القدس وغزة وسائر أرض فلسطين
القدس وغزة وكل أرض فلسطين في القلب ولن تغادره، في قلوب أبناء الأمة الإسلامية من أقصاها إلى أقصاها، إننا كمسلمين لا نتصور ضياعها إلا كتصورنا لضياع البيت الحرام لا قدر الله
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
بقلم/ ماهر جعوان
القدس وغزة وكل أرض فلسطين في القلب ولن تغادره، في قلوب أبناء الأمة الإسلامية من أقصاها إلى أقصاها، إننا كمسلمين لا نتصور ضياعها إلا كتصورنا لضياع البيت الحرام لا قدر الله، هي عندنا أم القضايا وأهمها، محال تركها أو التنازل عنها أو نسيانها، إنها قضية وجود لا حدود، قضية عقيدة لا عرقية وعنصرية، ليست قضية صراع وتنازع بل قضية احتلال، قضية سماوية قبل أن تكون قضية أرضية وحقوقية وسياسية، قضية كل بيت ودار، كل مسلم وعربي وإنساني وحر، قضية الكبار والصغار، الرجال والنساء، هي القضية المشتركة والجامعة والموحدة رغم كثرة الاختلافات.
قضية غاية في الوضوح، فلسطين هى القضية، والكيان الصهيوني هو العدو، والخونة والعملاء هم العقبة، والأقصى هو العاصمة والعنوان والأيقونة والهدف والغاية والشعار، القدس عاصمة القلوب والأقصى قطعة من الجنة.
وسيظل نداء الأقصى يحيي النفوس المؤمنة ويخاطب الضمائر الحية.
وكلما خبت جذوة الإيمان بالقلوب وقَل الأمل بالصدور وضاقت النفوس من الظلم
أحيا الله الإيمان والأمل في القلوب من جديد بالأقصى والقدس وفلسطين.
هي محبرة أوراق العاشقين، فلسطين وجمالها، غزة وعزتها، القدس ورائحتها، قطعة من الجنة، ترنوا لها النفوس، وتشتاق لها القلوب، وتتزين بها العيون، ويلذ بذكرها اللسان، ويحلوا بطربها فم الزمان، ريحانة الدنيا، ونبراس الدعوة، وبلسم الجراح، وعبق التاريخ، ونضارة المستقبل، ومنتهى طموح العاشقين، الأرض المباركة تعرف ذاتها بذاتها، تدلل بها عليها، هى حاضر الأمة ومستقبلها وحضارتها وتاريخها وفخرها وعزها.
المتجذرون في أرض الوطن لا يقتلعهم احتلال، ولا يدفنهم طغاة، ولا يرهبهم موت، إنهم بذور ليس لها إلا الغرس والتجذر والنماء، يصنعون التاريخ ويسطرون ملحمة بطولية ويكتبون أسمائهم بحروف من نور فداء لهذه الأمة رجاء عزها ونصرتها وحفظ مقدساتها وتحرير أرضها ويدفعون فاتورة الحساب نيابة عن الأمة فهم معقد الأمل والرجاء والطائفة المنصورة لا يضرها من خالفها ولا من خذلها بإذن الله.
وفي ميدان الدفاع عن الأقصى من يتخلف عن هذا الشرف سيطويه الزمان وتلفظه الأرض ويبغضه الخلق ويصير بلا ذكر فهل القدس إلا كمكة.
إن لم تنتفض الأمة للقدس وغزة وسائر أرض فلسطين فقد تودع منها، فهذه آخر علامة ودليل على حياة الأمة.
إن لم توحدنا القدس والأخطار المحدقة بها فمتى إذا الوحدة؟ يا كل المسلمين من أجل القدس قامت فتوحات وحملات، يا كل الأمة القدس عروس عروبتكم وشعار عزتكم وكرامتكم.
أرض الإسراء والمعراج أكبر من الأحزاب والجماعات والشخصيات والرموز والعروش والملوك، القدس أكبر من المصالح والمنافع والغنائم والمظاهر، القدس أكبر وأهم وأولى وأعلى من الجميع.
يسعى المخلصون لتحرير الأقصى ولكن الحقيقة أن الأقصى هو سبيل تحرير الأمة وعماد نهضتها وقيامتها من جديد وإيقاظها من سباتها العميق.
ولا يوجد أوضح من هذه القضايا فهي إيمان مقابل كفر، وحق إزاء باطل، وتحرر ضد احتلال ومقدسات مقابل تهويد، فهي حرب سافرة لا تخفى على أحد ولا يحتاج فهمها إلى خبرة في الحرب ولا في السياسة، ومع هذا الوضوح تنتكس قلوب وتسود وجوه وتذل أقوام وتسقط رايات وكأنهم يحارون بين المسيح الدجال والمسيح عيسى عليه السلام، ومثل هذه الموقف لا تحتمل الصمت والسكوت والحياد فأي كلمة تُكتب أو تُقال فهي إما مولاة ونُصرة أو تفريق وتفريط، إما إيمان وإما نفاق.