مسجد تقسيم بعد صراع 80 عاما
هاني مراد
لكل هذه الأسباب، كان العلمانيون يرفضون بناء هذا المسجد الذي أصبح اليوم يمثل رمزا للهوية الإسلامية التركية.
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
يعتبر ميدان "تقسيم" رمزا للعلمانية التركية؛ حيث يحتوي الميدان على تمثال كبير لمصطفى كمال؛ رائد العلمانية التركية، الذي حاول محو الإسلام في تركيا، وألغى الحروف العربية، وفرض الحروف اللاتينية بدلا منها، ومنع الحجاب والأذان وكل مظاهر الإسلام، ويلقبه العلمانيون في تركيا باسم "أتاتورك" أي أب الأتراك. وكذلك يحتوي الميدان على مركز ثقافي باسمه! كما يحتوي الميدان على نصب الجمهورية الذي شُيّد عام 1928، وكنيسة سانت ماريا دريبرس الكاثوليكية التاريخية الشهيرة. كما يشتهر هذا الميدان بأنه قلعة للشذوذ والعلمانية وتناول الخمور والدعارة المتفشية منذ الحقبة الأتاتوركية! كما اشتهر هذا الميدان بأنه نقطة انطلاق لمظاهرات العلمانيين، وميدان احتفالات العلمانية في مختلف المناسبات!
كما تعتبر مدينة "جلطة" التي أصبحت حي "جلطة سراي" الذي يوجد به ميدان تقسيم، رمزا للعلمانية، حيث كان التجار الأروبيون يسكنون بها، ويفدون إليها للتجارة، كما شهدت هذه المدينة افتتاح أول مسرح ودار للسينما، وانتقلت إليها قصور الحكم، بدلا من مدينة إسطنبول، بعد التحول إلى العلمانية.
وفي عام 1940، قام حزب الشعب الجمهوري العلماني الأتاتوركي بهدم القلعة العثمانية والآثار الإسلامية، وأنشأ مكانها حديقة "جيزي بارك". ومنذ ذلك الوقت، حاول المسلمون بناء مسجد في هذا الميدان، لكن المحاكم التي يسيطر عليها العلمانيون، كانت ترفض طلبهم.
وفي عام 2013، حاول "أردوغان" إعادة بناء القلعة العثمانية، وبناء مسجد ومركز ثقافي إسلامي، لكن العلمانيين قاموا بمظاهرات مناوئة، وحاولوا خلع الرئيس والانقلاب عليه!
وبعد أيام من فشل الانقلاب الأخير عام 2016، أعلن أردوغان أنه سوف يبني المسجد، سواء وافق العلمانيون أم رفضوا.
لكل هذه الأسباب، كان العلمانيون يرفضون بناء هذا المسجد الذي أصبح اليوم يمثل رمزا للهوية الإسلامية التركية.