احذر الفضيحة!
منذ 2021-01-24
{أفأمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب الله، أو تأتيهم الساعة بغتة وهم لا يشعرون} والسعيد الفائز من استعان بالله واستعد، والشقي الخاسر من آنس ونسي، فسقط وانكشف.
لا تغتر بستر الله عليك ...
ولا تغتر بأنك تقول أقوالا تشبه أقوال الصالحين ..
أو ترتدي لباسهم، وربما تعتقد أنك على معتقدهم!
ستأتي الواقعة الفاضحة ... ستأتي لا محالة ...
ستكشف لك حقيقة نفسك أمام نفسك، وربما أمام الآخرين ..
ألم يقل الله تعالى {ما كان الله ليَذَرَ المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب} ؟!! الكل يدعي وصلاً بليلى، وليلى لا تُقِرُّ لهم بذاكَ، يزعم الطالب أنه عبقري في مادته، فإذا دخل اختبارًا فضحته درجاته، وكذلك يدعي الكثيرون (الإيمان الحق) بل ربما يزعمون أن إيمانهم يقترب من إيمان جبريل عليه السلام، حتى ولو لم يصرحوا بذلك، ويقولون (تواضعًا): لن نصل لهذا الإيمان!! تزكية للنفس، وإضافة لفضيلة (التواضع) مع إقرار الجنان المزعوم!! فيأتي السؤال الاستنكاري: {أحسب الناس أن يُتْرَكوا أن يقولوا آمنا وهم لا يُفْتَنون؟!! ولقد فتنَّا الذين من قبلهم، فليعلمنَّ الله الذين صدقوا وليعلمنَّ الكاذبين} ... يعلم ربك تبارك وتعالى السر وأخفى، لكن من رحمة الله تبارك وتعالى وفضله أنه يقيم الحجة على كل إنسان {لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل} ، وقال: {يا أهل الكتاب! قد جاءكم رسولنا يُبَيِّن لكم على فَتْرة من الرسل، أن تقولوا: ما جاءنا من بشير ولا نذير، فقد جاءكم بشير ونذير}، إذًا فالحق تبارك وتعالى لا يقضي بيننا بعلمه الذي هو أعلى من اليقين؛ وإنما (يُقَدِّر) ما (يكشف) مخبوء النفس خلف زيف الأشكال والرسوم!
تأتي هذه الواقعة (الكاشفة) (الفاضحة) من حيث لا تدري ولا تحتسب ...
تجهل زمانها ...
تجهل مكانها ...
تجهل شخوصها ...
فقط ... لابد أن تعرف أنها لن تتخلف(ما كان الله ليَذَرَ ...) (أحسب الناس ان يتركوا ..؟!)، فالاستعداد للفاضحة الكاشفة، يجب ألا ينفك عن الإنسان!
ويزداد الأمر سوءً حين يلتفتْ (الـمُخْتَبَر) إلى الواقعة الكاشفة وأسبابها، ويُلقي اللوم عليها، وأن فشله وسقوطه المريع المدوي لم يكن بسبب (إظهار) مخبوء النفس، والمعدن الردي؛ وإنما (للظروف) و(الزمان) و(الأشخاص)، فيقول ببساطة: «أنتم أخرجتم أسوء ما في نفسي» ... نعم .. حَسَنٌ ... إن كان هذا ما تنطوي عليه نفسك فقد أخرجه الله إلى العلن، خلافًا لما تزعمه من ورع النفس، وطهارتها، وخفتها للخيرات التي (تهواها)، وتراها خفيفة على نفسها، وما لا تهواه ترفضه وتحاربه، وليست القضية فيما نحب ونميل، وإنما فيما ننحرف عنه ولا نهواه: {وأما من خاف مقام ربه، ونهى النفس عن الهوى: فإن الجنة هي المأوى} ... ولهذا لما مَرَّ النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي على صبي لها، فقال لها: اتقِ الله واصبري! وكانت لا تعرف النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: إليك عني، فإنك لم تُصَب مصابي!! وهو ما يؤكده المبتلى، «لا يشعر أحد بي ... النار في قلبي لا يعرف مداها أحد»، ويتفلسف من حوله ويقول: «هو معذور ... فإن بلاءه لا يعادله بلاء»!! فيؤكد النبي صلى الله عليه وسلم لها بعد أن عرفته، ولحقته، وحاولت الاعتذار عن الفعل، فيؤكد أن موعد (الاختبار) قد فات: «إنما الصبر عند الصدمة الأولى»!! ... والأبشع من ذلك ألا يُفيق الـمُخْتَبَر بعد الصدمة الأولى كما فعلت هذه المرأة؛ بل يستمر في سقوطه، وتستمر مخالفاته، بالرغم من تذكيره، والصدمات الكهربائية التي يُعَالَجُ بها قلبه حتى لا (يموت) وهو ينبض، فيستمر على الانزعاج والرفض والجزع، ويحترق، ويحرق من حوله بتصرفاته الطائشة غير المنضبطة بعقل أو شرع، فيسقط .. ويسقط ... ويسقط ... ولا يعلم أحد إلا الله عن القاع الذي قد يستقر فيه!!
إن الله (أظهر) غائلة نفسك وأظهر عوارها لك ولغيرك: ( {أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يُخْرِجَ الله أضغانهم} ؟!) بلى ... سيُخرِجها، وستكون فضيحتك أمام نفسك وأمام من حولك .. ولن تستطيع أن تستتر أو تتورع ... حتى في حالات الاستتار بالأفعال التي لا يرضاها الحق تبارك وتعالى فإن مرجعها لمرض في القلب، فالاستتار بالفعل يؤكد من الفاعل أنه لا يعتقد أن الله لا يعلم الأعمال التي يُقْدِمُ عليها على سبيل التخفي والاستتار، فغائلة القلب ودَرَنه أقوى من انحراف الجوارح، وبسببها تقع العقوبة الأكبر والأشد.
وتأتي القاصمة في الآخرة إذا (نجح) الإنسان في (الاستتار) ببعض الأفعال التي لم تنكشف، فتكون الفضيحة أقسى، والإيلام أشد، فإن كانت فضيحة الدنيا محدودة بزمان أو مكان، فمجالها المخالطون للمبتلى، وإن زادت فلن تزيد عن (الأحياء) المهتمين بكَ، أما هناك ... في الآخرة ... فستكون الفضيحة أمام (خلق الله) جميعا، من لدن آدم حتى قيام الساعة! ( {ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا، أولئك يُعرَضون على ربهم، ويقول الأشهاد: هؤلاء الذي كذبوا على ربهم} )!!فلا حدود للفضيحة، بل ويتجرأ (الأشهاد) على التقريع والمعايرة للمبتلى ...
إن السِّتر لا يعني السلامة، والموافقات الشكلية لا تعني النجاة وعدم المساءلة، إنها تؤكد فضلا ورحمة ، استعدادا لاختبار لا يأتي إلا بغتة، بعد إمهال وإنذار وبشائر: ( {حتى إذا فرحوا بما أُتوا: أخذناهم بغتة} )، ( {حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة قالوا يا حسرتنا على ما فرطنا} ..) ... فاليقظة اليقظة، وعدم الركون لظواهر خدّاعة، وستر جميل: {أفأمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب الله، أو تأتيهم الساعة بغتة وهم لا يشعرون} والسعيد الفائز من استعان بالله واستعد، والشقي الخاسر من آنس ونسي، فسقط وانكشف.
ولا تغتر بأنك تقول أقوالا تشبه أقوال الصالحين ..
أو ترتدي لباسهم، وربما تعتقد أنك على معتقدهم!
ستأتي الواقعة الفاضحة ... ستأتي لا محالة ...
ستكشف لك حقيقة نفسك أمام نفسك، وربما أمام الآخرين ..
ألم يقل الله تعالى {ما كان الله ليَذَرَ المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب} ؟!! الكل يدعي وصلاً بليلى، وليلى لا تُقِرُّ لهم بذاكَ، يزعم الطالب أنه عبقري في مادته، فإذا دخل اختبارًا فضحته درجاته، وكذلك يدعي الكثيرون (الإيمان الحق) بل ربما يزعمون أن إيمانهم يقترب من إيمان جبريل عليه السلام، حتى ولو لم يصرحوا بذلك، ويقولون (تواضعًا): لن نصل لهذا الإيمان!! تزكية للنفس، وإضافة لفضيلة (التواضع) مع إقرار الجنان المزعوم!! فيأتي السؤال الاستنكاري: {أحسب الناس أن يُتْرَكوا أن يقولوا آمنا وهم لا يُفْتَنون؟!! ولقد فتنَّا الذين من قبلهم، فليعلمنَّ الله الذين صدقوا وليعلمنَّ الكاذبين} ... يعلم ربك تبارك وتعالى السر وأخفى، لكن من رحمة الله تبارك وتعالى وفضله أنه يقيم الحجة على كل إنسان {لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل} ، وقال: {يا أهل الكتاب! قد جاءكم رسولنا يُبَيِّن لكم على فَتْرة من الرسل، أن تقولوا: ما جاءنا من بشير ولا نذير، فقد جاءكم بشير ونذير}، إذًا فالحق تبارك وتعالى لا يقضي بيننا بعلمه الذي هو أعلى من اليقين؛ وإنما (يُقَدِّر) ما (يكشف) مخبوء النفس خلف زيف الأشكال والرسوم!
تأتي هذه الواقعة (الكاشفة) (الفاضحة) من حيث لا تدري ولا تحتسب ...
تجهل زمانها ...
تجهل مكانها ...
تجهل شخوصها ...
فقط ... لابد أن تعرف أنها لن تتخلف(ما كان الله ليَذَرَ ...) (أحسب الناس ان يتركوا ..؟!)، فالاستعداد للفاضحة الكاشفة، يجب ألا ينفك عن الإنسان!
ويزداد الأمر سوءً حين يلتفتْ (الـمُخْتَبَر) إلى الواقعة الكاشفة وأسبابها، ويُلقي اللوم عليها، وأن فشله وسقوطه المريع المدوي لم يكن بسبب (إظهار) مخبوء النفس، والمعدن الردي؛ وإنما (للظروف) و(الزمان) و(الأشخاص)، فيقول ببساطة: «أنتم أخرجتم أسوء ما في نفسي» ... نعم .. حَسَنٌ ... إن كان هذا ما تنطوي عليه نفسك فقد أخرجه الله إلى العلن، خلافًا لما تزعمه من ورع النفس، وطهارتها، وخفتها للخيرات التي (تهواها)، وتراها خفيفة على نفسها، وما لا تهواه ترفضه وتحاربه، وليست القضية فيما نحب ونميل، وإنما فيما ننحرف عنه ولا نهواه: {وأما من خاف مقام ربه، ونهى النفس عن الهوى: فإن الجنة هي المأوى} ... ولهذا لما مَرَّ النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي على صبي لها، فقال لها: اتقِ الله واصبري! وكانت لا تعرف النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: إليك عني، فإنك لم تُصَب مصابي!! وهو ما يؤكده المبتلى، «لا يشعر أحد بي ... النار في قلبي لا يعرف مداها أحد»، ويتفلسف من حوله ويقول: «هو معذور ... فإن بلاءه لا يعادله بلاء»!! فيؤكد النبي صلى الله عليه وسلم لها بعد أن عرفته، ولحقته، وحاولت الاعتذار عن الفعل، فيؤكد أن موعد (الاختبار) قد فات: «إنما الصبر عند الصدمة الأولى»!! ... والأبشع من ذلك ألا يُفيق الـمُخْتَبَر بعد الصدمة الأولى كما فعلت هذه المرأة؛ بل يستمر في سقوطه، وتستمر مخالفاته، بالرغم من تذكيره، والصدمات الكهربائية التي يُعَالَجُ بها قلبه حتى لا (يموت) وهو ينبض، فيستمر على الانزعاج والرفض والجزع، ويحترق، ويحرق من حوله بتصرفاته الطائشة غير المنضبطة بعقل أو شرع، فيسقط .. ويسقط ... ويسقط ... ولا يعلم أحد إلا الله عن القاع الذي قد يستقر فيه!!
إن الله (أظهر) غائلة نفسك وأظهر عوارها لك ولغيرك: ( {أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يُخْرِجَ الله أضغانهم} ؟!) بلى ... سيُخرِجها، وستكون فضيحتك أمام نفسك وأمام من حولك .. ولن تستطيع أن تستتر أو تتورع ... حتى في حالات الاستتار بالأفعال التي لا يرضاها الحق تبارك وتعالى فإن مرجعها لمرض في القلب، فالاستتار بالفعل يؤكد من الفاعل أنه لا يعتقد أن الله لا يعلم الأعمال التي يُقْدِمُ عليها على سبيل التخفي والاستتار، فغائلة القلب ودَرَنه أقوى من انحراف الجوارح، وبسببها تقع العقوبة الأكبر والأشد.
وتأتي القاصمة في الآخرة إذا (نجح) الإنسان في (الاستتار) ببعض الأفعال التي لم تنكشف، فتكون الفضيحة أقسى، والإيلام أشد، فإن كانت فضيحة الدنيا محدودة بزمان أو مكان، فمجالها المخالطون للمبتلى، وإن زادت فلن تزيد عن (الأحياء) المهتمين بكَ، أما هناك ... في الآخرة ... فستكون الفضيحة أمام (خلق الله) جميعا، من لدن آدم حتى قيام الساعة! ( {ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا، أولئك يُعرَضون على ربهم، ويقول الأشهاد: هؤلاء الذي كذبوا على ربهم} )!!فلا حدود للفضيحة، بل ويتجرأ (الأشهاد) على التقريع والمعايرة للمبتلى ...
إن السِّتر لا يعني السلامة، والموافقات الشكلية لا تعني النجاة وعدم المساءلة، إنها تؤكد فضلا ورحمة ، استعدادا لاختبار لا يأتي إلا بغتة، بعد إمهال وإنذار وبشائر: ( {حتى إذا فرحوا بما أُتوا: أخذناهم بغتة} )، ( {حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة قالوا يا حسرتنا على ما فرطنا} ..) ... فاليقظة اليقظة، وعدم الركون لظواهر خدّاعة، وستر جميل: {أفأمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب الله، أو تأتيهم الساعة بغتة وهم لا يشعرون} والسعيد الفائز من استعان بالله واستعد، والشقي الخاسر من آنس ونسي، فسقط وانكشف.
د/ محمد علي المصري
- التصنيف: