الاستعلاء بالإيمان
لكن عندما فقد المستغربون العرب ذلك الاستعلاء بالإيمان أمام حضارة الغرب المادية، أفقدتهم الصدمة الحضارية توازنهم، فكانت التبعية والتقليد الأعمى أمر حتم مشاهد في مختلف جوانب الحياة!
الاستعلاء بالإيمان على الكفر، وبالحق على الباطل، وبالآخرة على الدنيا، هو الذي نصر المسلمين الفقراء على حضارة الفرس والروم الأغنياء!
هو الذي جعل سيدنا موسى عليه السلام لا يخشى فرعون وملكه وسطوته! فإن كان فرعون متصلا بقوة جيوشه وسيوفه، فقد كان موسى عليه السلام متصلا بقوة الخالق! مستعليا بقوة إيمانه على غطرسة فرعون وملئه!
هو الذي جعل سيدنا إبراهيم عليه السلام لا يخشى النمرود، ومكّنه من مجادلته وإفحامه بكل قوة وثبات! وهو الذي جعله لا يخشى إلقاءه في النار، وهو الذي جعله يحطم الأصنام ويقول لقومه ساخرا من منطقهم: {بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون}!
وذلك الاستعلاء بالإيمان هو الذي جعل ابن مسعود رضي الله عنه يجهر بالقرآن وسط قريش، وهو يعلم أنه ليس له عشيرة تدافع عنه، وأنه سيؤذى أيما إيذاء، وهو الذي جعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه يمشق سيفه مهددا طواغيت قريش لا يبالي!
هو الذي جعل ربعيّ بن عامر رضي الله عنه، يدخل على رستم قائد الفرس في مجلسه، ليقول له: إن الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد!
لكن عندما فقد المستغربون العرب ذلك الاستعلاء بالإيمان أمام حضارة الغرب المادية، أفقدتهم الصدمة الحضارية توازنهم، فكانت التبعية والتقليد الأعمى أمر حتم مشاهد في مختلف جوانب الحياة!
والاستعلاء بالإيمان هو الذي يجعل المؤمن يستعلي بالحلال على الحرام، ويستعلي بالصبر على البلاء، وبثواب الآخرة على طريق الدنيا الجدباء الموحشة ومشاقها!
وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين... لا تخف إنك أنت الأعلى.
- التصنيف: