الدين الأمريكي الإبراهيمي الجديد
هاني مراد
فعلى المسلمين الحذر من المسميات البرّاقة، مثل: الدين العالمي، أو الدين الإبراهيمي، أو وحدة الأديان، أو الإسلام التنويري، أو تجديد الخطاب الديني، لأن الهدف منها هو هدم الإسلام، وتطبيع الشعوب مع ذلك الكيان الغاصب اللقيط!
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
لم يكن من قبيل المصادفة أن يسمّي الرئيس الأمريكي السابق "ترامب" التطبيع بين الإمارات والكيان الصهيوني، باسم "الاتفاق الإبراهيمي"!
فلم يعد خافيا أن أمريكا تسعى إلى نشر "الدين الإبراهيمي" بين المسلمين، بهدف تأسيس دولة إبراهيمية فيدرالية جديدة، وقبول الشعوب العربية للتطبيع مع الكيان الصهيوني، بدعوى اتحاد اليهودية والمسيحية والإسلام في الإيمان بأبي الأنبياء!
ويرتكز أدعياء هذا الدين الأمريكي الجديد على دعوى وجود ثلاثة أديان متساوية، وهي اليهودية والمسيحية والإسلام، وأن كل من يؤمن بأي من هذه الأديان الثلاثة، فهو مؤمن يستحق دخول الجنة؛ متناسين أن "الدين عند الله الإسلام"، وأن "من يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين"، ومتناسين أن اليهودية والنصرانية ليست إلا شرائع، وأن اليهودية والنصرانية الصحيحة هي الإسلام ذاته، وهي دين الرسل والأنبياء جميعا، قبل نبوة النبي الخاتم. كما يتناسى هؤلاء الأدعياء قوله تعالى: "وقالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا. قل بل ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين."
ويدعو إلى هذا الدين الجديد مؤسسات ومراكز أبحاث أمريكية؛ مثل: "معهد بيس آيلاندز - https://www.peaceislands.org/"، و"المجلس الدولي للمسيحيين واليهود - http://www.iccj.org/"، حيث تعقد هذه المؤسسات مؤتمرات للدعوة إلى هذا الدين الأمريكي الرابع!
وتعتبر "جمعية اللقاء بين الديانات - https://interfaith-encounter.org/en/" أو "آي إي أي" الصــهيونية، هي الداعم الأكبر لهذه الديانة الجديدة، حيث تدعو إلى نبذ الخلاف، وتأسيس الدولة الإبراهيمية الجديدة التي تضم شعوب المنطقة جميعا.
فعلى المسلمين الحذر من المسميات البرّاقة، مثل: الدين العالمي، أو الدين الإبراهيمي، أو وحدة الأديان، أو الإسلام التنويري، أو تجديد الخطاب الديني، لأن الهدف منها هو هدم الإسلام، وتطبيع الشعوب مع ذلك الكيان الغاصب اللقيط!