الذراع الطولى للمقاومة وتغيير قواعد الردع
هاني مراد
كما تتضح فعالية تلك الاستراتيجية في الخسائر الفادحة التي تعرض لها العدو، وإعلان شركة شيفرون الأمريكية عن إيقاف العمل في منصة حقل تمار للغاز
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
لقد نجحت المقاومة في تطبيق استراتيجية القوة التي وردت في الحديث الشريف الذي رواه الإمام مسلم: " «ألا إنّ القوة الرمي. ألا إنّ القوة الرمي. ألا إنّ القوة الرمي» " وهي الاستراتيجية التي مكنتها من الردع غير المتماثل، ومدّ ذراعها إلى قلب العدو الذي لا يهدم سوى المباني!
وتتمثل استراتيجية المقاومة للردع في الاهتمام بالمدى الذي يمكن أن تصل إليه صواريخها وطائراتها المسيرة، أكثر من الضرر الذي يمكن أن توقعه. وقد مكنها ذلك من تحقيق التوازن الاستراتيجي رغم عدم تكافؤ القوى، وتهديد عاصمة الكيـان الغاصـب، وتهديد موانئه ومصافي نفطه وغازه، وتوقف العمل في ميناء أسدود، ومطالبة الشركات بالتحول من ميناء عسقلان إلى ميناء حيفا.
ومع أن المقاومة لم تتمكن من امتلاك سلاح يكافئ سلاح العدو، فقد تمكنت من صنع صواريخ يدوية، حققت من خلالها كل الأهداف الاستراتيجية التي تحققها أحدث الأسلحة. فلم يعد الهدف الرئيس للمقاومة هو إحداث أكبر قدر من الخسائر، بل بثّ الرعب في قلب العدو، وتعطيل الحياة في مدنه، وحظر حركة الطيران في سمائه، وتهديد حقول نفطه وغازه، وإيقاف عجلة اقتصاده، ولجوء سكانه إلى الملاجئ.
كما تتضح فعالية تلك الاستراتيجية في الخسائر الفادحة التي تعرض لها العدو، وإعلان شركة شيفرون الأمريكية عن إيقاف العمل في منصة حقل تمار للغاز، على مسافة 20 كيلو مترا من غزة، نتيجة "احتدام موجة من الاضطرابات في المنطقة." كما أقرت وسائل إعلام الاحتلال بتعرض هذه المنصة لهجوم طائرة دون طيار.
لقد غيّرت المقاومة قواعد الردع، بأقل الإمكانات المتوافرة، ومع تحقيق المقاومة لأهدافها الحالية التي تخرج عن نطاق غزة، وتتمثل في حماية القدس وحي الشيخ جرّاح ، فقد فرضت على العدو حالة غير مسبوقة من العجز والشلل الاستراتيجي، وأعجزته بقوة إيمانها عن احتلال القطاع، أو القضاء على المقاومة، أو المواجهة المباشرة.