فوائد من تاريخ الإسلام للذهبي الجزء (3)

منذ 2021-04-07

قال يحيى بن معين: والله ما ضرّ رجلاً اتقى الله على ما أصبح وأمسى.

التقوى

  • التقوى:

قال ميمون بن مهران: لا يكون الرجل تقياً حتى يكون أشد محاسبة لنفسه من الشريك لشريكه.

  • التقوى أفضل زاد:

قال جعفر الصادق: لا زاد أفضل من التقوى

  • وصف التقوى:

قيل لطلق بن حبيب: صف لنا من التقوى شيئاً يسيراً نحفظه, فقال: اعمل بطاعة الله على نور من الله, ترجو ثواب الله, واترك المعاصي على نور من الله, مخافة عقاب الله عز وجل.

  •  لا ضرر مع التقوى:

قال يحيى بن معين: والله ما ضرّ رجلاً اتقى الله على ما أصبح وأمسى.

  • التقوى رأس كل شيء:

قال رجل لأبي سعيد الخدري رضي الله عنه, أوصني يا أبا سعيد, قال: عليك بتقوى الله, فإنها رأس كل شيء.

  • التقوى عزّ

قال إبراهيم بن شيبان أبو إسحاق القرميسيني: العز في التقوى.

  • أحوال من قيل لهم: اتق الله:

* عن يزيد بن كميت, قال: سمعت رجلاً يقول لأبي حنيفة: اتق الله, فانتفض واصفر وأطرق, وقال: جزاك الله خيراً, ما أحوج الناس كل وقت إلى من يقول لهم مثل هذا.

* مالك بن مغول بن عاصم, قال له رجل: اتق الله, فوضع خذه بالأرض.

* عبدالله بن خالد الكوفي الفقيه, قال له رجل في حكومة: اتقِ الله, فوضع يده على رأسه, وعنف نفسه, ووبخها.

فائدة: قال العلامة ابن عثيمين: كان بعض السلف إذا قيل له: اتق الله ارتعد، وربما سقط من مخافة الله عز وجل، وأدركنا من الناس من هذه حاله؛ أي: أنك إذا قلت له: اتقِ الله، اضطرب واحمرَّ وجهُه وخشع، والآن بالعكس، إذا قلت له: اتق الله، قال: ماذا فعلت؟ مع أنه منتهكٌ لحرمات الله عز وجل، فالواجب على العبد تقوى الله عز وجل امتثالًا لأمره تعالى.

الفتن

قال معاوية بن سفيان رضي الله عنه: إياكم والفتنة, فلا تهموا بها, فإنها تفسد المعيشة, وتكدر النعمة, وتورث الاستئصال.

  • الفتنة تتقى بالتقوى:

قال بكر المزني: لما كانت فتنة ابن الأشعث, قال طلق بن حبيب: اتّقوها بالتقوى

  • الندم على الدخول في الفتن:

لما وقعت فتنة ابن الاشعث....قال أيوب في القراء الذين خرجوا مع ابن الأشعب, لا أعلم أحد منهم....نجا إلا ندم على ما كان منه.

الناس

  • التعامل مع الناس:

عن وهب قال: لا بد لك من الناس, فكن فيهم أصماً سميعاً, أعمى بصيراً, أخرس نطوقاً.

  • كلام الناس:

قال الإمام أحمد بن حنبل: إذا عرف الرجل نفسه فما ينفعه كلام الناس.

  • حامد الناس وذامهم:

قال مالك بن دينار: منذ عرفت الناس لم أفرح بمدحهم, ولم أكره مذمتهم, لأن حامدهم مفرط, وذامهم مفرط.

  • أجهل الناس:

قال الفضيل بن عياض: أجهل الناس المدل بحسناته.

  • الناس والنسناس:

قال الحسن:  ذهب الناس والنسناس, نسمع صوتاً ولا نرى أنيساً.

  • مخالطة الناس والعزلة

قال مكحول: إن لم يكن في مخالطة الناس خير فالعزلة أسلم.

  • الناس ثلاثة أصناف

قال مسلم بن ميمون الخواص: الناس ثلاثة أصناف: صنف شبه الملائكة, وصنف شبه البهائم, وصنف شبه الشياطين.

  • الشغل عن الناس:

قال أبو سليمان الداراني: من اشتغل بنفسه شغل عن الناس.

رؤى

  • رؤيا للطفيل الدوسي رضي الله عنه:

قال الطفيل بن عمر الدوسي رضي الله عنه: رأيت كأن رأسي حلق, وخرج من فمي طائر, وكأن امرأة أدخلتني فرجها, فأولتها حلق الرأس قطعه, وأما الطائر فروحي, وأما المرأة فالأرض أدفن فيها. فاستشهد يوم اليمامة.

  • يخرج منها ولد يخص علمه أهل مصر, ثم يتفرق في سائر البلدان: 

لما حملت أم الشافعي به, رأت كأن المشتري خرج من فرجها حتى انقض بمصر, ثم وقع في كل بلد منه شظية, فتأول المعبرون أنه يخرج منها عالم يخص علمه أهل مصر, ثم يتفرق في سائر البلدان.

  • رؤيا لعبدالله بن الزبير رضي الله عنه أنه سيقتل:

عن عباس بن سهل بن سعد قال: سمعت ابن الزبير يقول: ما أراني اليوم إلا مقتولاً, لقد رأيت في ليلتي كأن السماء فرجت لي فدخلتها.  

  • رأى أن الثريا تدلت حتى تناولها:

كان على بن المديني, علماً في معرفة الحديث والعلل, قال أبو قدامة السرخسي: سمعته يقول: رأيت فيما يرى النائم, كأن الثريا تدلت حتى تناولتها. قال أبو قدامة: فصدق في رؤياه, بلغ في الحديث مبلغاً لم يبلغه كبير أحد.

  • يملك من ولدك لصلبك أربعة:

قال مصعب الزبيري: زعموا أن عبدالملك رأى في منامه أنه بال في المحراب أربع مرات, فدس من يسأل سعيد بن المسيب عنها, وكان يعبر الرؤيا, وعظمت على عبدالملك, فقال سعيد: يملك من ولده لصلبه أربعة.

  • تلدين من يبايع له بالخلافة:

تزوج معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه, ميسون بنت بجدل, وطلقها وهي حامل بيزيد, فرأت في النوم كأن قمراً خرج من قبلها, فقصت رؤياها على أمها, فقالت: لئن صدقت رؤياك لتلدين من يبايع له بالخلافة.

  • رأيت ناراً تضطرم علينا:

بعث أمير الكوفة, المسيب بن زهير الضبي, إلى عمار بن سيف بألفين فردها, فطلبتها زوجته, فأنفذ إليها المسيب بالألفين, فباتت عندها, فأصبح عمار يقول: قد أحدثت في هذه الخزانة حدثاً, لقد رأيت في النوم كأنها تضطرم علينا ناراً, فقالت: الألفين أخذتها فهي في الخزانة, قال: كدت أن تحرقينا, رديها, فردتها.

  • رأى أن منيته قربت:

قال أحمد بن عمر بن سريج, القاضي, قال لأصحابه يوماً: أحسب أن المنية قربت, قالوا: وكيف ؟ قال: رأيت البارحة كأن القيامة قد قامت, والناس قد حسروا, وكأن منادياً ينادي بصوت عظيم: بم أجبتم المرسلين ؟ فقلت: بالإيمان والتصديق...فقالوا له: ما هذا يوجب سرعة الموت. فقال: أما سمعتم قوله تعالى: (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ ) [الأنبياء:1] فمات بعد ثمانية عشر يوماً. رحمه الله تعالى.

الدنيا

  • كن ملكاً في الدنيا والآخرة:

قال رجل لمحمد بن واسع: أوصني: قال: أوصيك أن تكون ملكاً في الدنيا والآخرة, قال: كيف هذا ؟ قال: ازهد في الدنيا.

  • مخالطة الدنيا بالبدن, ومفارقتها بالقلب:

قال الحسين بن منصور بن جعفر بن عبدالله بن رزين: رُبَّ معتزل للدنيا ببدنه, مخالطها بقلبه, ورُبَّ مخالط للدنيا ببدنه, مفارقها بقلبه وهو أكيسهما.

  • معرفة الدنيا:

قال سلمة بن دينار: من عرف الدنيا لم يفرح فيها برخاء, ولم يحزن على بلوى.

قال محمد بن الفضل بن عباس: الدنيا بطنك فبقدر زهدك في بطنك زهدك في الدنيا

  • إقبال الدنيا وإدبارها:

قال محمد بن عبدالوهاب الثقفي: أفٍّ من أشغال الدنيا إذا أقبلت, وأفٍّ من حسراتها إذا أدبرت, العاقل لا يركن إلى شيء إن أقبل كان شغلاً, وإن أدبر كان حسرة.

  • الدنيا والهموم:

قال أحمد بن محمد بن منصور بن القاسم, ابن المنير الجذامي: من كانت الدنيا أكبر همه لم يزل مهموماً, ومن كان زهرتها نصب عينه لم يزل مهزوماً.

الذنوب

  • ريح الذنوب:

قال محمد بن واسع: لو كان للذنوب ريح ما جلس أحد إليًّ.

  • التفكر في عظمة الله جل جلاله يمنع من ارتكاب الذنوب:

قال بلال بن سعد: لا تنظر إلى صغر الخطيئة, ولكن انظر إلى من عصيت.

  • الحمية من الذنوب:

قال عبدالله بن شبرمة: عجبت من الناس يحتمون من الطعام مخافة الداء, ولا يحتمون من الذنوب مخافة النار.

  • عقوبات الذنوب:

* قال أبو الحسن المزين: الذنب بعد الذنب عقوبة الذنب.

* قال عبدالله بن محمد الراسبي: الهموم عقوبات الذنوب

  • حرمان طعم العبادة بسبب الذنوب:

قيل لوهيب بن الورد: أيجد طعم العبادة من يعصي الله ؟ قال: لا, ولا من يهم بالمعصية.

  • العاصي, والمصر:

قال سهل التستري: العاصي سكران, والمصر هالك.

  • قلَّت ذنوبهم فعرفوا من أين يؤتون:

قال ابن سيرين: إني لأعرف الذنب الذي حمل عليَّ به الدَّين, قلتُ لرجل منذ أربعين سنة: يا مفلس قال أبو سليمان الداراني: قلّت ذنوبهم, فعرفوا من أين يؤتون, وكثرت ذنوبنا, فليس ندري من أين نؤتى.

  • الذي تكره أن يكون معك في الآخرة اتركه اليوم:

قال سلمة بن دينار: انظر الذي تحبه أن يكون معك في الآخرة فقدمه اليوم, والذي تكره أن يكون معك في الآخرة فاتركه اليوم.

  • لا تأمن من العقوبة إذا كنت مقيم على الذنوب ولو تتابعت عليك النعم:

قال سلمة بن دينار: إذا رأيت ربك يتابع عليك نعمة وأنت تعصيه فاحذره.

  • أكذب الناس:

قال الفضيل بن عياض: أكذب الناس العائد في ذنبه.

الفتوى

  • لا أدري:

* عن حنظلة بن أبي سفيان, قال: ما رأيت عالماً قط يقول: لا أدري أكثر من طاووس.

* قال الصلت بن بهرام: ما رأيت أحداً بلغ مبلغ الشعبي أكثر منه يقول: لا أدري.

* قال عبدالله بن يزيد بن هرمز: ينبغي للعالم أن يورث جلسائه من بعده: لا أدري.

  • التهيب من الفتوى:

* قال عثمان بن عاصم الأسدي: إن أحدهم ليفتي في المسألة التي لو وردت على عمر بن الخطاب رضي الله عنه, لجمع لها أهل البدر.

* قال حرملة: سمعت الشافعي يقول: ما رأيت أحداً فيه من آلة العلم ما في سفيان بن عيينة, وما رأيت أكف عن الفتيا منه.

  • الاستعانة بالله عند الفتوى:

قال إسماعيل بن أبي أويس: كان مالك لا يفتي حتى يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله.

  • لا أحسن:

جاء رجل إلى مالك بن أنس, فقال: جئتك من مسيرة شهر, حملني أهل بلادي مسألة, قال: سل, فسأله عنها, فقال: لا أحسن, قال: فأي شيء لأقول لأهل بلادي ؟ قال: تقول: قال مالك لا أحسن.

  • الرجوع عن الفتوى التي لا توافق الكتاب والسنة:

قال القاضي أبو يوسف, أكبر تلاميذ الإمام أبي حنيفة: كل ما أفتيت به فقد رجعت عنه, إلا ما وافق الكتاب والسنة.

  • الإخبار بالتراجع عن الفتوى:

الحسن بن زياد اللؤلؤي الفقيه, سُئل عن مسألة, فأخطأ فيها, فلما ذهب السائل ظهر له الحق, فاكترى منادياً فنادى: إن الحسن بن زياد استُفتى فأخطأ في كذا, فمن كان أفتاه الحسن في شيء فليرجع إليه, فما زال حتى وجد صاحب الفتوى وأعلمه بالصواب.

الجليس والصاحب والصديق

  • سؤال الله الجليس الصالح

قال خثيمة بن عبدالرحمن: أتيت المدينة فسألت الله أن ييسر لي جليساً صالحاً, فيسّر لي أبا هريرة, فجلست إليه. 

  • نفع الصحبة الطيبة:

قال مجاهد بن جبر: صحبت ابن عمر, وإني أريد أن أخدمه, فكان هو يخدمني.

  • قلة مخالطة الأخ في الله في دنياه:

قال سلمة بن دينار: إذا أحببت أخاً في الله فأقل مخالطته في دنياه.

  • مصاحبة طلبة العلم

قال أبو الوفاء ابن الجوزي: ما خالطت لعاباً قط, ولا عاشرت إلا أمثالي من طلبة العلم.

  • البعد عن مجالسة السفيه:

قال مالك بن أنس: ما جالست سفيهاً قط.

من كرامات الصحابة رضي الله عنهم

  • دفن بعد أسبوع ولم يتغير:

أبو طلحة الأنصاري رضي الله عنه, صح عن أنس أنه غزا البحر فمات, فلم يجدوا له جزيرة إلا بعد سبعة أيام, فدفنوه, ولم يتغير.

  • شرب السم ولم يضره:

عن قيس بن أبي حازم, قال: رأيت خالد بن الوليد رضي الله عنه, أُتي بسّم, فقال: ما هذا ؟ قالوا: سم, فقال: باسم الله وشربه.

  • مشوا على أرجلهم في البحر:

بعث أبو بكر الصديق العلا بن الحضرمي رضي الله عنهما, في جيش قبل البحرين, وكانوا قد ارتدوا, فسار إليهم, وبينه وبينهم عرض البحر حتى مشوا فيه بأرجلهم, وقطعوا كذلك في مكان كانت تجري فيه السفن, وهي اليوم تجري فيه, فقاتلهم, وأظهره الله عليهم, وسلموا ما مانعوا من الزكاة.

  • دلّه الأسد على الطريق:

 سفينة رضي الله عنه, مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم, ركب البحر, فانكسر بهم المركب, فألقاه البحر على الساحل, فلقي الأسد, فقال له: أنا سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم, فدّله الأسد على الطريق.

الصدقة والعتق

  • تملل من كثرة المال:

طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه, أتاه مال من حضرموت, سبعمائة ألف, فبات ليلته يتملل, فقالت له زوجته: ما لك ؟ فقال: تفكرت فقلت: ما ظن رجل بربه يبيتُ وهذا المال في بيته ؟ قالت: فأين أنت عن بعض أخلائك, فإذا أصبحت فاقسمها, فقال: إنك موفقه, وهي أم كلثوم بنت الصديق, فقسمها بين المهاجرين والأنصار, فأعطى إلى علي منها, وأعطى زوجته ما فضل, فكان نحو ألف درهم.

  • حفر بئر ماء فعافاه الله عز وجل من مرضه:

قال رجل لعبدالله بن المبارك: قُرحة خرجت في ركبتي مذ سبع سنين, وقد عالجتها بأنواع العلاج, وسألت الأطباء, فلم أنتفع به, قال: اذهب واحفر بئراً في مكان حاجة إلى الماء, فإني أرجو أن ينبع هناك عيناً ويمسك عنك الدم, ففعل الرجل, وبرأ.

  • إعطاء المال لمن يتجر به:

بلغ عمر بن الخطاب أن سعيد بن عامر الجمحي رضي الله عنهما أصابته حاجة, فأرسل إليه بألف دينار, فقال لزوجته: ألا نعطى هذا المال لمن يتجر لنا فيه ؟ قالت: نعم, فخرج فتصدق به.

  • لا تنتظر فضل المال حتى تتصدق:

قال أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما, يا بناتي, تصدقن ولا تنتظرن الفضل, فإنكن إن انتظرتن الفضل لن تجدنه, وإن تصدقن لم تجدن فقده.

  • أُعطي فيه عشرة آلاف درهم فأعتقه لوجه الله:

أعطى عبدالله بن جعفر ابن عمر بمولاه نافع عشرة آلاف درهم أو ألف دينار, فدخل على صفية امرأته فأخبرها, قالت: فما تنتظر ؟ ! قال لها: فهلا ما هو خير من ذلك ؟ هو حر لوجه الله.

الظلم

  • السجود لله شكراً لموت الظلمة:

قال علي بن زيد: كنت عند الحسن, فأخبر بموت الحجاج, فسجد.

  • القصاص أمامك:

قال الحجاج لسعيد بن جبير: اختر أي قتلة أقتلك ؟ فقال: اختر أنت فالقصاص أمامك

  • أفسدت عليه دنياه وأفسد عليك آخرتك:

قتل الحجاج ابن الزبير وصلبه, وقال لأمه أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهم: كيف رأيتني صنعت بعبدالله ؟ قالت: رأيتك أفسدت عليه دنياه, وأفسد عليك آخرتك.

  • نهاية سيئة لمن ظلم وسفك الدماء وأخذ الأموال:

جيش بن محمد بن صمصامة, أمير دمشق, كان جباراً ظالم سفاكاً للدماء, أخاذاً للأموال, كثر ابتهال أهل دمشق إلى الله في هلاكه, حتى هلك بالجذام...ولما بلغ في مرضه ما بلغ من الجذام, وألقى ما في بطنه, كان يقول لأصحابه: اقتلوني, أريحوني من الحياة لشدة ما يناله من الألم.

  • دعوة مظلوم غفلنا عنها, لم يغفل الله عنها:

قال ولد يحيى البرمكي لأبيه وهو في السجن والقيود: يا أبه, بعد الأمر والنهي والأحوال صرنا إلى هذا ؟ فقال: يا بني, دعوة مظلوم غفلنا عنها, لم يغفل الله عنها.

  • من ظلم من دونه فهو ناقص العقل:

قال أبو جعفر المنصور: أنقص الناس عقلاً من ظلم من هو دونه.

  • لا يكبرن عليك ظُلم من ظلمك:

عبدالله بن صالح بن علي بن عبدالله بن عباس, له كلمة نفيسة وهي: لا يكبرن عليك ظُلم من ظلمك, فإنه يسعى إلى مضرته, وينفعك.

  • تسليط الله على العبد من يظلمه:

قال الفضيل بن عياض: إذا أراد أن يُتحف العبد سلط عليه من يظلمه.

  • أوصى أن يدفن في قيوده لأنه مخاصم من ظلمه:

نعيم بن حماد بن معاوية, الحافظ الفقيه, مات في السجن, وكان مقيداً لامتناعه من القول بخلق القرآن, وأوصى أن يدفن في قيوده, وقال: إني مخاصم.

  • الملتقى قريب:

بكار بن قتيبة بن عبيدالله, طلب أحمد بن طولون منه لعن الموفق, فامتنع, فسجنه, ولما اعتل ابن طولون راسل بكاراً وقال: أنا أردك إلى منزلك فأجنبني, فقال للرسول: قل له: شيخ فانٍ, وعليل مدنف, والملتقى قريب, والقاضي الله.

  • دعاء مظلوم على من ظلمه:

كان سبب المنافرة بين البخاري, وخالد بن أحمد الذهلي, خليفة الظاهرية ببخارى, أنه سأله أن يحضر مجلسه فيقرأ الجامع والتاريخ على أولاده, فامتنع, وقال: لا أخص أحداً, فاستعان عليه بحريت بن أبي الورقاء, وغيره, حتى تكلموا في مذهبه, ونفاه من البلد, فدعا عليهم, فلم يأت إلا شهر حتى ورد أمر الظاهرية بأن ينادى على خالد من البلد, فنودي عليه على أتان, وأما حريت فابتلي بأهله, ورأى فيها ما يجل عن الوصف, وأما فلان فابتلي بأولاده.

  • دعا على من ظلمه فاستجاب الله له:

عبدالله بن أبي داود السجستاني, حسده جماعة لتبحره في الحفظ, ورموه ببغض علي رضي الله عنه, وشهد عليه بذلك جماعه, وحكم عليه بالقتل, فعلم محمد بن عبدالله بالأمر, فأتى وجرح الشهود, ونسب أحدهم إلى العقوق بوالديه, والثاني إلى أنه يأكل الربا, والثالث أنه غير صدوق, وخلصه من القتل, فكان يدعو له طول حياته, ويدعو على الذين شهدوا عليه, فاستجيب له فيهم, فمنهم من احترق, ومنهم من خلط وفقد عقله.

  • سُقيتُ كما سقيتُ:

الوزير ابن هبيرة, حضر طبيبه فسقاه شيئاً, فيقال: إنه سمّه, فمات, وسُقي الطبيب بعده بنص سنة سماً, فكان يقول: سُقيتُ كما سقيتُ. فمات.

القضاء

  • ثلاث إذا لم تكن في القاضي فليس بقاضٍ:

قال ابن أبي غيلان الفلسطيني: ثلاث إذا لم تكن في القاضي فليس بقاضٍ, يسأل وإن كان عالماً, ولا يسمع من أحد دعوى إلا مع خصمه, ولا يقضى إلا بعد أن يفهم.

  • ثلاث إذا لم كنّ في القاضي فليس بقاضٍ:

قال الزهري: ثلاث إذا كن في القاضي فليس بقاض, إذا كره الملام, وأحب المحامد, وكره العزل.

  • القاضي والرشوة:

قال الإمام أبو حنيفة: إذا ارتشى القاضي فهو معزول وإن لم يعزل.

  • الفرح بالعزل من القضاء:

عبدالرحمن بن أحمد بن أبي المطرف الأندلسي, استقضاه الخليفة المؤيد بالله هشام في دولته الثانية, فحمدت سيرته, وعزل عن القضاء بعد سبعة أشهر, ففرح بالعزل.

  • تكرار حضور الرجل لمجلس القضاء بلا حاجة:

قال عبدالسلام بن سعيد بن حبيب, الفقيه المالكي, سحنون, قاضي القيروان, ومصنف المدونة: إذا أتى الرجل مجلس القضاء ثلاثة أيام متوالية بلا حاجة, ينبغي أن لا تقبل شهادته.

  • التحذير من الهدية:

لما قدم المنصور دمشق, استعمل يحيى بن حمزة على القضاء, وقال له: يا شاب, أرى أهل بلدك قد أجمعوا عليك, فإياك والهدية.

  • عدم محاباة السلاطين في الشيء اليسير:

سوار بن عبدالله بن قدامة, قاضي البصرة, استقدمه المنصور ليعزله, لأنه شُكي منه, فعطس المنصور بحضوره فلم يشمته, فقال: ما منعك من التشميت ؟ قال: لأن أمير المؤمنين لم يحمد الله, قال: حمدت الله في نفسي, قال: وقد شمّتُك في نفسي, قال: ارجع فلو حابيت أحداً حابيتني.

  • سبب الفرار من القضاء:

القاضي عافية بن يزيد بن قيس الأودي, سبب فراره من القضاء, أنه تثبت في حكومة, فذهب أحد الخصمين فأهدى له رطباً, فرده عليه وزجره, فلما تحاكم هو وخصمه إليه من الغد, قال: لم يستويا في قلبي, ووجد قلبي يميل إلى نُصرة الذي أراد أن يهدي لي, ثم حكاها للخليفة, وقال: هذا حالي وما قبلت, فكيف لو قبلت هديته ؟

  • مخافة الله عند النطق بالأحكام:

قال بكار بن محمد السيريني: رأيت سوار بن عبدالله بن قدامة, قاضي البصرة, إذا أراد أن يحكم رفع رأسه إلى السماء, وتغرغرت عيناه, ثم حكم.

الشهرة

  • الشهرة, وتتبع غريب القراءات:

قال الحافظ الذهبي: إذا رأيت الإمام في المحراب لهجاً بالقراءات وتتبع غريبها, فاعلم أنه فارغ من الخشوع, محب للشهرة والظهور.

  • محبة الشهرة:

قال إبراهيم بن أدهم: ما صدق الله عبد أحبَّ الشهرة.

قال أحمد بن حنبل: أريد أن أكون في بعض الشعاب بمكة, حتى لا أعرف, قد بليت بالشهرة.

  • الشهرة آفة:

قال هبة الله بن سعد بن طاهر الطبري: الشهرة آفة, وكل يتحراها, والخمول راحة, وكل يتوقاها.

                   كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ

  • 5
  • 0
  • 3,351

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً