خواطر وهمسات من تجارب الحياة " 30 "
أيمن الشعبان
إن الإسلام لا يحتضر، وإذا كان من مقتضى سيرتنا في ديننا أن يحتضر بين أيدينا، فإن الله سينصره برجال غيرنا بعد أن يذهب بنا
- التصنيفات: الزهد والرقائق -
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فهذه همسات وتغريدات قصيرة.. خواطر ووقفات سريعة.. برقيات عاجلة؛ جمعتها من صفحاتي في مواقع التواصل، مستقاة من تجارب الحياة، المليئة بالدروس والفوائد والعبر، في مجالات متعددة، وأحوال متنوعة، وبيئات مختلفة، وكما يقال: الذهب يُمتَحَن بالنار والرجال بالتجارب.
- كلمات ترفع المعنويات وتحيي القلوب وتعلي الهمم.
يقول العلامة محب الدين الخطيب - رحمه الله – عام 1927م:
إن الإسلام لا يحتضر، وإذا كان من مقتضى سيرتنا في ديننا أن يحتضر بين أيدينا، فإن الله سينصره برجال غيرنا بعد أن يذهب بنا؛ لأن في الإسلام من القوة الذاتية والمناعة الخالدة ما لو تخلى عنه الناس جميعاً لكفي لإعادة مجده ونشر لوائه عشرةُ رجال فقط؛ بشرط أن يكون في قلوبهم من الإيمان وفي نفوسهم من قوّة العزيمة ما كان في قلوب ونفوس العشرة الذين مدّوا أيديهم إلى يد النبي - عليه الصلاة والسلام - فبايعوه على نصرة الإسلام وهم واقفون معه في ظل شجرة الرضوان.
مهما تقلبت بنا الأحوال، ومهما تمادينا في التخلّي عن هذا الدين، ومهما أدّى هذا التخلي إلى استفحال التيار الذي نراه؛ فإن الإسلام لا يعدم – في يوم من الأيام – عشرة رجال يؤهّلون أنفسهم لحمل رايته وإعلائها في أكناف الأرض.
مجلة الفتح العدد 47، ص15، 24 ذو القعدة 1345هـ - 26 مايو 1927م.
- إكذب كثيراً، وثابر على الكذب، فسيعلق بعضه بالأذهان الساذجة.
مثل فرنسي. - إذا لم تبحث الأمة عن عزّها بالإسلام فلا عزَّ لها.
قال عمر رضي الله عنه: كنا أذلّ الناس وأحقر الناس وأقلّ الناس، فأعزّنا الله بالإسلام، ومهما ابتغينا العزّ بغيره أذلنا الله. - { {وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱللَّهَ غَـٰفِلًا عَمَّا یَعۡمَلُ ٱلظَّـٰلِمُونَۚ إِنَّمَا یُؤَخِّرُهُمۡ لِیَوۡمࣲ تَشۡخَصُ فِیهِ ٱلۡأَبۡصَـٰرُ} }[إبراهيم:42].
وظلمُ ذوي القربى أشدُّ مضاضةً * على المرءِ من وَقْعِ الحُسامِ المُهنّد - العبرة بالبركة والمؤازرة لا بالكثرة والعدد.
إخوة يوسف أحد عشر، مع ذلك تآمروا عليه.
بينما هارون هو أخو موسى الوحيد، لكن ناصره وآزره. - من أعظم مصائبنا؛ الذاكرة القصيرة والنسيان السريع لفظائع المستعمرين في بلاد المسلمين!
- إِنَّ الصَّلَاةَ على النَّبِي وَسِيلَةٌ ... فِيهَا النجَاة لكل عبد مُسلمِ
صلّوا على الْقَمَر الْمُنِير فَإِنَّهُ ... نورٌ تَبَدّى فِي الْغَمَام المظلمة
صلى الله عليه وسلم. - نعلل بالدواء إذا مرضنا * فهل يشفي من الموت الدواءُ
ونختارُ الطبيبَ فهل طبيبٌ * يُؤخِّرُ ما يقدّمه القضاءُ - لمن ألهته الدنيا عن الآخرة، ما هو زادك؟!
فالكل سيموت ويبقى الحي الذي لا يموت.
{كل من عليها فان. ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام}
بنفس اللحظة التي وُهِبَتْ لك فيها الحياة، انطلق سهم الموت إليك، وعمرك بقدر سفر السهم إليك. - العبرة بربط الناس بالوحي لا بالأشخاص.
قال تعالى: {ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون}
ولما جاء أبو بكر وعمر لأم أيمن -رضي الله عنهم- بكت، فقالا: ما يبكيك؟ فما عند الله خير لرسوله، قالت: أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء، فجعلا يبكيان. - الكريم مَن يُجزل العطاء ويعتذر عن التقصير.
أما اللئيم إذا أعطى درهماً بقي يذكره ويتذاكره ويُذكِّر به.
والألئم منه الذي يتفاخر ويتمنن بلا بذل أو عطاء. - قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: أدْرَكْتُ النَّاسَ وَرَقًا لَا شَوْكَ فِيهِ، فَأَصْبَحُوا شَوْكًا لَا وَرَقَ فِيهِ، إِنْ نَقَدْتَهُمْ نَقَدُوكَ، وَإِنْ تَرَكْتَهُمْ لَا يَتْرُكُوكَ. قَالُوا: فَكَيْفَ نَصْنَعُ؟ قَالَ: تُقْرِضْهُمْ مِنْ عِرْضِكَ لِيَوْمِ فَقْرِكَ.
مداراة الناس، ص31. - قال عيسى بن مسكين: بحُسْن التأنِّي تَسهُلُ المَطالب.
- عندما تنتصر لدين الله أو لرسوله -عليه الصلاة والسلام- ولسنته، بكلمة أو موقف مهما كان بحسب استطاعتك، فلا تحتقره طالما هو نابع عن محبة وإيمان، فالله سبحانه وتعالى شكور يعطي الثواب الجزيل على العمل القليل اليسير، فإذا وافق صدقاً وإخلاصاً عَظُمَ عند الله الكريم.
- أصعب مهمةٍ وتحدٍ في زمن سرعة وكثرة المتغيرات والتقلبات والانتكاسات؛ الثبات على الحق ولزوم الصراط والتمسك بالثوابت والعض عليها بالنواجذ.
{ربنا لا تزع قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب} - سكوت وتجاهل القنوات والمؤسسات الإعلامية العربية عما تقوم به فرنسا من حرب معلنة ضد كل ما له صلة بالإسلام، وظلم واضطهاد المسلمين داخل فرنسا؛ انتكاس وانحطاط ما بعده انحطاط.
- بِرّوا أبناءكم بحسن تربيتهم وصلاحهم، تنالوا بِرَّهم وطاعتهم وحُسْن عشرتهم.
- قال سَعِيدٌ الْبَرَائِيَّ: مَنْ كَرُمَتْ نَفْسُهُ عَلَيْهِ رَغِبَ بِهَا عَنِ الدُّنْيَا.
قَالَ مُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ: إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الْجَنَّةَ بِمَثَابَةٍ لِأَنْفُسِكُمْ فَلَا تَبِيعُوهَا بِغَيْرِهَا.
محاسبة النفس لابن أبي الدنيا، ص104. - قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: الْكَلَامُ اللَّيِّنُ يَغْسِلُ الضَّغَائِنَ الْمُسْتَكِنَّةَ فِي الْجَوانِحِ.
- يقول كوانتوس اينيوس: المنتصر لا ينتصر، ما لم يعترف المهزوم بهزيمته.
- قال عون بن عبد الله: مَا أَحْسَبُ أَحَدًا تَفَرَّغَ لِعُيوبِ النَّاسِ إِلَّا مِنْ غَفْلَةٍ غَفَلَهَا عَنْ نَفْسِهِ.
- أيكون عاقلاً مَن احتفل مع شاتم أبيه وهنّأه في كل عام بهذه المناسبة؟!
فكيف بمن سبّ الله الواحد الأحد ونسب إليه الولد؟!
{أليس منكم رجل رشيد} - اللهمّ أحسن خاتمتنا، وأكرم نُزُلًنا، واقبضنا إليك غير مفتونين.
21/4/1442هـ