النظام العالمي الجديد
النظام العالمي الجديد (العولمة: أنواعها، وكيف نشأت، ولماذا وجودها الآن؟)
- التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية -
مقدمة
يعرف المتضلعون بالسياسة العالمية والمتخصصون من أن كل المؤامرات السابقة التي هي ضد الإسلام كانت تتسم بالسرية التامة، وأنها حيكت على المسلمين وراء الكواليس وفي جنح الليل البهيم، وأما اليوم وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي وتفرد الولايات المتحدة الأمريكية بالسيطرة على العالم، ظهر علينا هذه المخطط السيئ، وهذا النظام العدائي البغيض، هو (النظام العالمي الجديد) والمسمى (العولمة)، الذي لا يزال سائر المفعول على العالم بأسره، وبخاصة العالم الإسلامي، فقد قامت الولايات المتحدة الأمريكية باحتلال العراق وأفغانستان عسكرياً، وجعلت لها قواعد عسكرية جوية وبرية في أنحاء مختلفة من عالمنا الإسلامي، وأما سياسياً فإنها تسيطر سيطرة كبرى على أغلب الدول الإسلامية وتخضع لهيمنتها بحجة القضاء على الإرهاب العالمي المزعوم الذي هو أيضاً من صناعة اليهود ومن حالفها من الصليبيين والمنافقين.
أقول: لما رأت الدول الكافرة صحوة المسلمين وعودتهم إلى شرع الله عز وجل في جميع البلاد الإسلامية غاضها ذلك وامتعضت أشد الامتعاض، بل اشتد خوفها وفزعها، فابتدعت النظام العالمي الجديد ذا القطب الأوحد للقضاء على هذه الصحوة العارمة التي أصبحت تقض مضاجعهم، ولينتهي صراع القطبين العالميين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية، لتتفرد الأخيرة بمقدرات العالم، خصوصاً العالم الإسلامي.
يقول الشيخ إبراهيم النعمة: (فإن (النظام العالمي الجديد) اليوم يفصح عما بيته ويبيته للعالم الإسلامي جهاراً نهاراً، فهذه هيئة الإذاعة البريطانية تذيع في برنامج (عالم الظهيرة) فتقول: (إن الجهد الرئيس للمخابرات الأمريكية الذي كان منصباً لمراقبة إمبراطورية الشر - يعني الإتحاد السوفيتي - سيتجه أساساً لمراقبة الجماعات الأصولية في العالم الإسلامي ووضع العقبات والعراقيل أمامها)[1].
فأمريكا لها أهداف ثلاثة رئيسة للسيطرة على العالم الإسلامي تتلخص بما يأتي[2]:
1. السيطرة على الثروات الإسلامية.
2. الاعتراف بالكيان الصهيوني والمحافظة على سلامة أمنه.
3. السيطرة على صنع القرار، أي ضمان استمرار النفوذ الأمريكي في دول العالم الإسلامي، بحيث لا تستطيع تلك الدول من اتخاذ قرار ما إلاَّ بمباركة أمريكية وبموافقتهم.
لقد صرح مسؤولون غربيون بأن عدوهم الأول الآن بعد أفول نجم الشيوعية في العالم هو الدين الإسلامي، فهم يحاولون مقاومة انتشار هذا الدين ويشددون الوطأة والمضايقات على أبنائه، والذي يرفع لواء هذا العداء السافر والحقد الدفين هي الولايات المتحدة الأمريكية لتستمر في فرض سيطرتها على دول حلف شمال الأطلسي من جانب ولتمتد وصايتها على دول العالم الإسلامي جميعاً الأهداف والأطماع الكثيرة [3].
تعريف العولمة (GLOBLIZATION):
(هي نظام عالمي يقوم على العقل الالكتروني والثورة المعلوماتية القائمة على المعلومات والإبداع التقني غير المحدود، دون اعتبار للأنظمة والحضارات والثقافات والقيم والحدود الجغرافية والسياسية القائمة في العالم) [4].
وعرفها ويبسترز (Websters): (هي اكتساب الشيء طابع العالمية، وبخاصة جعل نطاق الشيء عالمياً) [5].
ويعرفها صندوق النقد الدولي: (إنها التعاون الاقتصادي المتنامي لمجموع دول العالم، والذي يحتمه ازدياد حجم التعامل بالسلع والخدمات، وتنوعها عبر الحدود، إضافة لتدفق رؤوس الأموال الدولية، والانتشار المتسارع للتكنولوجيا في أرجاء العالم كله) [6].
وعرفها الدكتور مصطفى محمود: (بأنها مصطلح بدأ لينتهي بتفريغ الوطن من وطنيته وقوميته وانتمائه الديني والاجتماعي والسياسي، بحيث لا يبقى منه إلاَّ خادم للقوى الكبرى) [7].
وهذا التعريف الذي أورده الدكتور مصطفى محمود ينطبق تماماً على ما ندور عليه في بحثنا هذا.
وذهب الدكتور سيَّار الجميل في أن العولمة تعني: (إنها عملية اختراق كبرى للإنسان وتفكيره وللذهنيات وتراكيبها، وللمجتمعات وأنساقها، وللدول وكياناتها، وللجغرافية ومجالاتها، وللاقتصاديات وحركتها، وللثقافات وهوياتها وللإعلاميات ومدياتها) [8].
وأشار أحد الباحثين إلى أن العولمة تعني التنميط الاجتماعي والاقتصادي والثقافي من أجل إخضاع العالم وجعله يستجيب لما تريده الشركات العالمية متعددة الجنسيات[9].
وعالمنا اليوم يتعامل مع مفردات جذابة أخذت تنشر في الدراسات والكتب والمقالات والتصريحات والبيانات مثل: (القرية الكونية) و(المواطن العالمي) و(العولمة)، ويختار لها أمهر الفنانين والرسامين لتصميم معلقات وبوسترات توضح ذلك، وكل هذه التسميات يبتغي في مفهومها غير ما أريد لها، إنها عولمة النهب أو عولمة الفهم الغربي الأمريكي للأشياء بهدف خلق وفرض أنموذج واحد وطابع واحد على كل مفردات الحياة وعناصرها في الاقتصاد والسياسة والعلم وحتى الأخلاق والفن.
نشأت العولمة:
ذهب البعض إلى أن العولمة ليست ظاهرة جديدة، بل بداياتها الأولى ترجع إلى القرن التاسع عشر، مع بدء الاستعمار الغربي لآسيا وأفريقيا والأمريكيتين، ثم اقترنت بتطور النظام التجاري الحديث في أوربا، الأمر الذي أدى إلى ولادة نظام عالمي متشابك ومعقد عُرف بالعالمية، ثم العولمة.
وذهب آخرون إلى أن مصطلح النظام العالمي كان مستخدماً منذ مؤتمر فيينا عام 1815م، الذي أنشأه مترنيخ رئيس وزراء النمسا، وجدده (بسمارك) الألماني في سبعينات القرن التاسع عشر، ثم تجدد على يد (كلمنصو) الفرنسي في مؤتمر فرساي عام 1919م، ثم تجدد في يالطة على يد الخلفاء في الحرب العالمية الثانية.
الثورة الصناعية وأثرها في ظهور العولمة:
إن ظهور الثورة الصناعية بشكلها التقليدي في منتصف القرن الثامن عشر في انكلترا، ثم أوربا وحيث سمح بترويض البخار والحديد، ثم الكهرباء، لزيادة الإنتاج وقهر المحيطات، ومن ثم خرجت أوربا من قوقعتها الاقتصادية الزراعية المنغلقة إلى ربوع الأسواق العالمية والاستعمار، فاشتد عود الدولة المعاصر وهي بعد حديثة لم تظهر معالمها إلاَّ منذ القرن السادس عشر، ولم تتأكد أركانها الأساسية في أوربا إلاَّ بعد حرب نابليون، بل وحتى هزيمة ابن أخيه نابليون الثالث وظهور الدولة الألمانية على يد (بسمارك) كقوة اقتصادية وسياسية في أوربا، ثم بدأت الثورة الصناعية تدخل مرحلة جديدة من نوع التطورات التقنية، بدءً من الستينات، ثم جاء بعد ذلك عصر الاليكترونيات والاتصالات والانتقال من اقتصاد الأشياء إلى اقتصاد المعلومات وهكذا كانت جذور العولمة [10].
الولايات المتحدة الأمريكية والعولمة:
إن الأمريكيين يعدون أنفسهم بأنهم أول من تبنى شعار العولمة، ومنذ تأسيس دولتهم، فهم يؤمنون بنظرية (العقد المتجلي)، فرؤساء الإدارات الأمريكية كافة صرحوا بأن بلادهم وجدت من أجل قيادة العالم عبر نظام عالمي يتلائم مع ثقافتها وبالتالي الرؤية المنهجية للحياة، فأول رئيس أمريكي (جورج واشنطن) قال في خطابه الرئاسي عام 1789م: (إنه مُوكَل بمهمة عَهَدَهَا الله إلى الشعب الأمريكي)، ويسمي رئيس أمريكي آخر هو (توماس جفرسون) في خطابه الرئيس هذه المهمة بمهمة (شعب الله المختار)، وفي عام 1945 قال الرئيس الأمريكي ترومان: (إن النصر الذي حقتته الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب العالمية الثانية وضع على عاتق الشعب الأمريكي عبء مسؤولية قيادة العالم)، وقال الرئيس الأمريكي آيزنهاور في خطابه عام 1953: (لمواجهة تحديات عصرنا حمَّل القدرُ بلدنا مسؤولية قيادة العالم الحر).
وعندما انتهت الحرب العالمية الثانية، قال الرئيس الأمريكي روزفلت: (الآن يجب أمركة العالم)[11].
وفي عام 1961 رأى الرئيس كيندي أن الهدف من وجود الولايات المتحدة الأمريكية هو قيادة العالم كله.
وفي العام 1963 قال نيكسون: (إن قيمنا للتصدير وليست بنا حاجة للاعتذار من أحد).
وأكد جونسون في عام 1965 على أن التاريخ وانجازاتنا تحملنا مسؤولية الدفاع عن الحرية في العالم.
وقال جيمي كارتر عام 1976: (إن مسؤوليتنا تكمن في تأمين نظام دولي مستقر).
قال رونالد ريكان: (على أن الولايات المتحدة الأمريكية هي الحارس للحرية في العالم).
وفي يومنا المعاصر نرى أن جورج بوش الأب قد صرح بمقولة له قال فيها: (إن القرن القادم ينبغي أن يكون أمريكياً)، والغاية واضحة هي أن تبقى أمريكا الدولة بمثابة قطب واحد أو قطب القوة الأول المطلق في العالم، وتعميم نمط الحياة الأمريكية كطريقة حياة معروضة على الجميع كخيار واحد مفروض[12].
وأما بوش الابن فقد جاء بالحرب والدمار ليحتل العراق وأفغانستان بحجة القضاء على الإرهاب العالمي وتحقيق الحرية والحراسة للعالم، وهذا الشعار قديم جداً حيث نادى به فرعون في قومه: {وَقَالَ فِرْعَونْ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُوا رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأرْضِ الْفَسَادَ} [13].
ويرى كثير من الباحثين أن العولمة الاقتصادية بقيادة أمريكا بدأت منذ عام 1944م والتي انبثق منها الصندوق الدولي، ليقوم حارساً على النظام النقدي الدولي والبنك الدولي ليعمل على تخطيط التدفقات المالية طويلة الأمد وإنشاء منظمة التجارة العالمية التي أدت إلى اتفاقية (الجات) والتي حولت السياسة التجارية للدول المستقلة إلى شأن دولي، وليس عملاً من أعمال السيادة الوطنية [14].
فأمريكا تبث دعايتها إلى العولمة على أساس فكري مفاده: أن الرأسمالية الليبرالية بشقيها السياسي والاقتصادي قد أثبتت أنها أقرب إلى التعبير عن حقيقة الإنسان وأقدرها على تأمين سعادته ورضائه وتتخذ من انهيار الاتحاد السوفيتي برهاناً زائفاً ومضللاً على صدق ما تدعيه.
إن العولمة كما يروج لها دعاتها لا تعدو أن تكون تعبيراً معاصراً عن نزعة تسلطية استعمارية قديمة ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب الأليم صاحبت كل قوة غاشمة على مدار التاريخ، كما حدث في مصطلح (الاستعمار)، ولعل من أبرز مظاهر هذه العولمة انهيار السدود بين الحضارات والثقافات وفرض الهيمنة الغربية في مختلف المجالات سياسة واقتصادية وإعلامية وفكرية.
يقول الدكتور صلاح الصاوي: (إن عُمَد الحضارة الغربية تمثلت في الطباعة والتنصير والبارود، فهي ظلُّ ذو ثلاث شعب) [15].
التفرقة بين عالمية الإسلام وعولمة الغرب:
إن عالمية الإسلام تختلف اختلافاً جذرياً عن العولمة التي جاء بها الغرب، فعالمية الإسلام قائمة على المحبة والرحمة، قال تعالى: {وَما أَرْسَلنَاكَ إلاَّ رَحْمَةً لِلعَالَمِينَ}، وقد عرفنا وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم عندما كان يرسل جنوده إلى الأمصار فيدعوهم إلى الرحمة بالكبير والصغير وينهاهم عن قطع شجرة أو هدم بيت إلى غير ذلك، بينما نجد أن العولمة تدعو إلى الهيمنة، واستلاب حريات الآخرين، وتبديد الأموال وانتهاك حرمتها وصب ذلك لصالح الرأسمالية العاتية بل لحساب حفنة من النخب الرأسمالية.
فالعولمة وسيلة الغازي، والعالمية من خصائص الإسلام ولا بأس أن يأخذ المسلمون من الوسائل ما يكون مفيداً لهم ما لم يكن إثماً أو قطيعة رحم.
فالبلاد الإسلامية والعربية بحاجة إلى خبرات الغرب وآلياته التقنية، فطبيعة العلاقات الدولية بين الشعوب والبلدان تقوم على أساس التبادل التجاري والمعرفي والعلمي لا على أساس الاستعمار والحرب والدمار وسلب الحريات واضطهادها.
أشكال العولمة:
أولاً – العولمة السياسية:
تتمثل بالسيطرة على دول العالمي لاسيما الإسلامية، وذلك من خلال السيطرة على قراراتها، وعدم تمكينها بالقيام بأي عمل سياسي إلاَّ بعد موافقتها وأن تكون طرفاً رئيسياً فيه، وهذا ما تفعله أمريكا اليوم، فهي تتدخل في أمور الدول الداخلية والخارجية ظاهراً وباطناً، ولمصلحة الكيان الصهيوني.
ثانياً – العولمة العسكرية:
فالهيمنة العسكرية لأمريكا لا تكون إلاَّ من خلال الاحتلال العسكري وفرض الوصاية على كل دولة تكون معادية للكيان الصهيوني، أو السيطرة عليها من خلال التبعية العسكرية بإرسال الخبراء العسكريين، أو ببيع أسلحتها لأي دولة تكون تحت أمرتها السياسية والعسكرية، وتحت غطاء مكافحة الإرهاب العالمي، وهي بهذا التصرف تستطيع السيطرة على الدول الإسلامية، وتمنعها من أن يكون لها دور فاعل في المجتمع الدولي، وكما نرى اليوم من قيام الولايات المتحدة الأمريكية باحتلال العراق وأفغانستان، ولها قواعد عسكرية في كثير من البلدان الإسلامية لضرب أي قوة إسلامية كدول الخليج والباكستان ومصر.. الخ.
وتبلغ التبعية العسكرية ذروتها في حقل استيراد السلاح، وتحكُّم أصحاب السلاح المعتمدين في إنتاجه على ثروات البلاد الإسلامية النفطية والمعدنية وعلى أسواق التصريف داخل تلك الدول على حساب المنتجات الوطنية... تحكمهم بمستورديه من أتباعهم أنفسهم [16].
ثالثاً – العولمة الاقتصادية:
للعولمة الاقتصادية أشكال مختلفة من خلالها تنفذ الدوائر الاستعمارية إلى قلب البلدان الضعيفة لتحقق ما تصبو وتتوق إليه، فمن هذه الأشكال:
1- اندماج أسواق العالم في حقول التجارة والاستثمارات المباشرة: حيث ترغب كثير من الدول الكبرى بقيام أسواق عالمية لتبادل السلع والمنتجات بين البلدان وبالأخص القوية والضعيفة، لتنشأ بينهما بادئ ذي بدء علاقة مصالح مشتركة ثم تتحول بعد ذلك إلى هيمنة ونفوذ وقد حدث هذا في كثير من البلدان وخاصة دول الخليج العربي والدول الأوربية، والولايات المتحدة الأمريكية[17].
2- انتقال الأموال والقوى العاملة ضمن إطار من رأسمالية حرية الأسواق: يرى كثير من المتخصصين والباحثين أن العولمة تقوم على أساس المعايير الاقتصادية وأنها تعني ازدياد العلاقات المتبادلة المتمثلة بانتقال رؤوس الأموال والقوى العاملة وتبادل السلع والخدمات بين البلدان المختلفة [18].
3- خضوع العالم القوي للسوق العالمية الاحتكارية: مما يؤدي إلى اختراق الحدود، وإلى الانحسار الكبير في سيادة الدولة، ولا يتم ذلك إلاَّ بدخول الشركات الرأسمالية الكبرى الضخمة ذات رؤوس الأموال العالية المستوى، وإذا تحقق لها ذلك استطاعت تلك الدول من التأثير على سيادة البلدان وبالتالي السيطرة على مقدراتها واقتصادها وثرواتها.
4- هيمنة الشركات العالمية متعددة الجنسيات على رأسمال الدول الضعيفة: ويتم لها ذلك من خلال استثمار مواردها المختلفة في تلك البلدان، وقد حدث ذلك في العراق ولعقود من الزمن، مما دعا العراق إلى تأميم جميع شركات النفط العالمية العاملة في العراق.
النتائج والمعطيات:
1- إن العولمة غزو استعماري تسلطي، تبغي من خلاله الدوائر الاستعمارية تحطيم البنى التحتية لبعض الدول التي تراها تهدد وضعها، لكي لا تقوم بعدها أبداً، ولعل ما حدث في العراق وأفغانستان شاهد عصر على هذه العولمة، والعولمة الاقتصادية جزء منها.
2- على الدول الضعيفة ولاسيما دول العالم الثالث أن تحمي نفسها بإصدار القوانين الصارمة الملزمة في الحفاظ على ثرواتها واقتصادها منعاً من وصول يد العولمة إليها، وهذا هو السد المنيع الذي يمكن أن يتخذ لمنع وصولها إليه.
3- العولمة أو النظام العالمي الجديد أو عالم الحرية شعارات ظاهرها حلو وعذب وباطنها الاستعمار والإذلال والتركيع، فقد استبدل أهل الخبث والرذيلة أسلوبهم القديم بأسلوب براق مبهرج، فقد استخدموا لذلك أسلوب التطور التقني في مجال الحاسوب والانترنت والبرامج المعلوماتية في البغي على العالم الضعيف.
4- العولمة تاريخها قديم ولكن صيغها هي التي تتبدل بين فترة وأخرى، وقد وزعوها بين العسكري والفكري والاقتصادي، فالحصار الاقتصادي الذي فرضوه على العراق لدليل واضح على شعار العولمة الاستعماري.
وبناءً على المعطيات التاريخية فإن العولمة مصيرها كمصير من سبقتها من الشعارات، وقد أرى أن بوادر انتهائها قد لاح في الأفق بإذن الله.
[1] العالم الإسلامي والنظام الدولي الجديد - مقدمة الشيخ إبراهيم النعمة، ص 2، وعد كيسنجر والأهداف الأمريكية في الخليج - سفر عبد الرحمن الحوالي، ص 69-70، مؤسسة الكتاب الإسلامي، دلس، الولايات المتحدة - 1412هـ - 1991م.
[2] ماذا تريد أمريكا والصهيونية ص 5.
[3] المصدر نفسه.
[4] العولمة، ا د. عبدالكريم بكَّار، ص 11، دار الإعلام. والعولمة هي: واحدة من ثلاث كلمات عربية طرحها ترجمة للكلمة الانكليزية (GLOBLIZATION) والكلمتان الأخريان هما (الكوكبة) و(الكونية) والغلبة في الاستعمال أصبح للعولمة شيوع واستخدامها في وسائل الإعلام، ويعتبر فرنسيس فوكوياما - المستشار في وزارة الخارجية الأمريكية من أوائل الذين استخدموا هذا المفهوم.
[5] الفقه السياسي الإسلامي، د. خالد سليمان، ص336، الأوائل للنشر، دمشق.
[6] المصدر نفسه.
[7] العولمة في المنظور الإسلامي، د. محسن عبدالحميد، ص 9، ط 1، 2002م.
[8] المصدر نفسه ص 8.
[9] صحيفة الجمهورية العراقية، العدد 10096 في 18 /8 /1999، د. لؤي مجيد حسن.
[10] العولمة ومستقبل البشرية، أيمن نور الدين عمر، ص 12، دار لبنان للطباعة والنشر، ط 1.
[11] العولمة، د. محسن عبدالحميد، ص 15.
[12] النظام الدولي الجديد وحقوق الإنسان، باسيل يوسف، بحث منشور في كتاب النظام الدولي الجديدة، بغداد، دار الشؤون الثقافية العامة، ط 1، 1992، ص 47.
[13] غافر:
[14] العولمة، د. محسن عبدالحميد ص 18.
[15] وحدة العمل الإسلامي في مواجهة أعاصير العولمة، د. صلاح الصاوي، ص 1، شبكة الانترنيت.
[16] بلادنا الإسلامية وصراع النفوذ ص 15 مؤسسة الرسالة - بيروت، 1979م.
[17] النظام العالمي الجديد وموقع العرب منه، د. محمد صالح المسفر، مجلة مركز الدراسات الإنسانية، العدد 8 لسنة 1996، الإمارات، ص 89.
[18] الايدولوجيا والنظام العالمي الجديد، د. عبد الرضا الطعان، بحث منشور في كتاب النظام الدولي الجديد، ص 184.
__________________________________
الكاتب: حامد شاكر العاني