وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها
{ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا}
{ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا}
جماعات كثيرة من البشر ليست مشكلتهم مع الحق أنهم يجهلونه أو لم يسمعوا به ، أو لم تقم لديهم براهين كافية لإثباته ، أو حال بينهم وبينه شبهات و إشكالات تشوش عليه ، وإنما مشكلتهم مردها إلى قلوبهم القاسية ، ونفوسهم المستكبرة التي أفسدها وعطل أجهزة الاستقبال فيها موانع الهداية المختلفة : مثل الكبر ، والهوى ، والجحود ، وكراهية الحق وأهله ، وتقليد الآباء والأجداد ، وغيرها من الموانع .
وهذا الصنف مهما سقت له من الحجج والبراهين ، وحاولت إقناعه بكل سبيل - بل لو رأى الحقيقة عيانا بيانا - فلن يتزحزح عن موقفه قيد أنملة ، لأنه لا يبحث عن الحق بل يسير خلف الهوى وحظوظ النفس.
وسوف تجد هذا المعنى يتكرر كثيرا في كتاب الله تعالى ، فكم من أناس جاءتهم الآيات تترى واضحة كالشمس ، وعرفوا الحق كما يعرفون أبناءهم ، واستيقنوه تماما ، لكنهم جحدوا وكابروا ، وكذبوا وفجروا في الخصومة .
قال تعالى { وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا}
وقال تعالى {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا}
وقال تعالى {وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}
وقال تعالى { فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ}
وقال تعالى {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}
- التصنيف: