الصلة بين الفرق القديمة والمعاصرة الشيعة نموذجاً
أعني بالفرق هنا: الفرق الإسلامية أو الفرق المنتسبة إلى الإسلام في الظاهر وليست منه في الحقيقة. والمراجع لمصادر الملل والنحل يجد أسماء عدد كبير من الفرق قد اندثر وجودها، وأصبحت أثراً بعد عين، ويجد منها ما بقي واستمر، ومنها ما تغير وتطور.
- التصنيفات: الملل والنحل والفرق والمذاهب - مذاهب باطلة -
أعني بالفرق هنا: الفرق الإسلامية أو الفرق المنتسبة إلى الإسلام في الظاهر وليست منه في الحقيقة. والمراجع لمصادر الملل والنحل يجد أسماء عدد كبير من الفرق قد اندثر وجودها، وأصبحت أثراً بعد عين، ويجد منها ما بقي واستمر، ومنها ما تغير وتطور.
ويمكن تقسيم الفرق من حيث بقاؤها وانقراضها عقيدة واسماً إلى ما يلي:
أولاً: فرق انقرضت اسماً وبقيت عقيدة: كالسبئية، فإنها وإن انقرض اسمها إلا إن الإثنى عشرية الرافضة ورثت عقائدها الغالية، وكالمعتزلة فإنها وإن اختفى اسمها إلا إن عقائدها لا تزال باقية في بعض الفرق، فقد ورثت الزيدية والإثنى عشرية والإباضية كثيراً من عقائد المعتزلة، وكذلك المرجئة والجهمية والقدرية، فهذه الفرق وإن اختفت أسماؤها إلا أنه نشأت فرق أخرى ورثت عقائدها، وتبنت آراءها.
ثانياً: فرق انقرضت عقيدة واسماً: مثل الكيسانية أتباع محمد بن الحنفية فقد ذكر ابن خلدون أن شيعة محمد بن الحنفية كانت أكثر شيعة أهل البيت - أي: في عصرها - ثم لم تلبث أن تقلص أتباعها حتى اختفت[1]، وكذلك الفطحية أتباع عبد الله بن جعفر بن محمد الصادق، وهو أكبر أولاد الصادق[2]، قال صاحب الزينة (أبو حاتم الرازي الإسماعيلي المتوفى سنة 322ه): «قد انقرضت هذه الفرقة فليس أحد يقول بهذا القول»[3]. وكذلك الكاملية الذين كفروا علياً - رضي الله عنه - لأنه ترك منازعة الصحابة ومنعهم من مبايعة أبي بكر، وكفروا سائر الصحابة؛ لأنهم لم يسلموا الإمامة لعلي[4]، ومثلها الغرابية التي قالت: إن محمداً صلى الله عليه وسلم كان أشبه بعلي من الغراب بالغراب، وأن الله عز وجل بعث جبريل - عليه السلام - بالوحي إلى عليٍّ فغلط جبريل وأنزل الوحي على محمد صلى الله عليه وسلم[5][6]، وكالهشامية أتباع هشام بن الحكم القائلين بالتجسيم، وكغلاة القدرية نفاة العلم، فقد ذكر غير واحد من أهل العلم أنهم انقرضوا ولم يعد لهم وجود، ولا يعرف أحد ينسب إليها من المتأخرين[7].
ثالثاً: فرق انقرضت عقيدة وبقيت اسماً: كالشيعة الأولى المفضلة الذين يفضلون علياً على عثمان، مع تقديمهم للشيخين أبي بكر وعمر، فقد اختفى الاسم المعبر عن هذه الطائفة، وأصبح لقب الشيعة إذا أطلق ينصرف إلى غلاة الرافضة، ذلك أن الشيعة الأولى لما رأوا الغلاة قد انتحلوا هذا اللقب تركوه واكتفوا باسم السنة والجماعة، كما يشير صاحب التحفة الإثنى عشرية إلى ذلك فيقول: «إن الشيعة الأولى تركوا اسم الشيعة لما صار لقباً للروافض والإسماعيلية، ولقبوا أنفسهم بأهل السنة والجماعة»[8]. وأما عقيدتهم فقد اختفت وانقرضت بعد أن استقر مذهب أهل السنة والجماعة على تقديم عثمان على علي - رضي الله عنهما -، «وقد روي عن أبي حنيفة تقديم علي على عثمان، ولكن ظاهر مذهبه تقديم عثمان، وعلى هذا عامة أهل السنة»[9].
رابعاً: فرق بقيت اسماً وعقيدة: وذلك مثل الخوارج، والإثنى عشرية، والإسماعيلية، والزيدية.
كثرة فرق الشيعة:
المراجع أيضاً لكتب الفرق والمقالات يجد كماً هائلاً من أسماء الفرق المنتسبة للتشيع التي لم يعد لأسمائها وجود اليوم، حتى تفردت الشيعة بكثرة فرقها بحيث لا يشابهها ولا يقاربها فرقة أخرى، حتى صار هذا الافتراق محل الشكوى من الشيعة أنفسهم[10]، فقد بلغت فرق الشيعة في عصر المسعودي المتوفى سنة 346هـ ثلاثاً وسبعين فرقة[11]، فكيف الحال بعده؟! وكل فرقة تكفر الأخرى، ولهذا زعم الرافضي مير باقر الداماد المتوفى سنة 1040هـ أن الفرق المذكورة في حديث افتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة هي فرق الشيعة، وأن الناجية منها هي طائفته الإمامية[12]، وأما أهل السنة والمعتزلة وغيرهم من سائر الفرق فجعلهم من أمة الدعوة، أي ليسوا من أمة الإجابة، فهم في اعتقاده لم يدخلوا في الإسلام، وهذه المقالة قد قالها الشيعة من قبل، وأشار إلى ذلك الشهرستاني حيث قال: «إن الإمامية لم يثبتوا في تعيين الأئمة بعد الحسن، والحسين، وعلي بن الحسين - رضي الله عنهم - على رأي واحد، بل اختلافاتهم أكثر من اختلافات الفرق كلها، حتى قال بعضهم: إن نيِّفاً وسبعين فرقة من الفرق المذكورة في الخبر هو في الشيعة خاصة، ومن عداهم فهم خارجون عن الأمة»[13]، وقال الرازي: «بعض الروافض قد صنف كتاباً وذكر فيه ثلاثاً وسبعين فرقة من الإمامية»[14].
وقد ورد في دائرة المعارف أنه ظهر من فروع الفرق الشيعية ما يزيد كثيراً عن الفرق الاثنتين والسبعين المشهورة[15]، وفي عصر المقريزي (المتوفى 845هـ) بلغت فرق الشيعة - كما يذكر - ثلاثمائة فرقة[16].
الصلة بين فرق الشيعة:
وبعد انتشار مصادر الشيعة تبينت حقيقة غائبة وخفية لم تكن معلومة من قبل، وهي أن هذه الفرق وإن اختفت أسماؤها فقد بقيت عقائدها في مصادر التلقي لدى الإثنى عشرية.
وهذه المصادر - ومن خلال القراءة الطويلة فيها - قد استوعبت آراء فرق الشيعة خلال القرون، ومن يقارن بين ما جاء في كتب الإثنى عشرية من معتقدات وبين آراء ومعتقدات فرق الشيعة الأخرى في كتب الفرق وغيرها سيرى أنه ما من رأي أو عقيدة نادت بها طائفة من الفرق الشيعية في حقب التاريخ المختلفة إلا ونجد لها - في الغالب - شاهداً ودليلاً في كتب الإثنى عشرية، بل ربما يصل القارئ إلى نتيجة مثيرة، وهي أن ذلك التقسيم الكثير للشيعة وذكر طوائفها المتعددة قد أصبح اليوم في الغالب صورة لا حقيقة لها، وهي لا تعني اتفاقهم فيما بينهم، ولكن لأن طائفة الإثنى عشرية قد استوعبت تلك الآراء والعقائد، كما حاولت أن تحتوي فرق الغلو لتجنيدها سياسياً وعسكرياً في صفوفها من أجل تحقيق أهدافها. وهذه حقيقة لم تكن واضحة قديماً كما هي اليوم، خاصة بعد انتشار كتب الإثنى عشرية، وقيام دولتهم الخمينية، والتقارب السياسي مع غلاة الغلاة من الزنادقة النصيرية وغيرهم. وإن دراسة مقارنة لآراء تلك الفرق، وما جاء في كتب الإثنى عشرية لهي دراسة تكشف حقائق مهمة، وربما تستحق أن تفرد بدراسة مستقلة، لكن يكفي ذكر أمثلة لها لنرى على أي شيء استقر مركب الإثنى عشرية:
الصلة بين الباطنية والإثنى عشرية:
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: «وكذلك - أي في الحكم بالتكفير - من زعم أن القرآن نقص منه آيات وكتمت...» ثم بين أن هذا مذهب القرامطة والباطنية[17]. هذا الكفر البواح الذي نسبه ابن تيمية للباطنية القرامطة نجده ثابتاً، بل مستفيضاً في دواوين الشيعة الإثنى عشرية ومصادرهم المعتمدة ويجاهر به جملة من شيوخهم، بل انفردت الشيعة الإثنى عشرية من بين سائر الفرق بالمجاهرة بفرية تحريف القرآن. فقد امتلأت مصادر الإثنى عشرية بأساطيرهم التي يسمونها أحاديث[18]، والتي تقول بنقص القرآن وتحريفه، حتى زعم بعض شيوخهم كالمفيد في «أوائل المقالات»، والمجلسي في «مرآة العقول»، والمازندراني في «شرحه للكافي» وغيرهم أن الأحاديث التي تقول بنقص القرآن وتحريفه متواترة من طرقهم.
وشهد شاهد منهم[19] بأنها بلغت أكثر من ألفي حديث، وأقر علماء الشيعة بأنه مذهب لكبار علمائهم كالكليني، وشيخه القمي، والطبرسي صاحب «الاحتجاج»، والمجلسي صاحب «البحار» وغيرهم.
إن كتب الإثنى عشرية التي تضمنت القول بنقص القرآن وتحريفه، كان منها ما هو قبل ابن تيمية بقرون مثل «الكافي» للكليني (ت 329هـ) وتفسير إبراهيم القمي شيخ الكليني وغيرهما؛ فهل ابن تيمية وغيره من علماء الفرق والمقالات لم يقفوا على هذه المصادر لأنها كانت سرية التداول بين الشيعة؟ أم أن تلك الآراء الشاذة أضيفت إليها فيما بعد؟ أم أن علماء السنة لم يهتموا بالاطلاع على كتبهم لكذبهم؟ على أية حال إن ما ينسبه ابن تيمية للقرامطة الباطنية متواتر في كتب الإثنى عشرية.
أفلا يحق لنا القول بعد ذلك بأن مقالة القرامطة الباطنية قد رددتها وانتصرت لها كتب الإثنى عشرية؟ أم هم الباطنية نفسها؟ لأننا لا نجد هذه المقالة مستفيضة عند الإسماعيلية كما هي عند الإثنى عشرية، فشيعة اليوم هم باطنية في حقيقة الأمر، ويصدق عليهم قول الشهرستاني: «لهم دعوة في كل زمان، ومقالة جديدة بكل لسان»[20]، ويؤيد ذلك ما جاء في مصادرهم من أن هذا الافتراق بينهم أمر مقصود للتستر على عقيدتهم وإخفاء حقيقتهم، وهذا حق اعترف به الشيعة أنفسهم، حيث جاء في «أصول الكافي»: عن زرارة بن أعين عن أبي جعفر قال: سألته عن مسألة فأجابني، ثم جاءه رجل فسأله عنها، فأجابه بخلاف ما أجابني، ثم جاءه رجل آخر فأجابه بخلاف ما أجابني وأجاب صاحبي، فلما خرج الرجلان قلت: يا ابن رسول الله، رجلان من أهل العراق من شيعتكم قدما يسألان فأجبت كل واحد منهما بغير ما أجبت به صاحبه؟ فقال: «يا زرارة، إن هذا خير لنا ولكم، ولو اجتمعتم على أمر واحد لصدقكم الناس علينا، ولكان أقلَّ لبقائنا وبقائكم»[21]. قال المازندراني: «أي: ولكان اتفاقكم في الرواية عنا أو تصديقهم لكم فيها سبباً لقلة بقائنا وبقائكم؛ لأنه موجب لسرعة هلاكنا وهلاككم، بخلاف ما إذا اختلفتم في الرواية عنا، فإنهم لا يصدقونكم علينا ولا يعتقدون أنكم موالينا، وفي ذلك بقاء لنا ولكم»[22]؛ ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «الشيعة ليس لهم قول واحد يتفقون عليه»[23].
إحياء عقائد السبئية:
ظهرت النزعة السبئية التي تضفي صفات الإله على الأئمة واضحة جلية من خلال أحاديث الإثنى عشرية، فالأئمة يعلمون ما كان وما يكون ولا يخفى عليهم شيء، ولا يسهون ولا ينسون ولا يخطئون مطلقاً، إلى آخر قائمة الأوصاف التي يجعلونها للأئمة التي هي من خصائص الجبار جل علاه[24]، حتى عقدوا أبواباً في مصادر التلقي المعتمدة لديهم لتأسيس هذا الغلو وضمنوها طائفة من أساطيرهم التي نسبوها كذباً وزوراً إلى بعض أئمة آل البيت لتروج عند أتباعهم.
يقول أحد المعاصرين[25] من آياتهم التي ينسبونها زوراً إلى الله سبحانه، مشطراً أبيات سيده حسين القزويني في مدح علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -:
أبا حسن أنت عين الإله
وعنوان قدرته السامية
وأنت المحيط بعلم الغيوب
فهل عندك تعزب من خافية؟
وأنت مدبر رحى الكائنات
وعلة إيجادها الباقية
لك الأمر إن شئت تنجي غداً
وإن شئت تسفع بالناصية[26]
إحياء عقيدة البداء:
عقيدة البداء من عقائد الغلاة[27] ونسبوها للمختارية[28] وهم من الغلاة، فالبداء في اللغة له معنيان: الأول: الظهور والانكشاف، والثاني: نشأة الرأي الجديد، وكلا المعنيين ورد في القرآن، فمن الأول قوله تعالى: {وَإن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ} [البقرة: 284]، ومن الثاني قوله: {ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ} [يوسف: 35]. والبداء بهذين المعنيين لا تجوز نسبته إلى الله عز وجل، والـبداء في الأصل عقيدة يهودية ضالة، وقد وردت في التوراة - التي حرفها اليهود وفـق ما شاءت أهواؤهم - نصوص صريحـة تتضمن نسبـة معنى البـداء إلى الله سبحانه[29].
ومع ذلك فقد ورد في صحيحهم «الكافي» ستة عشر حديثاً في كتاب البداء، وفي «البحار» في باب سماه البداء والنسخ أكثر من سبعين حديثاً من أحاديثهم[30]، وصار البداء من عقائد الإثنى عشرية الثابتة في مصادرهم ورواياتهم، وقالوا: «ما عبد الله بشيء مثل البداء»[31]، «وما بعث الله نبياً قط إلا بتحريم الخمر وأن يقر لله بالبداء»[32]، «ولو علم الناس ما في القول بالبداء من الأجر ما فتروا عن الكلام فيه»[33].
إحياء عقيدة الرجعة:
عقيدة الرجعة[34] عدوها من عقائد الغلاة[35]، حتى ذكر ابن حجر أنها آخر مرتبة في الغلو[36]، وقد ذكرت كتب الشيعة[37] والسنة[38] أنها من أصول عقائد ابن سبأ اليهودي، ومع ذلك فهي من أصول عقائد الإمامية، فمن رواياتهم: «ليس منا من لم يؤمن بكرتنا»[39]، وقال ابن بابويه في الاعتقادات: «اعتقادنا في الرجعة أنها حق»[40]، وقال المفيد: «اتفقت الإمامية على وجوب رجعة كثير من الأموات»[41]، وقال الطبرسي والحر العاملي وغيرهما من شيوخ الرافضة إنها موضع إجماع الشيعة الإمامية[42]، وإنها من ضروريات مذهبهم[43].
تفضيل الأئمة على الأنبياء:
قرر أهل العلم أن القول بتفضيل الأئمة على الأنبياء هو مذهب غلاة الروافض، كما أثبت ذلك الإمام عبد القاهر البغدادي[44] (ت 429هـ) والقاضي عياض (ت 544هـ)، ورأى أن هذا من أسباب كفرهم فقال: «ونقطع بتكفير غلاة الرافضة في قولهم: إن الأئمة أفضل من الأنبياء»[45]، وشيخ الإسلام ابن تيمية[46] (ت 728هـ)، ونقل بعض أهل العلم «إجماع المسلمين على كفر من ذهب إلى هذا القول»[47].
ومع ذلك فهي من عقائد الإثنى عشرية الأساسية، وفي كتب حديثهم عقدوا لها باباً خاصاً، كما ألف شيوخهم في إثباتها مؤلفات مستقلة[48]؛ فهم بهذا من غلاة الروافض.
التشيع الإثنى عشري مجمع عقائد الفرق الغالية
وبهذا يتبين جمع الإثنى عشرية في مصادرها لعقائد الغلاة من أهل الفرق البائدة، وقد رأيت بعض الشيعة المعاصرين أشار إلى هذا الرأي، فقال: «يجب أن نشير قبل أن نضع القلم بأن ما مر بنا من أفكار الشيعة مما كان خاصاً بفرقة بعينها لم يلبث أن دخل كله في التشيع الإثنى عشري ودعم بالحجج العقلية وبالنصوص، والتشيع الحالي إنما هو زبدة الحركات الشيعية كلها من عمَّار[49] إلى حُجر بن عدي إلى المختار وكيسان إلى محمد بن الحنفية وأبي هاشم إلى بيان بن سمعان، والغلاة الكوفيين إلى الغلاة من أنصار عبد الله بن الحارث إلى الزيديين والإسماعيليين، ثم الإمامية التي صارت إثنى عشرية، وقام بعملية المزج متكلمو الشيعة ومصنفوها»[50].
إذن كتب الإثنى عشرية الأساسية هي الدَّنُّ الذي امتزجت فيه كل الانحرافات الشيعية، واستقر بنيان التشيع الإثنى عشري على الأصول العامة للتشيع مهما كان غلوها وتطرفها.
من هنا رأى البعض أن «أصول مذهب الغلاة والمفوضة والباطنية من الإسماعيلية والإمامية الإثنى عشرية مختلطة بعضها ببعض في كثير من المسائل، ولذلك قيل: الإمامية دهليز الباطنية»[51].
وقد جاء في دائرة المعارف عن انفتاح الإثنى عشرية على الغلاة هذا القول: «على أن الحدود لم تقفل تماماً أمام الغلاة، يدل على ذلك التقدير الذي دام طويلاً للكتاب الأكبر للإسماعيلية وهو كتاب (دعائم الإسلام)»[52].
ومثل الإسماعيلية فرق أخرى بقيت أو اندرست كلها دخلت معتقداتها في مدونات الإثنى عشرية[53].
وقد اعترف شيخهم الطوسي الملقب عندهم بشيخ الطائفة أن معظم رجالهم في الحديث من أصحاب المذاهب الفاسدة، ومع ذلك قال: «إن كتبهم معتمدة»[54].
ومن هنا فإن بعض شيوخ الإثنى عشرية وآياتها إذا تحدثوا عن طائفتهم ورجالها ودولها نسبوا لها كل الفرق والدول والرجال المنتمين للتشيع، وإن كانوا من الإسماعيلية والباطنية أو من الزنادقة الدهرية أو من المجسمة الغلاة.فهم إذا تحدثوا - مثلاً - عن دول الشيعة ذكروا الدولة العبيدية في صدر دولهم مع أنها ليست إثنى عشرية[55]، وإذا جاء ذكر رجالهم رأيت منهم كثيراً من رؤوس الضلال والزندقة ممن تنسب إليهم فرق ليست من الإثنى عشرية؛ لهذا نرى - مثلاً - مرجع الشيعة المعاصر محسن الأمين يقول عن الهشامية[56] أتباع هشام بن الحكم، واليونسية أتباع يونس بن عبد الرحمن القمي[57]، والشيطانية أتباع محمد بن النعمان (شيطان الطاق)[58] وغيرها «أنهم عند الشيعة الإمامية كلهم ثقات صحيحو العقيدة، فكلهم إمامية وإثنى عشرية»[59].
ومن منطلق استيعاب الإثنى عشرية لآراء الفرق الأخرى نرى بعض الشيعة الإثنى عشرية المعاصرين يضفي التشيع على بعض الغلاة الكفرة كالنصيرية، فقد كتب أحد علماء الشيعة الإثنى عشرية المعاصرين وهو المدعو حسن الشيرازي رسالة سماها: «العلويون شيعة أهل البيت» (العلويون لقب للنصيرية) وذكر في رسالته هذه أنه التقى بالنصيريين في سوريا ولبنان وذلك بأمر من مرجعهم الديني محمد الشيرازي (أخو حسن)، وقال إنه وجدهم كما يظن من شيعة أهل البيت الذين يتمتعون بصفاء الإخلاص وبراءة الالتزام بالحق وينتمون إلى علي بن أبي طالب بالولاية وبعضهم ينتمي إليه بالولاية والنسب.. وقال: إن العلويين والشيعة كلمتان مترادفتان مثل كلمتي الإمامية والجعفرية[60]، هذا ولم ينكر على هذا الشيرازي أحد من علماء الإثنى عشرية مع أنه قد عرف واشتهر عن النصيرية الكفر والزندقة[61]، بل كتب الشيعة القديمة نفسها تحكم عليهم بالكفر[62]، حتى بلغ الأمر اليوم أنهم يساندون النصيرية بالمال والسلاح والرجال لإبادة أهل السنة في الشام.
هذا التطور العقدي عند الإثنى عشرية باتجاه الغلو يؤكده أحد مراجع الشيعة المعاصرين وهو عبد الله الممقاني[63] - الذي يعدونه من كبار علمائهم المعاصرين في علم الرجال - يقول في معرض دفاعه عن المفضل بن عمرو الجعفي فيما رمي به من الغلو من قبل بعض الرافضة القدماء: «إنا قد بينا غير مرة أن رمي القدماء الرجلَ بالغلو لا يُعتمد عليه ولا يُركن إليه، لوضوح كون القول بأدنى مراتب فضائلهم - يعني الأئمة - غلواً عند القدماء، وكون ما نعده اليوم من ضروريات مذهب التشيع غلواً عند هؤلاء، وكفاك في ذلك عد الصدوق نفي السهو عنهم غلواً مع أنه اليوم من ضروريات المذهب، وكذلك إثبات قدرتهم على العلم بما يأتي - أي علم الغيب - بتوسط جبرائيل والنبي غلواً عندهم وهو من ضروريات المذهب اليوم»[64]. فهذا الممقاني يعترف بالتطور العقدي عندهم، ويحكم بأن ما كان يعد غلواً في عرف الشيعة المتقدمين، مثل أن الأئمة يعلمون الغيب ولا يسهون، هو اليوم من ضروريات مذهب التشيع.
ومن خلال هذا التوجه العام فإن شيخ الشيعة المعاصر محمد حسين آل كاشف الغطا يحكم على جميع فرق الشيعة الموجودة اليوم بعدم الغلو، ويزعم أن جميع الفرق الغالية قد بادت ولا يوجد منها اليوم نافخ ضرمة[65]، وقال الدكتور سليمان دنيا - معلقاً على قول آل كاشف الغطا هذا - قال: «فما يكون الأغاخانية؟ أليسوا قائلين بالحلول؟! أوَليسوا مع قولهم بالحلول ملاحدة؟! أوَليسوا منتسبين إلى الشيعة؟ وأخيراً أوليسوا على رقعة الأرض اليوم؟»[66]. والواقع أن أسماء معظم تلك الفرق قد اختفت وبقيت آراؤها ومعتقداتها في كتب الإثنى عشرية.
وقد تنبه لهذه الحقيقة - وهي تطور معتقدهم نحو الغلو - الشيخ ملا علي القاري، وذلك حينما نقل قول الإمام النووي وهو أن «المذهب الصحيح المختار الذي قاله الأكثرون والمحققون أن الخوارج لا يكفرون كسائر أهل البدع»[67]، فقال القاري معقباً على ذلك: «قلت: وهذا في غير حق الرافضة الخارجة في زماننا، فإنهم يعتقدون كفر أكثر الصحابة فضلاً عن سائر أهل السنة والجماعة، فهم كفرة بالإجماع بلا نزاع»[68].
ولعل هذه الظواهر هي التي دعت محب الدين الخطيب إلى أن يحكم بأن مدلول الدين عند الشيعة يتطور، ثم استدل على ذلك بقول الممقاني السالف الذكر، ثم قال: «هذا تقرير علمي في أكبر كتاب وأحدثه لهم في الجرح والتعديل، يعترفون فيه بأن مذهبهم الآن غير مذهبهم قديماً، فما كان يعدونه قديماً من الغلو وينبذونه وينبذون أهله بسبب ذلك، صار الآن - أي الغلو - من ضروريات المذهب، فمذهبهم اليوم غير مذهبهم قبل الصفويين، ومذهبهم قبل الصفويين غير مذهبهم قبل ابن المطهر، ومذهبهم قبل ابن المطهر غير مذهبهم قبل آل بويه، ومذهبهم قبل آل بويه غير مذهبهم قبل شيطان الطاق، ومذهبهم قبل شيطان الطاق غير مذهبهم في حياة علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين»[69]. واستدل بكلام الممقاني سالف الذكر، ولو كان محب الدين الخطيب حياً لقال: إن مذهبهم بعد ثورة الملالي غير مذهبهم قبلها، ومذهبهم قبل ولاية الفقيه الخمينية غير مذهبهم بعد ولاية الفقيه الخمينية، بل إن المذهب بحكم مصادره ازداد شذوذاً وانحرافاً.
ولا سبيل لخلاصهم من تلك العقائد الكفرية إلا بإعلانهم البراءة من هذه المصادر وأصحابها، أو على حد تعبير العالم الإيراني المهتدي البرقعي: كسر هذه الأصنام التي عبدوها من دون الله، والعودة إلى مصادر التلقي لدى الأمة الإسلامية.
ولعل من أكبر العوامل لاستقرار هذا المذهب على الغلو هو استيعاب مدونات الروافض لآراء تلك الفرق الشاذة، وقبولهم لروايات أصحاب تلك الفرق لأنهم شيعة، فهم مقبولون بغض النظر عن معتقدهم؛ فمع التشيع لا يضر انتحال أي نحلة! ولهذا انبثق من الروافض كثير من الفرق الخارجة عن الإسلام[70].
ونضيف حقيقة مهمة في هذا المجال وهي أنه يوجد للاتجاه الشيعي المعتدل أثر في مدونات الروافض في أحاديث تثني على الصحابة وترفض التقية، وتوافق المسلمين في معتقدهم، لكن علماء الروافض رفضوا العمل بها بحجة أنها وردت مورد التقية، في حين أنهم لا يملكون دليلاً يؤكدون به ذلك سوى أنها موافقة للأمة الإسلامية، وهذا دليل عليهم لا لهم.
ولعله بالإمكان استخلاص هذا الأثر الشيعي المعتدل من كتب الشيعة ليكون شمعة ضوء تهدي المخلصين في البحث عن الحق، لكن ذلك الغثاء الذي حوته كتب الشيعة هو الذي يمثل القسم الأكبر، وقد وضع الشيعة قاعدة تقديم الأكثر على الأقل[71]، فبقي هذا الأكثر يشكل العقبة الكؤود بينهم وبين المسلمين، فعودتهم للأمة مقرونة بعودتهم لمصادر التلقي لدى المسلمين وبراءتهم من هذه المصادر التي جمعت ظلمات الكفر. نسأل الله أن يهديهم إلى الحق ويبصرهم به.
[1] تاريخ ابن خلدون: 3/172.
[2] وسموا الفطحية؛ لأن عبد الله كان أفطح الرأس، كما يدعون بالعمارية نسبة إلى رئيس لهم يعرف بعمار، وقد قال النوبختي إنه مال إلى هذه الفرقة جل مشايخ الشيعة وفقهائها، ولكن عبد الله لم يعش بعد وفاة أبيه سوى سبعين يوماً فرجعوا عن القول بإمامته (انظر: مسائل الإمامة ص46، فرق الشيعة للنوبختي ص77-78، مقالات الإسلاميين 1/102، الحور العين ص163-164).
[3] الزينة: ص287.
[4] انظر: مسائل الإمامة: ص45، المقالات والفرق: ص14، مقالات الإسلاميين: 1/89، الفرق بين الفرق: ص54، الملل والنحل: 1/174.
[5] انظر: الفصل: 5/42، الفرق بين الفرق ص250، التبصير في الدين: ص74، المنية والأمل ص30، التنبيه والرد ص158، وسماها «الجمهورية».
[6] ربما جاء في كتب الإثنى عشرية ما يعبر عن مذهبها بألفاظ مختلفة، فقد جاء في طائفة من مصادر الشيعة المعتمدة لديهم أن رسول الله - صلى الله عليه وآله - قال: «إن الله أنزل عليَّ القرآن وهو الذي من خالفه ضل، ومن يبتغي علمه عند غير علي هلك» (وسائل الشيعة: 18/138، وانظر: بحار الأنوار: 7/302، 19/23، الطبري (الرافضي)/ بشارة المصطفى ص16، أمالي الصدوق ص40). فما الفرق بين مقالة الغرابية، ونص الإثنى عشرية؟! إن الإثنى عشرية أعطوا علياً الرسالة بدون دعوى الغلط، وزعموا أن رسالة النبي هي التعريف بعليٍّ فقط!
[7] انظر: فتح الباري (1/ 119).
[8] التحفة الإثنى عشرية: ص25-26 (مخطوط).
[9] شرح الطحاوية: 2/ 727.
[10] انظر: أصول الكافي: 1/65.
[11] مروج الذهب: 3/221.
[12] جمال الدين الأفغاني، التعليقات على شروح الدوّاني للعقائد العضدية (ضمن كتاب الأعمال الكاملة للأفغاني، دراسة وتحقيق: محمد عمارة: 1/215)، وقد نسب رشيد رضا هذا الكتاب لمحمد عبده (تفسير المنار: 8/221)، لكن حقق محمد عمارة أنه للأفغاني (انظر: محمد عمارة، الأعمال الكاملة للأفغاني: 1/155-156، الأعمال الكاملة، لمحمد عبده: 1/209).
[13] الملل والنحل: 1/ 165.
[14] اعتقادات فرق المسلمين والمشركين: ص56.
[15] دائرة المعارف الإسلامية: 14/67.
[16] الخطط: 2/315.
[17] الصارم المسلول: ص586.
[18] هي مجرد أساطير مكذوبة مفتراة نسبها زنادقة القرون البائدة إلى أئمة آل البيت لتروج على أتباعهم، وسموها أحاديث تلبيساً وتضليلاً.
[19] هو شيخهم نعمة الله الجزائري الذي وصفوه بأنه السيد السند، والركن المعتمد، المحدث النبيه، المحقق، النحرير، المدقق العزيز النظير، وقالوا بأنه من أكابر متأخري علماء الإمامية، محدث جليل القدر، ومحقق عظيم الشأن، إلى آخر أوصافهم، توفي سنة 1112هـ (انظر: أمل الآمل: 2/336، الكنى والألقاب: 3/298، سفينة البحار: 2/601، مقدمة الأنوار النعمانية).
[20] الملل والنحل: 1/ 192.
[21] أصول الكافي: 1/65.
[22] شرح أصول الكافي: 2/ 329.
[23] منهاج السنة: 2/129.
[24] انظر: «شيعة اليوم سبئية الأمس» (منشور بمجلة البيان).
[25] هو عبد الحسين بن الشيخ إبراهيم بن الشيخ صادق بن الشيخ يحيى العاملي.
[26] ديوان الحسين : الجزء الأول من القسم الثاني الخاص في الأدب العربي، ص48.
[27] انظر: الشهرستاني: الملل والنحل (1/173).
[28] المختارية: أتباع المختار بن أبي عبيد الثقفي، ومن مذهبه أنه يقول بالبداء على الله تعالى. «الملل والنحل»: (1/147- 148).
[29] برغم أن المشهور عن اليهود أنهم ينكرون النسخ لأنه يستلزم البداء. انظر: «مسائل الإمامة»: ص75 و«مناهل العرفان»: (2/78). ومع ذلك فقد جاء في التوراة: «ورأى الرب أن شر الناس قد كثر على الأرض، وأن كل تصور أفكار قلوبهم إنما هو شر في جميع الأيام. فندم الرب أنه عمل الإنسان على الأرض وتأسف في قلبه، فقال الرب: أمحو الإنسان الذي خلقت عن وجه الأرض، الإنسان مع البهائم والدبابات وطير السماء لأني ندمت على خلقي لهم». «الكتاب المقدس» الفصل السادس من تكوين التوراة: ص12.
[30] المراد بأحاديثهم ما ينسبونه إلى أئمتهم الاثني عشر من أقوال، وقليل منها ينسبونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن نبرئ أهل البيت مما ينسبونه إليهم من افتراءات وأكاذيب.
[31] «الكافي»، كتاب التوحيد، باب البداء: (1/146).
[32] المصدر السابق: (1/148).
[33] المصدر السابق: (1/148).
[34] هي عندهم: «رجعة كثير من الأموات إلى الدنيا قبل يوم القيامة، وعودتهم إلى الحياة بعد الموت، قبل ذلك اليوم الموعود يرجعون في صورهم التي كانوا عليها» (انظر: أوائل المقالات: ص51، 95، الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة: ص29).
[35] «الملل والنحل»: (1/173).
[36] «هدي الساري مقدمة فتح الباري»: ص459.
[37] سعد القمي: ص20- 21، النوبختي: «فرق الشيعة»: ص19.
[38] البغدادي: «الفرق بين الفرق»: ص233- 234.
[39] من لا يحضره الفقيه: 3/291، وسائل الشيعة 7/438، تفسير الصافي 1/347، بحار الأنوار: 53/92.
[40] الاعتقادات: ص90.
[41] أوائل المقالات: ص51.
[42] الطبرسي/ مجمع البيان: 5/252، الحر العاملي/ الإيقاظ من الهجعة: ص33، الحويزي/ نور الثقلين: 4/101، المجلسي/ بحار الأنوار: 53/123 (وقد ذكر المجلسي أنهم أجمعوا على القول بها في جميع الأعصار).
[43] الإيقاظ من الهجعة: ص60.
[44] «أصول الدين»: ص298.
[45] «الشفا»: ص290.
[46] «منهاج السنّة»: (1/177) الطبعة الأولى.
[47] «الرد على الرافضة»: ص29.
[48] مثال كتاب: «تفضيل علي على أولي العزم من الرسل» لشيخهم هاشم بن إسماعيل البحراني (ت 1107هـ)، و«تفضيل الأئمة - عليهم السلام - على الأنبياء عدا نبينا - صلى الله عليه وآله وسلم » للمؤلف السابق ذكره، و«تفضيل أمير المؤمنين على من عدا خاتم النبيين» لشيخهم محمد باقر المجلسي (ت 1111هـ)، و«تفضيل أمير المؤمنين على غير النبي - صلى الله عليه وآله وسلم» لسيدهم محمد النقوي اللكهنوي (ت 1284هـ) وغيرها. انظر: «الذريعة إلى تصانيف الشيعة»: (4/358- 360)، «لؤلؤة البحرين»: ص64، ويقول شيخهم نعمة الله الجزائري (ت 1112هـ): «هذا مذهب أكثر متأخري الإمامية، وهو الصواب». انظر: «الأنوار النعمانية»: (1/20- 21)، وهذا المذهب هو الذي اعتمده شيخ الشيعة المعاصرين الخميني. انظر: «الحكومة الإسلامية»: ص52.
[49] هذا بناء على اعتقاده أن عماراً وبعض الصحابة كانوا نواة للتشيع، وهو رأي ظاهر الفساد.
[50] مصطفى الشيبي: «الصلة بين التصوف والتشيع»: ص235.
[51] محمد بن الحسن الديلمي (من علماء القرن الثامن الهجري) «قواعد آل محمد»: ص11.
[52] «دائرة المعارف الإسلامية»: (14/72).
[53] انظر: «شيعة اليوم باطنية الأمس» (منشور بمجلة البيان).
[54] «الفهرست»: (ص 24-25).
[55] انظر: «الشيعة في الميزان» مبحث دول الشيعة: ص127وما بعدها، وانظر: «أعيان الشيعة»: (1/44، 45)، وانظر: «دول الشيعة» لمحمد جواد مغنية.
[56] هذه الطائفة جمعت بين ضلالها في الإمامة ضلالة التشبيه والتجسيم حتى قال الإسفراييني: «أنهم أفصحوا في التشبيه بما هو كفر محض باتفاق المسلمين» «التبصير» ص43-44. وانظر: الأشعري: «مقالات الإسلاميين»: (1/106- 107)، عبد القاهر البغدادي: «الفرق بين الفرق»: جـ 65.
[57] كان في الإمامة على مذهب القطعية الذين قطعوا بموت موسى بن جعفر، وكان مفرطاً في باب التشبيه. انظر: الأشعري: «مقالات الإسلاميين»: (1/106)، البغدادي: «الفرق بين الفرق»: 70.
[58] الشيعة تسميه مؤمن الطاق وله وطائفته ضلال شنيع في الإمامة، والقدر والتشبيه، وكان في الإمامة على مذهب القطعية، أي ليس بإثنى عشري. البغدادي: «الفرق بين الفرق»: ص71، الشهرستاني، «الملل والنحل»: (1/186- 187)، الإسفراييني: «التبصير»: ص43.
[59] «أعيان الشيعة»: (1/21).
[60] حسن الشيرازي: «العلويون شيعة أهل البيت»: ص2- 3.
[61] انظر: ابن تيمية: «الفتاوى»: (35/145) وما بعدها.
[62] انظر مثلاً: «البحار»: (25/285، 286).
[63] عبد الله بن محمد الممقاني من كبار شيوخ الشيعة، ولد بالنجف سنة 1290هـ، وتوفي بها سنة 1351هـ، ومن كتبه: «تنقيح المقال في علم الرجال» في ثلاثة مجلدات. «معجم المؤلفين»: (6/116).
[64] «تنقيح المقال»: جـ3 ص240.
[65] انظر: «أصل الشيعة وأصولها»: ص38، «دعوة التقريب»: ص75.
[66] «بين السنة والشيعة»: ص37.
[67] انظر: شرح النووي على صحيح مسلم: (2/50).
[68] «مرقاة المفاتيح»: (9/137).
[69] هامش «المنتقى»: ص193.
[70] النصيرية والإسماعيلية والباطنية من بابهم دخلوا (المنتقى: ص9)، وكذلك الشيخية والكشفية والبهائية من صميمهم خرجوا (هامش المنتقى: ص9)، وأصبح التشيع مأوى لكل من أراد الكيد للإسلام والمسلمين.
[71] ذلك باعتبار أن هذا الأقل ورد مورد التقية، قال المفيد: «ما خرج للتقية لا تكثر روايته عنهم كما تكثر رواية المعمول به» شرح عقائد الصدوق: ص267، ملحق (ب) «أوائل المقالات».