خطة ال ١٠٠ يوم قبل رمضان
ليكن كل واحد منّا ناصحاً لنفسه وليبدأ من الأن المعالجة ، ليس لأجل قُرب رمضان بل لأنّ هذا من أوجب الواجبات علينا جميعاً .
الحمد لله ذي الفضل والإنعام ، والصلاة والسلام على خيرٌ الأنام وبعد /
فمن النصيحة التامّة للنفس الأخذ بها إلى كل خير ، ولا أخير لها من طاعة الرحمن ، ولعلي من النصح لها هذه الأيام تهيئتها لموسم رمضان .
لن أتكلم عن فضل رمضان فهو معلومٌ في موضعه .
ولن أتكلم عن أهمية اغتنامه فهو موجودٌ في مظانه .
ولكن لعلي أتذاكر معك عن التهيئة لاستقبال رمضان حتى إذا ما أدركناه سوياً - بإذن الكريم - انتفعنا به ، وصرنا عباد الله حقاً ، وأولياؤه صدقاً .
سنوات والكثير منّا يبلغ رمضان وينقضي وإذا بالتفريط هو هو ، وإذا بالكسل لم يتغيّر ، وإذا بتضييع نفائس الشهر هو المظهر السائد على الأغلب إلا من رحم الله .
( وبقي عن رمضان قرابة مئة يوم وربما لا تطلّع على هذا المقال إلا وقد بقي ستين يوماً أو خمسين أو نحوها فابدأ بالتغيير والاستعداد من حين قراءة هذا الوقفات )
أوّل أمر ، وأهم عبادة تحتاج منّا مراجعة :
عبادة الصلاة .
لنصلح الحال فيها .
اعتنِ بفرضها .
سابق لسننها .
أكثر من نوافلها .
وسيأتي عليك رمضان - أطال اللهُ بقاءك على طاعته - وقد صارت ( وقد اعتنيت بها ) هي قُرة العين ، وهي العبادة التي لا أحبّ إليك منها .
والله ستجد الأنس في الرَكعات ، والسَجَدَات ، ولذيذ المناجاة في الدعوات في داخلها .
ابدأ من الأن بأن لا يدخل وقت الصلاة إلا وقد استعديت لها .
اذهب على أقل تقدير بعد الأذان مباشرة .
تعوّد من الأن على المحافظة على السنن الرواتب ، اجعلها كالواجب عليك .
ان فاتتك فاقضها .
اجتهد أن تكون لك ركعات من الليل .
ابدأ بالتدرّج بالمحافظة على صلاة الوتر ، ثمّ زد في الركعات حتى يفتح الله عليك وتكون هذه الصلاة أحبّ إليك من كل مجالسة .
ثانياً / تجديد العهد مع القرآن الكريم .
تلاوة القرآن فضلها مشهور ، فالأمر بالقراءة كثير في الكتاب والسُنّة .
يقول الله تعالى : " {اتل ما أوحي إليك من الكتاب} "
ويقول عليه الصلاة والسلام : " «اقرأوا القرآن فإنّه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه» "
وهل هي سهلة أن يأتي القرآنُ شافعاً لك !!
في العادة يأتي رمضان ويبدأ الهاجرون له بتلاوته يوماً أو يومين وربما أسبوع ولكن ماذا بعد ذلك ؟
يعود الهجر له .
السبب : طول الأمد عنه ، فأصبحت تلاوته ثقيلة ، وأصبح تفريغ الوقت له صعباً ، وصار الجلوس معه ليس بمقدور عليه .
العلاج : ابدأ من الأن بتفريغ وقت له .
ألزم نفسك أن تقرأ جزءًا كل يوم ، إن لم تستطع ابدأ بالتدرّج حتى لا يأتي رمضان إلا وقد ألِفت النفسُ الجلوس معه ، وأنست به الروح ، وأحبت تلاوته .
أمّا أن تكون هاجراً له العام كله فإذا جاء رمضان رغبت في أن تختمه مرات فهذا من الصعوبة بمكان وكل من كان هاجراً له يعرف ذلك من نفسه .
فاستعن بالله وابدأ الصلة به من الان .
ثالثاً / التخلّص من الذنوب والتخفيف منه .
أيقن أنّ كل بلاء سببه الذنوب ، وأنّ كل حرمان من الطاعات سببه الجراءة على المحرمات ، والتساهل في المعاصي .
يعصي الكثير منّا وربما لا يرى لمعصيته أثراً في حياته .
ألا تدري أنّ حرمان المرء من الطاعة هي أعظم عقوبة !
أيُّ مصيبة أكبر من أن تكون الصلاة آخر الاهتمامات !!
والتفريط فيها أمر لا شيء عند الكثير !!
هل هو سهلٌ أنّ غيرنا يحافظ على صلاة الليل ونحن حتى الوتر نعجز عنه !!
هل هو يسيرٌ في موازين الأعمال أنّ الكثير يختمون القرآن كل شهر مرتين أو ثلاث ونحن منذ أشهر لم نفتحه .
سهلٌ أن تكون غافلاً ولا تذكر الله إلا قليلاً لا يُحزنك هذا !
وعدّد ما شئت من صور الحرمان .
تُرى من السبب ؟
السبب : الذنوب والمعاصي .
العلاج : التخلّص منها ، أو التخفيف على أقل تقدير .
ليكن كل واحد منّا ناصحاً لنفسه وليبدأ من الأن المعالجة ، ليس لأجل قُرب رمضان بل لأنّ هذا من أوجب الواجبات علينا جميعاً .
سيأتي رمضان لمن لا يزال مصرّاً على الذنوب ، ستفوته الصلوات ، سيُضيّع التراويح ، سيبقى هاجراً للقرآن ، وسيخرج عليه رمضان وهو صفر اليدين .
فابدأ من الأن بالمعالجة فالأمر ليس بالهيّن ، والحرمان ليس بالقليل .
( أعانك الله وسددك )
كتبه / عادل بن عبدالعزيز المحلاوي
- التصنيف: