لا تقنطوا من رحمة الله
وكما أنه يتودد إلى عباده الطائعين وأنبيائه المرسلين فإنه كذلك يتودد بنعمه لأهل المعاصي، ويقيم بها عليهم الحجة، ولا يرفع وده عن المذنبين، وإن تكررت ذنوبهم، فإذا تابوا منها وعادوا إليه شملهم بمحبته.
- التصنيفات: التقوى وحب الله -
بقلم/ ماهر جعوان
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ} .
{وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون}
{وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا}
من أرجى الآيات شفاء ودواء وبلسما ودفأ للقلوب الخائفة الوجلة المنكسرة الراجية عفو ربها إنها تبعث الأمل في نفوس التائهين اليائسين القانطين البائسين المحبطين المسرفين الضالين المخطئين المذنبين المجرمين الظالمين
إنها بردا وسلاما على النفوس المتعطشة الظمأ للمغفرة والرضا والعودة والتوبة والإنابة لخالقها جل في علاه، أن الله تعالى جل شأنه يسعهم برحمته فهو ارحم بعباده من الأم بوليدها، فهو الرحمن الرحيم الرءوف العفو الغفار الودود، فيدعوهم إلى التوبة من غفلتهم وذنوبهم وقنوطهم ويأسهم وبعدهم للنجاة والنجاح والفلاح والخلاص.
{والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه}
{ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين}
فيفسح لهم المجال أن يغيروا مصيرهم في حياتهم وفي آخرتهم، بالنية الحسنة، بالإيمان بالله، بالإقلاع عن المعاصي، بالتوبة النصوح، بالدعاء.
فهو القريب ممن ناجاه سرا أو جهرا، سميع مجيب بصير عليم خبير
{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}. {وإذا سالك عبادي عني فاني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون}.
يتودد إلى عباده وهو الغني القوي العزيز وهم الفقراء الضعفاء الأذلاء
وكما أنه يتودد إلى عباده الطائعين وأنبيائه المرسلين فإنه كذلك يتودد بنعمه لأهل المعاصي، ويقيم بها عليهم الحجة، ولا يرفع وده عن المذنبين، وإن تكررت ذنوبهم، فإذا تابوا منها وعادوا إليه شملهم بمحبته.
وفي الحديث القدسي: «يا بن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني، غفرتُ لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا بن آدم، لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتَني، غفرتُ لك ولا أبالي، يا بن آدم، إنك لو أتيتني بقُراب الأرض خطايا ثم لقيتَني لا تشرك بي شيئًا، لأتيتُك بقُرابها مغفرة» [حسن]