شهر شعبان والحساب الختامي
فالعبرة بالخواتيم فكان ﷺ يجتهد أيما اجتهاد في نهايات العمل رجاء الإحسان والقبول وخاتمة السعادة خواتيم الطاعات
- التصنيفات: ملفات شهر شعبان -
بقلم/ ماهر جعوان
حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم وتهيئوا للعرض الأكبر {يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية}
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون}.
فطريق النجاة يمر عبر التقوى والاستعداد قبل الرحيل بتقديم الخيرات وفعل الطاعات واغتنام الأوقات والتعرض لنفحات الله، انتظارا لغد صبحه يوم القيامة.
رُوي عنه ﷺ: «إِنَّ لِرَبِّكُمْ عزَّ وجلَّ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا، لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ تُصِيبَهُ مِنْهَا نَفْحَةٌ لا يَشْقَى بَعْدَهَا أبدًا» الطبراني (ضعيف)
فكان من اجتهاده ﷺ: عن أسامة بن زيد قال: رأيت رسول الله ﷺ يصوم يوم الاثنين والخميس، فسألته؟ فقال: " «إن الأعمال تعرض يوم الاثنين والخميس، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم» " فتح الباري (4/278)
وعن عائشة " «أن النبي ﷺ كان يتحرى صيام الاثنين والخميس» " [صحيح]
وعن أبي هريرة: " «أن النبيَّ ﷺ كَانَ أَكْثَرَ مَا يَصُومُ الاثنين وَالْخَمِيس» " [ أحمد بسند صحيح] .
فمن الحساب الختامي مراجعة النفس وتقويمها كل بضعة أيام حتى تنتبه للخلل والتقصير حيث ترفع الأعمال إلى الله، وكذلك ترفع الأعمال في شهر شعبان من كل عام كحساب ختامي مجمع للعام.
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنْ صِيَامِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقَالَتْ: «كَانَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ قَدْ صَامَ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ قَدْ أَفْطَرَ، وَلَمْ أَرَهُ صَائِمًا مِنْ شَهْرٍ قَطُّ أَكْثَرَ مِنْ صِيَامِهِ مِنْ شَعْبَانَ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلا قَلِيلا» . [مسلم]
وعن أُسَامَة بْن زَيْدٍ قَالَ: « قُلْت: يَا رَسُول اللَّه، لَمْ أَرَك تَصُومُ مِنْ شَهْر مِنْ الشُّهُور مَا تَصُوم مِنْ شَعْبَان, قَالَ: ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاس عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَان, وَهُوَ شَهْر تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَال إِلَى رَبّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ» [صحيح النسائي]
وفي الحديث الانتباه من الغفلة والغافلين وترتيب الأولويات بشكل صحيح وفق الأهداف والغايات الأخروية والانتباه إلى الأوقات الفاضلة اغتناما لأكبر المكاسب وعدم تضييع الفرص والمنح والهبات الربانية، شهر شعبان ترفع فيه الأعمال، فأحب النبي ﷺ أن يرفع العمل لله والإنسان على أفضل وأحسن وأطيب حالة.
يقول رسول الله ﷺ: " «من خُتم له بصيام يوم؛ دخل الجنة» " [صحيح الجامع]
فالعبرة بالخواتيم فكان ﷺ يجتهد أيما اجتهاد في نهايات العمل رجاء الإحسان والقبول وخاتمة السعادة خواتيم الطاعات استغفارا دبر الصلاة واعتكافا نهاية رمضان وليلة الجائرة في آخر ليلة من رمضان والقيام في ثلث الليل الآخر ودعاء السحر والدعاء في نهاية اليوم عند الغروب ووقت الإفطار واجتهاد نهاية العام في شعبان استعدادا لعام إيماني جديد وصفحة بيضاء في شهر رمضان.