كيف نتحصل على حلاوة القيام؟
يوم يقوم الناس لرب العالمين ، يوما يجعل الولدان شيبا ، سيكون قياما طويلا لا يهون منه ولا سبيل لتيسيره إلا بعون الله تعالى علي القيام الآن في الدنيا .
{بسم الله الرحمن الرحيم }
د/ عارف محمد السيد عبد الرحمن
بعد الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم .
حتي يتحصل العبد علي لذة المناجاة وحلاوة القيام بين يدي الله تعالي فلابد أن يقدم بين يدي ذلك أعمال قلبية وأعمال بدنية .أما الأعمال القلبية : فهي مشاهد أو قل نوايا يشهدها القلب منها :
1_ مشهد المنة والفضل ؛ فيشهد القلب كم لله تعالي من نعمة امتن بها من الحياة والعافية والصحة والقوة والهداية : وأنت واقف ألا تري فضل الله عليك قد مات غيرك ومدَ في أجلك وأبقاك وألا تري قد مرض غيرك وعافاك وقد ضعف عن العبادة غيرك وقواك وقد خذل غيرك وهداك ألا تشكر قد أخرس غيرك وأنطقك وأصمَ غيرك وأسمعك وأعجز غيرك وأوقفك .
2_ مشهد التقصير ؛ ومع أنه سبحانه وتعالي له كل هذا الفضل بهذه النعم وغيرها مما لا نحصى فأننا وغالب الخلق نقف بين يديه بلا خشوع وبشيء من الملل... فما أعظم تقصيرنا في حق ربنا !
3_ مشهد الحياء ؛ ومن المشهد الأول مطالعة المنة والمشهد الثاني رؤية التقصير يتولد من هذين المشهدين مشهد الحياء منه سبحانه وتعالي .فلنستحيي ونحن واقفين بين يديه سبحانه وتعالي في التراويح فكم وقفنا للدنيا وكم وقفنا لطلبها في شتي الطوابير كم قمنا ووقفنا في طابورالرخصة واللقمة ونمل الان من وقوفنا في طابور الرحمة والجنة .
4_مشهد القيام الطويل ؛ يوم يقوم الناس لرب العالمين ، يوما يجعل الولدان شيبا ، سيكون قياما طويلا لا يهون منه ولا سبيل لتيسيره إلا بعون الله تعالى علي القيام الآن في الدنيا .
5_ مشهد الشرف ؛ إنَ صلاة القيام هى شرف أيما شرف وأي شرف أعظم وأجل من أن تتلو أو تستمع لأشرف وأجل كلام فى أفضل ليال العام.
6- مشهد الاستعانة فنعم العون على إصلاح الصيام إصلاحُ القيام ونعم العون على إصلاح القيام إصلاحُ الصيام والقيام والصيام نعم العون على شرائع الإسلام
7- مشهد تحري ليلة القدر ففى سنن بن ماجه باسناد حسن ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول فى اول رمضان إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر من حرمها فقد حرم الخير كله ولا يحرم خيرها إلا محروم .فلك ان تلاحظ التنبيه التحفيذ النبوي من اول الشهر علي هذه الليلة المباركة ومعلوم عند كل العقلاء ان المرؤ لا يبلغ مراده طفرة واحدة انما بالتدريب والتدرج فهيهات ان يبلغ العبد شرف ليلة القدر دون سابق قيام ولا مجاهدة وقد قيل ان على قدر اجتهاد العبد طول العام يكون توفيق الله تعالى له فى رمضان وعلى قدر الاجتهاد من أول ليلة من ليال رمضان يكون التوفيق فى ليال العشر التى فيها أرجى ليلة القدر .
8- مشهد التدبر فى كلام الله تعالى: إن حلاوة القرآن لا يدركها إلا من كان له قلب حاضر
فهذه بعض مشاهد القلب أو النوايا التي تجعل من القيام متعة أما عن أعمال البدن التي تعين علي القيام فمنها :-
1- حفظ الجوارح عن الحرام فمن أراد أن يتلذذ بسماع كلام الله تعالي يجب عليه أن يحفظ سمعه من سماع الغيبة وسماع الأغاني واللهو والزور من المسلسلات وما شابهها .
كذلك من أراد للسان أن يتلذذ ويتنعم بكلام الله تعالي فعليه أن يحفظ هذا اللسان من الحرام والغيبة وقول الزور والخوض فيما لا يعني ، واعلم أنه هيهات لسمع أو بصر أو لسان وقع في الحرام أن يتنعم بكلام العلي العلاَم .
2- حفظ طاقة البدن ألا تستهلك في المباح ومما يعين أيضا علي التنعم بالقيام حفظ طاقة البدن بألا ينهك ويستهلك في تحصيل ما فوق الضروري من متاع وحطام الدنيا الفاني .ومما يعين على حفظ طاقة البدن نومة القيلولة.
3- حفظ المعدة عن الامتلاء كذلك مما يعين علي التلذذ بالقيام عدم امتلاء المعدة وعدم الاسترسال مع شهوة الطعام ومما يعين في ذلك الإفطار علي تمر ثم صلاه المغرب جماعة بالمسجد ثم صلاة السنة إن أمكن فإن ذلك مما يعين علي حفظ المعدة من الامتلاء . فإنه إذا امتلئت المعده نامت الفكرة وقعدت الأعضاء عن العبادة .
مراجع :-
1- رسالة إلي كل مسلم للإمام بن القيم الجوزية .
2 - من خطب و دروس فضيلة الشيخ الدكتور أسامة محمد عبد العظيم حمزة
- التصنيف: