الاستفهام : تعريفه وأدواته

تعريفه: طلب العلم بشيء لم يكن معلومًا من قبل.

أدواته: (الهمزة، هل، مَن، ما، أين، أيَّان، كيف، كم، متى، أنى، أي).

1) الهمزة: ويطلب بها أحد أمرين هما:

أ/ التصور: وهو إدراك المفرد؛ نحو: أخالدٌ مسافرٌ أم عامرٌ؟

فالسائل يعلم أن السفر واقعٌ فعلًا، وأنه منسوب إلى واحد من الاثنين، ولكنه يريد تعيين أحدهما فيكون الجواب بتعيينه، ويذكر غالبًا بعد همزة التصور معادِلٌ معه لفظة (أم ).

ب/ التصديق: وهو إدراك وقوع النسبة بين شيئين أو عدم وقوعها (مضمون الجملة)، مثل: أسَافَرَ خالدٌ؟ فالسائل يجهل نسبة السفر؛ لذا يطلب ثبوتها أو نفيها، فيكون الجواب بنعم أو لا، إلا إذا كان الاستفهام منفيًا، فتكون الإجابة ببلى إثباتًا، وبنعم نفيًا؛ نحو: ألم يسافرْ خالدٌ، ويمتنع ذكر المعادل بعد همزة التصديق.

2) هل: ويطلب بها التصديق فقط، ويمتنع معها ذكر المعادل، مثالها: هل حَضرَ خالدٌ؟

وبقية أدوات الاستفهام للتصور فقط (المفرد)، فيكون الجواب بتعيين المسؤول عنه.

3) مَن: للعاقل، مثل: مَن فَتح مصرَ؟

4) ما: لغير العاقل، مثل: مَا الإِسْرَافُ؟

5) أين: للمكان، مثل: {يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ} [القيامة: 10].

6) أيان: للزمان المستقبل، وتكون في موضع التهويل، مثل: {يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ} [القيامة: 6].

7) كيف: للحال، مثل: كيف أصبحتَ اليوم؟

8) كم: للعدد، مثل: {قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ} [المؤمنون: 112].

9) متى: للزمان ماضيًا أو مستقبلًا؛ مثل: متى وُلد النبي صلى الله عليه وسلم؟

10) أنى: وتأتي لمعان عدة، فتكون بمعنى أين، وبمعنى كيف، وبمعنى متى مثل: {قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ} [آل عمران: 37]،{أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا} [البقرة: 259].

11) أي: لتعيين أحد المتشاركين في الأمر؛ مثل: {أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا} [مريم: 73]، ويكون معناها على حسب ما تضاف إليه.

خروج الاستفهام عن معناه الأصلي:

قد يخرج الاستفهام عن معناه الحقيقي إلى معان أخرى تفهم من سياق الكلام، فيستفهم عن الشيء مع العلم به لأغراض بلاغية منها:

1) النفي: إذا أمكن وضع أداة نفي مكان أداة الاستفهام وصح المعنى.

مثل: {هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [النمل: 90]؛ أي: ما تُجزون.

2) التعجب:مثل: {وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ}  [الفرقان: 7].

3) التهويل والتعظيم: مثل: {الْحَاقَّةُ * مَا الْحَاقَّةُ} [الحاقة: 1، 2].

4) التشويق: مثل: {هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}  [الصف: 10].

5) التمني: مثل: {فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا} [الأعراف: 53].

6) التقرير: مثل: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} [الشرح: 1].

7) الإنكار: مثل: {أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 80].

8) السخرية والتهكم: مثل {قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا} [هود: 87].

9) التحقير: مثل: {أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا} [الفرقان: 41]

10) التسوية: مثل: {قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ} [الشعراء: 136].

تمرينات:

حدد أدوات الاستفهام، ثم بين غرضه فيما يأتي:

1) ﴿ قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ ﴾ [هود: 72]

2) ﴿ قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ ﴾ [الشعراء: 18].

3) ﴿ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ ﴾ [البقرة: 44].

4) ﴿ قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ ﴾ [الحجر: 56]

5) ﴿ الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ ﴾ [القارعة: 1، 2]

6) ﴿ أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمَنِ هُمْ كَافِرُونَ ﴾ [الأنبياء: 36].

7) ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [البقرة: 6].

8) ﴿ فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ ﴾ [غافر: 11]

(المصدر: كتاب البلاغة الميسرة)

_________________________________

الكاتب: عبد الشكور معلم عبد فارح