خدعوك أيتها المرأة
كم خدعوك أيتها المرأة بأكاذيبهم! تارة بأكذوبة "تمكين المرأة"، وتارة بأكذوبة "اليوم العالمي للمرأة"، وتارة بأكذوبة "المساواة بين الرجل والمرأة"، وغيرها من الخُدع والأكاذيب والمصطلحات "الوافدة" التي انطلت على كثير من النساء والفتيات المسلمات.
- التصنيفات: قضايا المرأة المسلمة - قضايا إسلامية معاصرة -
كم خدعوك أيتها المرأة بأكاذيبهم! تارة بأكذوبة "تمكين المرأة"، وتارة بأكذوبة "اليوم العالمي للمرأة"، وتارة بأكذوبة "المساواة بين الرجل والمرأة"، وغيرها من الخُدع والأكاذيب والمصطلحات "الوافدة" التي انطلت على كثير من النساء والفتيات المسلمات.
كنت أتحدث ذات مرة مع إحداهنَّ، فعلمتُ منها أن ابنتها قد حصلت على درجة "البكالوريوس"، فقلت لها: ادعي لابنتك أن يرزقها الله زوجًا صالحًا، فدُهشتُ إذ قالت لي: عليها أن تكمل دراستها؛ فالزواج ليس كل شيء!
سبحان الله! أهذا هو "تمكين المرأة" الذي يتحدثون عنه؟ أن تستقل الفتاة أو المرأة عن الرجل وتشق طريقها وحدها في هذه الحياة؛ بلا زوج وبلا أسرة؟ هل مُسخت فطرة النساء ـ في هذا الزمان ـ حتى أصبح الزواج أمرًا ثانويًّا لا يُؤبه له؟ سبحان الله!
أتُراها في كبَرها تأنس بشهاداتها الجامعية ومكانتها "المرموقة" في المجتمع، وتنتظر تكريمهم لها في "اليوم العالمي للمرأة"؟ هل هذا ـ حقًّا ـ ما تبحث عنه المرأة، وهذا مبتغاها في هذه الحياة؛ المرأة "الفرد" المستقلة بذاتها؟ سبحان الله!
صدق الرافعي عندما قال: "المرأةُ التي لا زوج لها منفيةٌ، وإن كانت في دارها؛ لأن وطَن قلبها رجل"؛ فالنساء قد خُلقن للرجال، والرجال قد خُلقوا للنساء، والنكاح سنة الأنبياء عليهم السلام، وهذه هي فطرة الله.
ومهما حصلت عليه المرأة من شهادات فلن تستغني عن الرجل، ولن يستغني الرجل عنها؛ فكل منهما بحاجة إلى الآخر، وحري بهذه الأم ، وسائر الأمهات، أن يحرصن على تزويج بناتهن، والدعاء لهن بالزواج من الأكفاء البررة والنسل الطيب.
وأَسأَلُ أَن تَسلمي لي السِنينَ *** وأَن تُرزَقي العقل والعافيـة
وَأَن تُقـسـمـي لِأَبَــرِّ الـرجـالِ *** وأَن تلـدي الأَنفُـس الـعـالِيَة
وأذكر هنا قصة رواها أحد الأفاضل ـ رحمه الله ـ عن امرأة جاءت إلى مركز الاستشارات الذي يعمل فيه، كاسفة البال، فسألها عن سبب حزنها.
فقالت: إنها تزوجت وهي طالبة في المرحلة الثانوية، وأنجبت أربعة أولاد وقد كبروا الآن، ولكنها نظرت إلى وفلانة وفلانة وفلانة (نساء تعرفهن) قد حصلن على شهادة "الدكتوراة"، وأما هي فليس معها حتى شهادة "الثانوية".
في نظرها هي لم تستفد ولم تحقق شيئًا في حياتها، فسألها عن زوجها وأولادها.
فقالت: إن زوجها حافظ للقرآن، وناجح في حياته وعمله، وأولادها الأربعة على درجة عالية من التربية والخُلق، وجميعهم متفوقون في دراستهم، وماضون في حفظ القرآن، وهي أيضًا بدأت بحفظ القرآن في مراكز تحفيظ القرآن.
فتعجب لمَ هي حزينة؟! وكأن نعمة الأسرة السعيدة المجتمعة على طاعة الله، والحياة الزوجية الهانئة، وتنشئة أولاد صالحين بررة لا يعدل شيئًا بجانب شهادة "الدكتوراة"! وقال لها: أنت حصلت على أربع شهادات "دكتوراة" لا واحدة، فسُرِّيَ عنها.
عجبي للعالَم الجميل كنا نحياهُ *** ضاع الجمال منه وكدنا ننساهُ
كانت في حياتنا قِيَمًا نسمو بها *** كيـف أضـاع هذا العصرُ أحلاهُ
_________________________________________________
الكاتب: لبنى شرف