تدبر في الرحمة في "مالك يوم الدين"
الخلافة هي الصلاح والإصلاح معًا, إصلاح القلوب والعقول قبل إصلاح الطرق وتشييد ناطحات الكواكب والمجرات!!! فلم يعد التطاول في البنيان ينطح السحاب فحسب بل يخترقهٌ إلى إلى عالم السفه والضياع.
الحمد لله رب العالمين أنه لا أحد يحكم يوم الدين ولا يكون له حتى كلمة إلا أن يأذن له الرحمن ويقول صوابا.
وكأن الحمد في بداية الآيات هو للعموم على كل نعم الله - والتي من ضمنها تكاليفه - التي لا غرض لها إلا الرحمة {بسم الله الرحـــمـــن الـــرحــيــم * الحمد لله رب العالمين * الرحـــمـــن الـــرحــيــم } … ), وأيضا هو لخصوص الحمد على نعمة جليلة وهي أن الله هو الذي يفصل بنفسه في المظالم, فيأخذ للمظلوم المستضعَِف حقه من الظالم المتجبر! فيطمأن المظلوم حياتَه كلها أنْ لن يٌظلَم مثقالَ ذرة.
هذا في حق العباد, أما المعاصي المتعلقة برب العباد وحده, فقد طمأن الله تعالى قبل قوله " {مالك يوم الدين} " عباده بقوله تعالى:
" {الرحمن الرحيم} " ليعلمهم أن يوم الدين هذا الأصل فيه الرحــمــة منه وأنه لا يحب لعباده الكفر لأنه يحبهم ويحب رحــمتــه لهم, لكن ليس على حساب عدله, فهو سبحانه لا يساوي بين الأبرار والفجار. وليس لله غاية ولا مصلحة في أن يعذب عبيده - فضلا عن عباده - إن شكروا نعمَه ولم يستخدموها في الحرام بل استخدموها في القيام برسالة كل إنسان على الأرض وهي الخلافة!
والخلافة هي استخدام أمانة الإرادة الحرة والعقل - انتبه … العقل وليس الذكاء - الذي يميز الإنسان عن الحيوان في طاعة الله في كل ذرة ومجرة من حياة الفرد المؤمن, التي ينبغي أن تكون هي عبادته -العبادة بالإصلاح ومجاهدة الفساد في النفس أولا, ومجاهدة الفساد الظاهر في الآفاق, من فرط طغيانه - ثانيا!, آفاق النفوس المحبة للفساد والإفساد (المغضوب عليهم)!!
الخلافة هي الصلاح والإصلاح معًا, إصلاح القلوب والعقول قبل إصلاح الطرق وتشييد ناطحات الكواكب والمجرات!!! فلم يعد التطاول في البنيان ينطح السحاب فحسب بل يخترقهٌ إلى إلى عالم السفه والضياع.
ولم يتركنا الله هكذا بل حدد لنا المنهج وهو الاستعانة بالتنزيل الحكيم وبسنة آخر الأنبياء والمرسلين ( {"اهدنا" الصراط المستقيم} ), فجاء القرآن كله بدءًا من سورة البقرة ( {ذلك الكتاب لا ريب فيه "هدىً للمتقين"} ) إلى سورة الناس إجابةً من الله على سؤال أولي الأباب من البشرِ اللهَ هدايتَهم الصراطَ المستقيم.
فالحمد لله رب العالمين أن المآل والمستقر هي الآخرة دار العدل والرحـــمـــة
ولله أعلم بكتابِه ومقاصِدِه, فالصوابٌ توفيقُ من تعالى والزلل مني.
- التصنيف: