روح الصيام ومعانيه - أعداؤك في رمضان

منذ 2021-04-25

وأبواب الجحيم كلها لأجلكم مغلقة،وأقدام إبليس وذريته من أجلكم موثقة، اقصموا ظهره بكلمة التوحيد، فهو يشكو ألم الانكسار في كل موسم من مواسم الفضل

النفس والهوى والشيطان ؛ هم الأعداء الثلاثة بين جنبي كل إنسان، ومن رحمة الله في شهر الغفران ؛ أن الثلاثة لا يجتمعون ، فمردة الشياطين يسلسلون ويقيدون ، حتى يتمكن العابدون من مواجهة العدوين الآخرين، ويتفرغوا لمرضاة رب العالمين ..

ويعان الإنسان على هذه الثلاثة بثلاثة أمور من هدي النبوة، وهي: كثرة الذكر المانع من الغفلة، والاقتصاد المنافي للإسراف، والإنشغال بإصلاح النفس، عن الاشتغال بعيوب الناس..

#.. ويتقوى المرء بالله على النفس الأمارة بالسوء ؛ بأن ينازعها في منازعها، مستعينا ومستعيذا به ،فقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم - بأن نستعيذ من شرور أنفسنا ،قبل استعاذتنا من الشيطان، وذلك في كل صباح ومساء ، فكان يقول :  « اللهمَّ فاطرَ السمواتِ والأرضِ عالمَ الغيبِ والشهادةِ لا إلهَ إلا أنتَ ربَّ كلِّ شيءٍ ومليكَهُ أعوذُ بكَ من شرِّ نفسي ومنْ شرِّ الشيطانِ وشِركهِ وأنْ أقترفَ على نفسي سوءًا أوْ أجرَّهُ إلى مسلمٍ» [رواه الترمذي وحسنه/٣٥٢٩]

#.. ويعان الواحد منا على هواه بإعمال العقل والاستماع الى نصح العقلاء، لأن العقل عقال الهوى، والله تعالى يقول: {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (٤٣) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا } [الفرقان/٤٤]..

أما الأعداء الآخرون الظاهرون من الكفار والمنافقين؛ فلا انتصار عليهم ولا تمكين ؛ إلا بعد الانتصار على الأعداءالثلاثة السابقين المخفيين..

 إنها في النهاية حرب دائمة حاسمة ، مع أعداء ؛ إن تركتهم لايتركونك، وإن غفلت عنهم سيهلكونك.. والمؤمن يخوض غمار تلك الحرب كل رمضان ،لما بعد رمضان، وهو المنتصر فيها بمعية الرحمن، كم قال ابن رجب الحنبلي : " أبشروا يامعشر المسلمين، فهذه أبواب الجنة الثمانية في هذا الشهر الكريم لأجلكم قد فتحت، ونسماتها على قلوب المؤمنين قد نفحت، وأبواب الجحيم كلها لأجلكم مغلقة،وأقدام إبليس وذريته من أجلكم موثقة، اقصموا ظهره بكلمة التوحيد، فهو يشكو ألم الانكسار في كل موسم من مواسم الفضل، ففي هذا الشهر يدعو بالويل لما يرى من تنزل الرحمة ومغفرة الأوزار، غلب حزب الرحمن وهرب حزب الشيطان " [وظائف رمضان/٥٣]

فاللهم حصنا بالصيام، و قنا شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، وأعنا على جميع أعدائنا ،فأنت وكيلنا وحسبنا ..

  • 8
  • 0
  • 2,658
المقال السابق
إخوانك في رمضان
المقال التالي
دعاؤك في رمضان

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً