والذين هم عن اللغو معرضون
أحمد قوشتي عبد الرحيم
وكيف يتصور فلاح أو نجاح أو نيل للمعالي من مشتغل باللغو ، منهمك في القيل والقال ، متتبع لرد فلان على علان ، ونقد زيد لعمرو ، ومطاعن هؤلاء في أولئك ، وشتائم هذا الفريق لذاك .
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
ذكر الله سبحانه صفات المفلحين في صدر سورة ( المؤمنون ) وجعل الإعراض عن اللغو وسطا بين الخشوع في الصلاة وإيتاء الزكاة ، وكفى بذلك منقبة ومدحا !
ويستفاد من الآية أن المشتغل باللغو لا يفلح ، ومن المعلوم أن المحل لا يقبل ضدين ، وإذا امتلأت النفس أو اشتغلت بالباطل غفلت عن الحق ولا بد ، وإذا انهمكت فيما لا يفيد ضيعت ما يفيد وتعظم الحاجة إليه .
وكيف يتصور فلاح أو نجاح أو نيل للمعالي من مشتغل باللغو ، منهمك في القيل والقال ، متتبع لرد فلان على علان ، ونقد زيد لعمرو ، ومطاعن هؤلاء في أولئك ، وشتائم هذا الفريق لذاك .
ولعلك إن تأملت هذا الصنف من المشتغلين باللغو تجدهم في تأخر وانحدار ، فلا نفع ولا إفادة ، ولا تقدم ولا بركة ، وإنما ضجيج وجعجة بلا فائدة حقيقية ، ولا أثر يبقى ، سوى معارك وهمية ، وحروب في المكان والزمان الخاطئين .
فاللهم اشغلنا بما ينفعنا ، وجنبنا اللغو وضياع الأوقات والأعمار .