منكرات رأس السنة الميلادية
لكن الأمر مع ذلك لن يخلو من من وقوع منكرات ، ومعاص وفجور ، وشرب للخمور ، وإضاعة للأموال على الحرام ، وكلها أمور تستدعي من المسلم استحضار عدد من المعاني
هذه الليلة - رأس السنة الميلادية - من أكثر ليالي العام اكتظاظا بالمعاصي والمحرمات بشتى أنواعها في الغرب والشرق ، وهي تأتي هذا العام مع جائحة كورونا ، والتي قد تمنع بعض الناس من الفجور كرها لا طوعا.
وكما قيل :إن من العصمة ألا تقدر ، وقد يمنع الله بعض عباده من المعصية بالحيلولة بينه وبين ثمنها ، أو طريق الوصول إليها ، أو وسائل فعلها ، وكما نبه ابن تيمية فإن " غالب الخلق إنما يسلمون من فتنة الفسوق والعصيان إذا لم يبتلوا بكثرة المال وعزة السلطان كما يقال من العصمة ألا تقدر " جامع المسائل 9 / 53 .
لكن الأمر مع ذلك لن يخلو من من وقوع منكرات ، ومعاص وفجور ، وشرب للخمور ، وإضاعة للأموال على الحرام ، وكلها أمور تستدعي من المسلم استحضار عدد من المعاني ، ومنها :-
- الغيرة على محارم الله أن تنتهك ، والغضب لحدوده أن تتعدى ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " لا أحد أغير من الله، ولذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن " وفي رواية أخرى قال صلى الله عليه وسلم " «يا أمة محمد إن من أحد أغير من الله أن يزني عبده، أو تزني أمته، يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرا، ولضحكتم قليلا، ألا هل بلغت » "
- استبقاء جذوة الإيمان ، وحرارته في القلب ، وإنكار المنكر - ولو بتغيظ القلب وكراهيته ونفوره ، وذلك أضعف الإيمان- وتذكير الناس بحرمة هذه الأمور ، وعدم إلف المعاصي أو اعتيادها أو التعايش معها ، أو تبلد المشاعر تجاهها ، واعتبارها أمرا عاديا وحرية شخصية ، لا تمثل أدنى مشكلة ، ولا تثير أية حساسية ، وعدم حضور مجالس المنكرات أو مشاركة أهلها ، أو التشبه بهم ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يدار عليها الخمر» " وقال صلى الله عليه وسلم " « من تشبه بقوم فهو منهم»
- التعجب من حلم الله بعباده ، وإمهاله لهم ، وعدم معاجلتهم بالعقاب ، مع هذا الكم الرهيب من الفسوق والعصيان الذي تشهده الكرة الأرضية كلها في تلك الليلة ، ورغم ذلك فالرب سبحانه يحلم ويمهل ولا يعاجل بالعقوبة ، بل يعصيه العباد ويرزقهم ، ويبارزونه بالمعاصي ولا يهلكهم، وقد قال تعالى {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا}
- ذكر الله في أوقات الغفلة ، وعبادته في الهرج ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم «عبادة في الهرج كهجرة إليَّ"
- التصنيف: