فقد نصره الله
فمهما كره الكافرون، وافترى الشانئون ، وأعرض المعرضون.. ازدادوا يا أهل الإيمان بنبيكم إيمانا ونصرة واتباعا وتعزيرا وتعظيما..
.. ومن عجائب إكرام الله تعالى ونصرته لصفيه المختار، صلى الله عليه وسلم..ان اختار له اسما
محصنا ضد الإساءة والذم، دالا على المدح ومشتقا من الحمد، فهو عليه الصلاة والسلام المحمد الأحمد المحمود بكل وصف حميد .. وقد جاءت الإشارة الى ذلك في قوله: « ألا تَعْجَبُونَ كيفَ يَصْرِفُ اللَّهُ عَنِّي شَتْمَ قُرَيْشٍ ولَعْنَهُمْ، يَشْتِمُونَ مُذَمَّمًا، ويَلْعَنُونَ مُذَمَّمًا وأنا مُحَمَّدٌ» [رواه البخاري برقم ٣٥٣٣]
وأعجب من ذلك ؛ أن سبه أوالإساءة إليه، تفتح مالا يحصى ولا يعد من أبواب الدعوة والدعاء والثناء والصلاة والسلام عليه..
★.. ومهما كانت نصرةالمؤمنين، لنبيهم - صلى الله عليه وسلم ؛ فإنها من نصر الله له ولمن انتصر له ، فهو سبحانه الذي تعهد بأن يرفع ذكره على ألسنة أهل الإيمان في كل زمان ومكان ، كما قال {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} حيث نقل الطبري في معناها : (لاَ أُذْكَرُ إِلاَّ ذُكِرْتَ معي ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ)..
★.. وهي شهادة تتردد في الوجود خلال النهار وطوال الليل.. فما من لحظة تمر في أرجاء الأرض إلا وترفع فيها مع الأذان عبارة ( أشهد ان لا اله الا الله، أشهد أن محمدا رسول الله ) فإذا نظرنا إلى فروق التوقيت ؛ وجدنا أن كرة الأرض تكرر وتردد الأذان بشهادتيه على مدار الساعة ، بل بمرور كل ثانية..
★.. وهذه الشهادة يذكرها ويكررها مالايحصى من البشر منذ أنارت الدنيا بالإسلام ، في تشهد المسلمين بالصلاة ، فرضا أو نفلا، فضلا عن الترداد المطلق للصلاة والسلام عليه ، طاعة لله وتقربا إليه، كلما ذكر الذاكرون اسمه الشريف..
وهذا الاستمرار والتكرار للصلاة والسلام عليه؛ ليس خاصا بالآدميين.بل هو ماض كذلك على ألسنة الجن المؤمنين..فهم مخاطبون مثلنا بكثرة الصلاة والتسليم على من أرسله ربه للثقلين ورحمة للعالمين..
★ فوق استمرار رفع ذكره في جنبات الأرض على ألسنة خلائقها باستمرار أنفاسهم ..فإن أهل السماوات وسكانها من الملائكة المكرمين ، يذكرونه مثنين ومصلين عليه ، وهم بأعداد لا تقارن بها أي الخلائق ، لسعة السماوات وازدحامها بهم، كما جاء في الحديث : «قد أطَّت بهم السماءُ ، وحقَّ لها أن تئطَ ، ما فيها موضعَ أربعِ أصابعٍ إلا وملك قائمٌ ، أو راكعٌ ، أو ساجدٌ» [رواه الترمذي (٢٤٣) وصححه الألباني(٦٢٤٦٩)]
★.. وأعلى من جميع خلائق السماوات والأرضين، يصلي عليه خالق الكون ورب العالمين في الملأ الأعلى المبين، كما أخبرنا سبحانه في كلام يتلى إلى يوم الدين، بدأ فيه بنفسه، وثنى بملائكته المسبحة بقدسه، وثلث بأهل الإيمان من جنه وإنسه فقال { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب]..
★..ولهذه المنزلة العظمى، تلجأ الخلائق إليه في موقف الشفاعة الكبرى .. لأن الله أرسله رحمة للعالمين، منذ بعث وإلى يوم الدين..
فمهما كره الكافرون، وافترى الشانئون ، وأعرض المعرضون.. ازدادوا يا أهل الإيمان بنبيكم إيمانا ونصرة واتباعا وتعزيرا وتعظيما..
وصلوا عليه - وسلموا تسليما
- التصنيف: