خواطر من صلاة الفجر
إنها الصلاة التي تشهدها الملائكة! فقرآن الفجر كان مشهودا، والملائكة حاضرة معي في صلاتي وفي مسجدي. فإذا صليت كنت في ذمة الله! ومن كان في أمان الله، فلا خوف عليه.
تسير الخطوات واحدة بعد أخرى! يسلي المؤمن نفسه راغبا: أهذه خطوة غفران السيئات؟ أم تلك خطوة رفع الدرجات؟ ثم يسائل نفسه خائفا: أم عسى الله يتقبل؟
أأنور من هذه الظلمة نور الدنيا؟ مالي أراها نورا؟ مالي أحبها وهي مكروهة؟ ألأنها الطريق إلى المسجد؟ ولأنها نور يوم القيامة؟
أبعد جمال هذه الصلاة جمال؟ أبعد ألق وقت هذه الصلاة ألق؟ وكأن الله تعالى ينادي عباده في هذا الوقت العزيز، ليختار من يأتيه، ويترك من يختار النوم! ليرى من يتحمل مكاره البرد في الشتاء، ويتحمل ترك وثير الفراش، ومن يستعد ويعد للقاء، ومن لا يأبه له!
فالحبيب يجتهد سعيا للقاء حبيبه، وقد ينام مبكرا، أو يحبس نفسه سهرانا، حتى يلقى حبيبه في بيته.
ألهذا الوقت رباط بالكون وهو ينشط في ساعته الأولى من الصباح؟ فمع هذا الوقت يتنفس الصباح، ويشرق الكون، وتنير الدنيا، وتتفتح الزهور، وتشقشق الطيور. وكأن المؤمن يرتبط بهذا الكون، يسبح الله معه، وتنسجم روحه مع الكائنات التي تسبح معه، ويستنشق عبير الصباح، وتداعبه نسماته، فيسلو همومه، وينسى غموم دنياه.
إنها الصلاة التي تشهدها الملائكة! فقرآن الفجر كان مشهودا، والملائكة حاضرة معي في صلاتي وفي مسجدي. فإذا صليت كنت في ذمة الله! ومن كان في أمان الله، فلا خوف عليه.
- التصنيف: