التشاحن وليلة النصف من شعبان
وفي النصف من شعبان يُغفر للقلوب المنزهة عن الحقد والحسد والضغينة والتشاحن والتلاسن والخيانة والآثام، هي قلوب تتطلع وتتقلب في السماء.
- التصنيفات: ملفات شهر شعبان -
بقلم/ ماهر جعوان
ليلة النصف من شعبان نفحة من نفحات الله لأهل الأرض، وهدية من السماء لأصحاب القلوب الرقيقة الصافية المتسامحة حيث ينظر الله لعباده فيغفر لهم جميعا إلا مشرك أو مشاحن، فالسباق إلى الله بالتوحيد والإخلاص والقلوب النقية.
قال ﷺ: «إن الله تعالى ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن» . [حسنه الألباني ] ..
فكما كان تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام استجابة لطلب قلبي للنبي ﷺ فالقلوب النقية مجبورة ومستجابة، وفي النصف من شعبان يُغفر للقلوب المنزهة عن الحقد والحسد والضغينة والتشاحن والتلاسن والخيانة والآثام، هي قلوب تتطلع وتتقلب في السماء.
هي دعوة للحب والإخاء والمودة والتسامح والتغافر والتغافل والنقاء والصفاء والطهارة وسلامة الصدر كي تقر القلوب وتستريح من ألم الفراق وعذاب الهجران ما لم يكن الظلم كبيرا لا يمكن تجاوزه، فإن كان خصام بحق واضح قد تبين فيها الظالم من المظلوم فلا حرج عليه إذا خاصمه، كالمماطلة في أداء الحقوق والديون أو ضرب وسب إلى غير ذلك، فعليه أن يعدل وعليه أن يتقي الله ويخاصم بحق، ويطلب الحقوق من دون ظلم له، ولا حرج عليه في ذلك والله أعلم، ويكون هناك سعي لإصلاح ذات البين من أهل الخير والرشاد وإرجاع الحقوق والأولى المسامحة والتنازل عن طيب خاطر لنيل المثوبة من الله
يقول الصادق الغرياني (إذا تبين الظالم من المظلوم لم يجز الصلح حتى يمكن المظلوم من استيفاء حقه).
يقول الشيخ عبدالله الجبرين رحمه الله: (إذا عفا المظلوم عن الظالم ففي ذلك صفاء القلوب في الدنيا وإجزال الأجر والثواب عند الله، أما إذا كان العفو يزيده تماديًا في الظلم فإن العفو يكون مذموما)..
وفي هذه الحالة الإثم على المعتدي قال ﷺ: «لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار» [رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني] .
وقال أيضا ﷺ: «من هجر أخاه سَنَةً فهو كَسَفْكِ دَمِهِ» [رواه أبو داود وصححه الألباني] .
فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين
ويقول الفضيل بن عياض رحمه الله: من أوتي صدراً سليماً لإخوانه فقد تعجّل شيئًا من نعيم الجنة {ونزعنا ما في صدورهم من غِلٍّ إخوانا على سرر متقابلين}
فلأي سبب من الأسباب لا يجب أن نتعادى أو نتهاجر أو يقاطع بعضنا بعضا بل يجب أن نتسامى على الجراح ونسارع إلى إبراء الذمم ورد الحقوق والاعتذار عن الأخطاء فالدنيا فانية والموت من حولنا يحوم وبسمة على الوجه خير من قبلة على جبين ميت فالطاعات معلقة بأداء المظالم.