روح الصيام ومعانيه - استقبالك رمضان

منذ 2021-03-26

فاللهم وفقنا للإقبال على الشهر..وكأنه آخر شهر ..وتقبله منا وتقبلنا فيه وارزقنا فيه تمام المثوبة والأجر.. وأعده علينا وعلى المسلمين وهم آمنين سنوات عديدة ، وأزمنة مديدة..

استقبالك رمضان

#.. إذا زرت مكانا، أو استقبلت إنسانا، او عملت عملا؛ وأنت محب لذلك، واستشعرت أن ذلك لن يتكرر؛ فلابد أن ذلك سيضاعف في نفسك الشعور بضرورة اغتنام الفرصة التي قد لا تعود، ولذلك لما استمع الصحابة من النبي صلى الله عليه وسلم إلى موعظة ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب؛ قالوا: (كأنها موعظة مودع فأوصنا..) رواه أبوداود(٤٦٠٤) والترمذي(٢٨٧١)

فاغتنموا مشاعر الوداع لاستجماع وصية قد لا تعود مناسبتها..

# .. ولماحج الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأحس أنه لن يلقى أمته في الدنيا مرة أخرى في مثل هذا الجمع؛ جمع لهم من النصيحة في كلمات ؛ ما تفرق في دعوته خلال عقود وسنوات قائلا : «لا أَدْرِي لَعَلِّي لا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتي هذِه» . مسلم(١٢٩٧)..ولهذا سميت حجته تلك " حجة الوداع"..وسميت خطبته الجامعة فيها (خطبة الوداع)..

# .. وفي وصية جامعة مودعة قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه: ( «يا معاذُ إنَّك عسى ألَّا تَلقاني بعدَ عامي هذا؛ لعلَّك أنْ تمُرَّ بمسجدي وقبري » ) فبكى معاذٌ خَشَعًا لفِراقِ رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- ثمَّ التفَت النبي نحوَ المدينةِ فقال : ( «إنَّ أهلَ بيتي هؤلاءِ يرَوْنَ أنَّهم أَوْلى النَّاسِ بي؛ وإنَّ أَوْلى النَّاسِ بي المتَّقونَ مَن كانوا وحيث كانوا » ) أخرجه ابن حبان، وصححه الأرناؤط برقم(٦٤٧) والألباني في الصحيحة (٢٤٩٧) .

#.. من هنا ندرك معنى ومغزى وصيته - صلى الله عليه وسلم- لأحد أصحابه؛ حين قال له ولكل المسلمين معه : ( «إذا قُمْتَ في صَلاتِكَ فَصَلِّ صَلاةَ مُوَدِّعٍ» ) ،أخرجه ابن ماجه(٤١٧٢) وأحمد (٢٣٥٤٥) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة(٤٠١)

فتصور إنسانا أقبل على صلاة وهو يعلم أنه يودع بها الدنيا..كيف ستكون في تمامها وفي شدة إخلاصها وصدق دعائها.. ؟

#.. بمشاعر الوداع هذه نحتاج إلى استقبال رمضان بإقبال المودعين ..واستقبالنا له مودعين مستودعين ؛ لا ينافي إقبالنا عليه ونحن فرحين مستبشرين، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بقدومه ليحسنوا استقباله ويغتنموا إقباله ، فيقول ( «أتاكم شهرُ رمضانَ ، شهرٌ مبارَكٌ ، فرض اللهُ عليكم صيامَه ، تفتحُ فيه أبوابُ الجنَّةِ ، و تُغلَق فيه أبوابُ الجحيم ، وتُغَلُّ فيه مَرَدَةُ الشياطينِ ، وفيه ليلةٌ هي خيرٌ من ألف شهرٍ ، من حُرِمَ خيرَها فقد حُرِمَ» )

[أخرجه النسائي ( ٤/١٢٩) وصححه الألباني في صحيح الجامع(٥٥)]

فاللهم وفقنا للإقبال على الشهر..وكأنه آخر شهر ..وتقبله منا وتقبلنا فيه وارزقنا فيه تمام المثوبة والأجر.. وأعده علينا وعلى المسلمين وهم آمنين سنوات عديدة ، وأزمنة مديدة..

  • 13
  • 4
  • 2,450
المقال السابق
المقدمة
المقال التالي
قيامك في رمضان

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً