حرص أهل العلم على أوقاتهم

منذ 2020-12-22

* والإمام عبدالوهاب بن علي الملجمي رحمه الله، كانت أوقاتُه محفوظةً، فلا تمضي له ساعة إلا في قراءة، أو ذِكْر، أو تهجُّد، أو تسميع.

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فالوقت من أثمن الأشياء التي يملكها الإنسان, والوقت إذا ذهب لا يعود, فالعاقل اللبيب من يستغله فيما يعود عليه بالنفع في الدنيا والآخرة, يعينه على ذلك أمور, منها أن يجاهد نفسه في محاكاة أهل العلم الذين كانوا حريصين على أوقاتهم, وقد يسّر الله الكريم فجمعتُ بعضاً من الأقوال والمواقف التي تبين حرصهم على أوقاتهم, أسأل الله عز وجل أن ينفع بها, ويبارك فيها.

* قال الإمام أبو الوفاء بن عقيل رحمه الله: إني لا يحلُّ لي أن أُضيِّع ساعةً من عمري، حتى إذا تعطَّل لساني عن مذاكرة ومناظرة، وبصري عن مُطالعة، أُعْمِل فِكْري في حال راحتي وأنا مستطرح، فلا أنهضُ إلا وقد خطر لي ما أسطِّره.

* وقال محمد بن عبدالباقي رحمه الله: ما ضيَّعتُ ساعةً من عمري في لهوٍ أو لعب، وكان سليم بن أيوب بن سليم رحمه الله، لا يدع وقتًا يمضي بغير فائدة؛ إما ينسخ، أو يدرس، أو يقرأ.

والفقيه محمد بن المبارك بن الحسين بن إسماعيل رحمه الله، لا يقطع زمنه إلا بطاعة. والإمام ابن الجوزي رحمه الله كان لا يُضيِّع من زمانه شيئًا.

* قال الضياء تلميذ الحافظ عبدالغني بن عبدالواحد المقدسي رحمهما الله: كان شيخنا الحافظ رحمه الله لا يكاد يُضيِّع شيئًا من زمانه بلا فائدة، وقال أخوه الشيخ العماد: ما رأيتُ أحَدًا أشدَّ محافظةً على وقته من أخي.

* والموفق عبدالله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي رحمه الله، أوقاته مستغرقةٌ في العلم والعمل، وربما قُرِئ عليه بعد المغرب وهو يتعشَّى.

* والشيخ عبدالوهاب بن الأمين علي بن عبدالله بن عبيدالله بن سكينة رحمه الله، كانت أوقاته محفوظةً، فلا يمضي له ساعة إلا في قراءة أو ذِكْرٍ أو تهجُّدٍ أو تَسْمِيعٍ.

* والإمام أبو البقاء العكبري رحمه الله، كان محبًّا للاشتغال ليلًا ونهارًا، ما تمضي عليه ساعة بغير اشتغال، أو إشغال، حتى إن زوجته تقرأ له بالليل كُتُبَ الأدب وغيرها.

* والإمام النووي رحمه الله، كان لا يُضيِّع له وقتًا، في ليل ولا في نهار، إلا في وظيفة من الاشتغال بالعلم، حتى في ذَهابه في الطريق ومجيئه يشتغل في تكرير محفوظه، أو مطالعة ... قد صرف أوقاته كُلَّها في أنواع العلم والعمل، فبعضُها للتصنيف، وبعضُها للتعليم، وبعضُها للصلاة، وبعضُها للتلاوة، وبعضُها للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

* والإمام عبدالوهاب بن علي الملجمي رحمه الله، كانت أوقاتُه محفوظةً، فلا تمضي له ساعة إلا في قراءة، أو ذِكْر، أو تهجُّد، أو تسميع.

* والإمام يوسف بن حسن بن أحمد بن عبدالهادي الشهير بابن المبرد رحمه الله، أفنى عمره بين علم، وعبادة، وتصنيف، وإفادة.

* والشيخ مرعي بن يوسف الكرمي رحمه الله، قطع زمانه بالإفتاء، والتدريس، والتحقيق والتصنيف.

والشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله، كان وقت سماحتِه لا يضيعُ منه شيءٌ يُذْكَر؛ بل هو كلُّه في الخير من عِلْم وتعليم وقضاء وإفتاء، وعبادة وقيامٍ بمصالح المسلمين، والاهتمام بأمورهم وأخبارهم.

*والشيخ عبدالرحمن الحصين رحمه الله، قضى ليلَه ونهارَه في العبادة وتلاوة القرآن.

* لقد بلغ من حرص أهل العلم على الوقت، أن قسَّموا ليلَهم إلى ثلاثة أجزاء: جزء للتصنيف، وجزء لقراءة القرآن، وجزء للنوم، وممَّن ذُكِر في سِيَرِهم أنهم يفعلون ذلك:

الإمام محمد بن محمد الحجاج رحمه الله، والإمام أبو عبيد القاسم بن سلام رحمه الله، والإمام الشافعي رحمه الله، والإمام عمرو بن دينار رحمه الله، والحافظ جعفر الحصيري رحمه الله، والحافظ أبو النضر الطوسي رحمهم الله.

اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً.

                         كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ

  • 4
  • 0
  • 1,468

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً