طريق الهالكين
أبو الهيثم محمد درويش
صراط {الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ } الذين عرفوا الحق وتركوه كاليهود ونحوهم. وغير صراط{الضَّالِّينَ} الذين تركوا الحق على جهل وضلال, كالنصارى ونحوهم.
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين:
على المؤمن أن يتوخى الحذر في مسيرته إلى الله , فثم طريق واحد موصل إلى مرضاة الله وهو الصراط المستقيم, وفي المقابل حذرنا الله تعالى من طريق الهالكين, بل وفرض علينا سبحانه أن نسأله في خمس مناسبات يومية أن يهدينا صراطه المستقيم وأن يجنبنا صراط المغضوب عليهم والضالين.
وبين من علموا الحق فجحدوه فاستحقوا غضب الله , ومن ضلوا الطريق إلى معرفة الحق فاجتهدوا في طريق خاطيء , على المسلم أن يجمع بين العلم والعمل ويبذل جهده في استيضاح سبيل النجاة المتمثل في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم علما وعملاً ودعوة حتى يلقى الله.
قال ابن كثير في تفسيره:
قوله تعالى : { غير المغضوب عليهم ولا الضالين } المعنى, اهدنا الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعمت عليهم ممن تقدم وصفهم ونعتهم ، وهم أهل الهداية والاستقامة والطاعة لله ورسله ، وامتثال أوامره وترك نواهيه وزواجره ، غير صراط المغضوب عليهم ، [ وهم ] الذين فسدت إرادتهم ، فعلموا الحق وعدلوا عنه ، ولا صراط الضالين وهم الذين فقدوا العلم فهم هائمون في الضلالة لا يهتدون إلى الحق ، وأكد الكلام ب " لا " ليدل على أن ثم مسلكين فاسدين ، وهما طريقتا اليهود والنصارى .
قال السعدي رحمه الله:
وهذا الصراط المستقيم هو: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ } من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. {غَيْرِ} } صراط {الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ } الذين عرفوا الحق وتركوه كاليهود ونحوهم. وغير صراط{الضَّالِّينَ} الذين تركوا الحق على جهل وضلال, كالنصارى ونحوهم.
وتضمنت الرد على جميع أهل البدع [والضلال] في قوله: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ } لأنه معرفة الحق والعمل به. وكل مبتدع [وضال] فهو مخالف لذلك.
ابو الهيثم