حقيقة الحب بين الزوجين
وغايته كذلك أن يشعر كل زوجين أنه يعرف الآخر قبل مولده، وقبل الأزل، وكأنهما كانا روحا واحدة، فانتصفت، ثم عاد كل نصف إلى نصفه بقربهما. فكأنهما روح واحدة، يتكلمان كلمة واحدة، وتشغل فكرهما فكرة واحدة.
الحب شعور قامت عليها حضارات، وثقافات، وألفت فيه آداب، وقبل كل ذلك، فهو من المبادئ التي قام عليها الإسلام، ولا يصح إلا بها!
والحب في جوهره سمو وعطاء لا تقيّده الحدود! فكيف يرغب في جني ثماره مَن عدم جوهره؟ والحب المحض لا يكون إلا لله، وما عداه من أنواع الحب لا يثمر إلا إن كان تابعا له! فعندما ينازع حب المال أو الزوجة أو الأولاد، حب الله في قلب المؤمن، يكون ذلك وبالا عليه، لأن الله تعالى لا يقبل الشرك في قلب المؤمن!
وغاية الحب النادر بين الزوجين أن تشعر الزوجة أنها لو خلقت رجلا، لكانت مثل زوجها، وأن يشعر الزوج أنه لو خلق امرأة، لكان مثل زوجته!
وغايته كذلك أن يشعر كل زوجين أنه يعرف الآخر قبل مولده، وقبل الأزل، وكأنهما كانا روحا واحدة، فانتصفت، ثم عاد كل نصف إلى نصفه بقربهما. فكأنهما روح واحدة، يتكلمان كلمة واحدة، وتشغل فكرهما فكرة واحدة.
وإذا بلغ الحب بأحد الزوجين أن يخشى على شريكه من نفسه، ومن بشريته، ومن أخطائه، ومن واقع الحياة وضغوطها، وآثره على نفسه في كل شيء، فقد صدق في حبه. وهذا الحب لا يتحقق إلا إن كان لله أولا.
وإذا كانت أنواع الحب - على اختلافها - تابعة لحب الله؛ لا تنازعه ولا تتقدم عليه، كانت هي الحب المحمود؛ الذي ينثر وروده مودة، ويزهر شذاه رحمة، فنشم أريجه في كل ما حولنا، ولكل من حولنا!
- التصنيف: