -
قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ: يَا بُنَيَّ عَوِّدْ لِسَانَكَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، فَإِنَّ لِلَّهِ سَاعَاتٍ لَا يَرُدُّ فِيهَا سَائِلًا.
ص16.
قال مُوسَى الْجُهَنِيِّ: مَا مِنْ لَيْلَةٍ إِلَّا تَقُولُ: ابْنَ آدَمَ، أَحْدِثْ فِيَّ خَيْرًا فَإِنِّي لَنْ أَعُودَ إِلَيْكَ أَبَدًا.
ص17.
قَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: الدَّهْرُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ: أَمْسِ خَلَتْ عِظَتُهُ، وَالْيَوْمُ الَّذِي أَنْتَ فِيهِ لَكَ، وَغَدًا لَا تَدْرِي مَا يَكُونُ.
قَالُوا لِلْحَسَنِ: صِفْ لَنَا الدُّنْيَا؟ قَالَ: أَمْسِ أَجَلٌ، وَالْيَوْمَ عَمَلٌ، وَغَدًا أَمَلٌ.
ص19.
قَالَ الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ: الْأَيَّامُ ثَلَاثَةٌ: مَعْهُودٌ، وَمَشْهُودٌ، وَمَوْعُودٌ، فَالْمَعْهُودُ أَمْسِ، وَالْمَشْهُودُ الْيَوْمُ، وَالْمَوْعُودُ غَدًا.
ص20.
قال عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ الْحَنَفِيَّ: أَمْسِ مَذْمُومٌ، وَيَوْمُكَ غَيْرُ مَحْمُودٍ، وَغَدًا غَيْرُ مَأْمُونٍ.
ص22.
قال مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ: إِنَّ هَذَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خَزَانَتَانِ، فَانْظُرُوا مَا تَضِعُونَ فِيهِمَا.
وقال مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ: اعْمَلُوا لِلَّيْلِ لِمَا خُلِقَ لَهُ، وَاعْمَلُوا لِلنَّهَارِ لِمَا خُلِقَ لَهُ.
قال شَيْبَةُ الْمَهْرِيِّ: اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ غَنِيمَةُ الْأَكْيَاسِ.
ص24.
قال الحسن: ابْنَ آدَمَ الْيَوْمُ ضَيْفُكَ، وَالضَّيْفُ مُرْتَحِلٌ بِحَمْدِكَ أَوْ بِذَمِّكَ، وَكَذَلِكَ لَيْلَتُكَ.
ص25.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ لِرَجُلٍ: «اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ لِيَوْمِ سُوءٍ، أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ» . ثُمَّ بَكَى.
ص26.
قال مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ: كَانَ رَجُلٌ إِذَا رَأَى اللَّيْلَ مُقْبِلًا بَكَى وَقَالَ: هَذَا يُمِيتُنِي.
ص28.
قال أبو مُحْرِزٍ الطُّفَاوِيِّ: أَمَا وَاللَّهِ لَئِنْ غَفِلْتُمْ، إِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا لَا يَغْفَلُونَ عَنْ طَاعَتِهِ فِي هَذَا اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ.
ص33.
قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مَنْ كَانَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ مَطِيَّتَهُ سَارَا وَإِنْ لَمْ يَسِرْ.
كَانَ يُقَالَ: جَزِّئْ دَهْرَكَ بِيَوْمِكَ.
ص34.
قال عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ: قَرَأْتُ كِتَابَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ إِلَى أَبِي: أَبَا عُمَرَ، كُلُّ يَوْمٍ يَعِيشَهُ الْمُؤْمِنُ غَنِيمَةٌ.
ص36.
قال الحسن: إِنَّمَا الدُّنْيَا ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ: مَضَى أَمْسِ بِمَا فِيهِ، وَغَدًا لَعَلَّكَ لَا تُدْرِكُهُ، فَانْظُرْ مَا أَنْتَ عَامَلٌ فِي يَوْمِكَ.
ص41.