عقوبات لأهل الظلم والبغي
فهد بن عبد العزيز الشويرخ
فلم يكن بين موتها والقبض عليه وسمل عينيه وعذابه بأنواع العقوبات إلا مقدار سنة واحدة, وانتقم الله منه, وقد تأخر موته إلى سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة (333هـ) وافتقر حتى قام يوماً بجامع المنصور فسأل الناس.
- التصنيفات: التاريخ والقصص -
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فمن ظلم غيره, بأي مظلمة كانت, فينبغي له أن لا يطمئن, فالغالب أنه يرى عقوبته في الدنيا, جزاءً له, وشفاءً لقلب من ظلمه, وعبرةً لغيره ممن تسول له نفسه الظلم والطغيان, وقد ذكر الحافظ ابن كثير رحمه الله في كتابه الجيد النافع " البداية والنهاية " حوادث لأناس بغوا وظلموا فحلت بهم العقوبة, وقد اخترت بعضها, فمن ذلك:
عقوبة احمد بن داود(ت240) الذي حمل السلطان على امتحان الناس بخلق القرآن
احمد بن أبي داود أعلن مذهب الجهمية وحمل السلطان على امتحان الناس بخلق القرآن, وأن الله لا يرى في الآخرة...ابتلاه الله بالفالج قبل موته بأربع سنين حتى بقي طريحاً في فراشه, لا يستطيع أن يحرك شيئاً من جسده, وقد دخل عليه بعضهم فقال: والله ما جئت عائداً, وإنما جئت لأعزيك في نفسك, وأحمد الله الذي سجنك في جسدك, الذي هو أشد عليك عقوبة من كل سجن, ثم خرج داعياً عليه بأن يزيده الله ولا ينقصه مما هو فيه, فازداد مرضاً إلى مرضه...ولما مات ما شيعه إلا قليل من أعوان السلطان.
عقوبة القاهر وتسميل عينيه سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة (322هـ):
لما قتل المقتدر بالله...بايع القضاء والأمراء والوزراء: القاهر, سنة عشرين وثلاثمائة من الهجرة.(321هـ) فاستدعى أم المقتدر [شغب] وهي مريضة- وقد تزايد بها الوجع من شدة جزعها على ولدها, حين بلغها قتله, -وكانت قد حضنته حين توفيت أمه, فكانت تكرمه وتشترى له الجواري, فلما قتل ابنها, وتولى مكانه طلبها, فعاقبها عقوبة عظيمة جداً, حتى كان يعلقها برجليها ورأسها منكوس, فربما بالت فيسيل البول على وجهها, ولم يذكر القاهر شيئاً من إحسانها إليه رحمها الله وعفا عنها..توفيت هذه السنة...ثم خلع القاهر فلم يكن بين موتها والقبض عليه وسمل عينيه وعذابه بأنواع العقوبات إلا مقدار سنة واحدة, وانتقم الله منه, وقد تأخر موته إلى سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة (333هـ) وافتقر حتى قام يوماً بجامع المنصور فسأل الناس.
مقتل الوزير السميرمي سنة ( 516هـ) وذلة أهله بعده
علي بن أحمد السميرمي, كان وزير السلطان محمود, وكان مجاهراً بالظلم والفسق, وأحدث على الناس مكوساً, وجددها بعدما كانت قد أزيلت من مدة متطاولة, وكان يقول: قد استحييت من كثرة ظلم من لا ناصر له, وكثرة ما أحدثت من السنن السيئة, ولما عزم على الخروج على همذان...خرج...وبين يديه السيوف المسلولة, والمماليك الكثيرة بالعدد الباهر, فما أغنى عنه ذلك شيئاً, بل جاءه رجل باطني فضربه فقتله, ثم مات الباطني بعده, ورجع نساؤه بعد أن ذهبن بين يديه على مراكب الذهب, حاسرات عن وجوههن, قد أبدلهن الله الذل بعد العز, والخوف بعد الأمن, والحزن بعد السرور والفرح, جزاء وفاقاً.
مقتل الطبيب الذي دس السم للوزير ابن هبيرة مسموماً.
الوزير يحيى بن محمد بن هبيرة (ت560) يُقال إنه سمه طبيب, فسمّ الطبيب بعد ستة أشهر, وكان الطبيب يقول: سممته فسممتُ.
مقتل الملك سنجر شاة بيد ابنه سنة (605هـ)
قُتِلَ صاحب الجزيرة, وكان من أسوء الناس سيره, وأخبثهم سريرة, وهو الملك سنجر شاه ابن غازيبن مودود الاتابكي وكان الذي تولى قتله ولده غازي, توصل إليه حتى دخل عليه وهو في الخلاء سكران, فضربه بسكين أربع عشرة ضربة, ثم ذبحه, وذلك ليأخذ الملك من بعده, فحرمه الله إياه, فبويع بالملك لأخيه محمود, وأخذ غازي القاتل فقتل من يومه, فسلبه الله الملك والحياة, ولكن أراح المسلمين من ظلم أبيه وغشمه وفسقه,
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ