مجالس أهل العلم مجالس خير وبركة
فهد بن عبد العزيز الشويرخ
* الإمام سعيد بن جبير رحمه الله كان لا يدع أحدًا يغتاب عنده.
- التصنيفات: طلب العلم -
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد : فالناس لا بد لهم من مجالس يجلسون فيها ويتحدثون فيها, ولذا لما قال الرسول صلى الله عليه وسلم للصحابة رضي الله عنهم: «( إياكم والجلوس في الطرقات ) قالوا: يا رسول الله ما لنا بد من مجالسنا نتحدث فيها, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا أبيتم إلا المجلس, فاعطوا الطريق حقه ) قالوا: وما حقه ؟ قال: ( غضُّ البصر, وكف الأذى, وردُّ السلام, والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر )» [متفق عليه] فالإنسان لا ينبغي له أن يكون مجلسه في الطرقات, وإن أبى ذلك فعليه أن يعطي الطريق حقه التي ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم.
أهل العلم مثلهم مثل بقية الناس لهم مجالس, لكنها تختلف عن مجالس كثير من الناس أنها ليست مجالس لهو وإضاعة وقت, وإنما مجالس علم وفائدة وخير, وهذه بعض الصور لتك المجالس:
* الإمام سعيد بن جبير رحمه الله كان لا يدع أحدًا يغتاب عنده.
* والإمام مالك بن أنس رحمه الله كان مجلسه مجلسَ وقارٍ وحِلْمٍ، ليس في مجلسه شيء من المراء واللغَط، ورفع الصوت،
* ومجالس الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله مجالس الآخرة، لا يُذكَر فيها شيءٌ من أمر الدنيا،
* والشيخ إبراهيم بن جعفر اللواتي رحمه الله، لا يُتكَلَّمُ في مجلسه إلا بمسألة علم أو كلام فيه منفعة.
* والإمام الشاطبي رحمه الله - صاحب قصيدة "حرز الأماني" - كان يمنع جُلَساءه من الخوض إلا في العلم والقرآن.
*والأحنف بن قيس رحمه الله، كان يقول: جنِّبوا مجالِسَنا ذِكْرَ النساء والطعام، وإني أبغض الرجل يكون وصَّافًا لفَرْجِه وبَطْنِه.
* والفقيه أحمد بن محمد بن أحمد الدينوري - شيخ الإمام ابن الجوزي رحمهما الله - لا يغتاب أحدًا ولا يُغتابُ عنده.
*والحافظ عبدالوهاب الأنماطي رحمه الله، كان لا يغتاب أحدًا، ولا يُغتابُ عنده.
*والحسن بن أحمد بن الحسن الهمذاني رحمه الله، كان لا يُمكِنُ أحَدًا أن يعمل عنده أو في مجلسه مُنكرًا.
*والشيخ عبدالرزاق عفيفي رحمه الله، لا تكاد تجلس معه قليلًا من الوقت إلا وتخرج بفائدة علميَّة أو أدبيَّة أو خُلُقيَّة، ولا يُذكرُ في مجلسه أحدٌ بسُوءٍ.
*والشيخ عبدالعزيز بن صالح بن عبدالعزيز بن صالح بن مرشد رحمه الله، ما جلس جالس في مجلسه إلا وخرج بفائدة، ونال من الطمأنينة والخشوع مما سمِعه من الوَعْظ والتذكير والقراءة.
*والشيخ عساف بن محمد بن عبدالله الحواس رحمه الله، لا يجلس مجلِسًا من ليل أو نهار، إلا ويكون فيه قراءة وتعليق أو بحْثٌ ومُذاكَرةٌ.
*والشيخ عبدالله بن محمد بن فدا رحمه الله، لا يسمح لأحد أن يتكلَّم في مجلسه بأي حديث غير البحث العلمي الديني فقط.
*والشيخ سليمان بن سحمان بن مصلح رحمه الله، لا يخلو مجلسه من قراءة أو بحث، ولا تُذكَرُ أمور الدنيا في مجلسه.
*والشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل المبارك رحمه الله، مجالسه كلُّها أو جُلُّها بحوث علمية واجتماعية، ولا يميل إلى الهزل أبدًا.
*والشيخ عبدالله بن حسن بن حسين آل الشيخ رحمه الله، كانت مجالسه مقصورةً على البحوث الدينية فقط، لا يُذكَرُ فيها شيءٌ من أمور الدنيا، ولا يُغتابُ فيها أحدٌ.
*والشيخ صالح بن أحمد الخريصي رحمه الله، كانت الدنيا لا تُذكَر في مجلسه، وقد يضمُّ مجلسه عشرات إلى حدِّ المائة، فلا تسمع صوتًا إلا التسبيح أو التهليل، أو ذِكْر الله تعالى.
* والشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله، كانت مجالسه معمورةً بالعلم والنصح والنفع، وإفادة الناس والإحسان إليهم.
*والشيخ صالح بن عثمان بن حمد القاضي رحمه الله متى أراد شخصٌ أن يغتابَ رجلًا في مجلسه نصحَه ووَعَظَه، فإن صمَّم قام من المجلس.
*والشيخ منصور بن صالح بن منصور الضلعان رحمه الله، لا يحب أن يتكلم أحدٌ بمسبَّة أحدٍ في مجلسه، وربما ذَبَّ عنه في غيبته، ونصح المغتاب.
*والشيخ عثمان بن صالح بن حمد إبراهيم القاضي رحمه الله، إذا تحدَّث أحدٌ في مجلسه بغِيبةٍ أو نميمةٍ، ردَّ عن عرضِه، وأسكَتَ المتكلِّم، أو قام من المجلس، ويُكرِّر: طوبى لمن شغله عيبُه عن عيوب الناس.
*والشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله، كان يتنزَّه عن الغِيبة، والحديث عن الآخرين بما يكرهون، ولم يكن يسمح لأحد أن يتحدَّث في مجالسه بمثالب الآخرين، أو يتنقَّصُهم؛ بل كان يقف دون ذلك، ويزجُر من يحاول فِعْلَ ذلك.
*والشيخ محمد بن صالح المقبل رحمه الله، كان من عادته أنه لا يسمح في مجلسه بالخوض في حديث يدور في الدنيا، ولا الخوض في حديث عن الأشخاص.
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ