شرح حديث: لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يزال الناس بخير ما عجَّلوا الفطر».
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
متن الحديث:
عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يزال الناس بخير ما عجَّلوا الفطر».
الشرح:
وهذا الحديث أخرجه الشيخان وموضوعه: حكم التعجيل بالإفطار؟
وهذا لفظه: «لا يزال الناس بخير ما عجَّلوا الفطر»، أما لفظة: «وأخروا السحور» فهذه وردت في بعض نسخ عمدة الأحكام، وهذه الزيادة ليست في الصحيحين، ولا في الكتب الستة، بل هي زيادة ضعيفة، والذي يظهر والله تعالى أعلم أنها من زيادة بعض النُسَّاخ.
والتعجيل بالإفطار مشروع كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، ولذلك، الشارع الحكيم، يريد أن يميز العبادة، ويحفظ وقتها، وأيضاً ليظهر في ذلك الالتزام والطاعة والنظام في امتثال الأوامر، والوقوف عند حدود الله تبارك وتعالى، فإن الشرع جعل غروب الشمس ومغيبها هو وقت إفطار الصائم، فلما جعل هذا الوقت هو وقت إفطار الصائم، حث الصائم على مبادرة الفطر عند أول الوقت.
وهذا الحديث فيه فوائد كثيرة:
الفائدة الأولى: أن من أسباب الخيرية، التقيد بسنَّة النبي صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك التعجيل بالفطر، والخير كل الخير مراعاة هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وأن الأمة لا تزال بخير ما تمسكت بهذا الهدي، وهذه السنَّة، ومنها تعجيل الإفطار، ولذلك يستحب للمسلم أن يُعجل بفطره بعد غروب الشمس مباشرة، فإذا تحقق غروب الشمس برؤية أو بخبر ثقة، فإن الصائم يبادر في الإفطار، ولا يتأخر كما يفعل بعض الناس.
ومن الفوائد أن الخير الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث: «لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر» أن الخير هاهنا: هو اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم وكفى به خيراً، مع أن الإفطار من محبوبات النفس، إلا أنه خير لأنه اتباع للسنَّة وتقيُّد بها.
وفيه دلالة على تميز هذه الأمة عن غيرها، فاليهود يؤخرون ولا يفطرون إلا عند ظهور النجوم، والرافضة اقتدوا بهم، وهم إحدى الفرق الضالة، فإنه يعملون بهذا ويؤخرون الفطر.
فهذا الحديث من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم، ولذلك تأخير الإفطار سبب لنزع الخير من الناس والعياذ بالله تعالى.
ومن فوائد هذا الحديث: أن الله جل وعلا يحب لعبادة اليسر، وييسر على العباد، ولا شك أن تعجيل الفطر من اليسر على الناس، ولذلك يوجد من بعض الناس هداهم الله، يؤخر ربع ساعة، وأحياناً لا يفطر إلا بعد الصلاة، وأحياناً لا يفطر إلا مع العشاء بسبب كسل أو نوم أو ما إلى ذلك، ويقول: لا أشتهي شيئاً، فيقال لهؤلاء: أفطر ولو على شيء قليل، وإياك ومخالفة سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ولا توافق اليهود ولا هذه الفرق الضالة التي وافقتهم، فلذلك ينبغي للإنسان أن يحرص على هذا، وأن يتميز باتباع النبي صلى الله عليه وسلم في تعجيل الفطر، وحتى لو لم يكن الإنسان راغباً في الأكل، فإنه يفطر ولو على شيء قليل، يفطر على تمرات أو على رطبات أو حسوات من ماء كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم فإنه: «كان يفطر على رطبات قبل أن يصلي، فإن لم تكن رطبات فعلى تمرات، فإن لم تكن حسا حسوات من ماء» رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي، فالإنسان يبادر بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، فالتمسك بالسنَّة والحرص عليها سبب لخيرية الإنسان، وسبب لنزول الخير والبركات في الناس، ولا يتنطع الإنسان ولا يغلوا لا احتياطاً ولا كسلاً نسأل الله العافية والسلامة.
وفق الله الجميع، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
- التصنيف:
- المصدر: