حديث: لا ترموا الجمرة حتى تطلع الشمس
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا ترموا الجمرة حتى تطلع الشمس». رواه الخمسة إلا النسائي وفيه انقطاع.
المفردات:
لنا: أي للذين قدمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة المزدلفة إلى منى من ثقله صلى الله عليه وسلم.
الجمرة: يعني جمرة العقبة يوم النحر.
البحث:
هذا الحديث من رواية الحسن العرني بضم العين وفتح الراء بعدها نون عن ابن عباس. والحسن هو ابن عبد الله العرني نسبة إلى عرينة بطن من بجيلة وهو كوفي ثقة وهو من رجال البخاري ومسلم وإن كان البخاري لا يروي عنه إلا مقرونًا بغيره. لكن قال يحيى بن معين: يقال: لم يسمع من ابن عباس. وقال أحمد بن حنبل: لم يسمع من ابن عباس شيئًا وقال أبو حاتم: ولم يدركه، ولذلك قال المصنف هنا: وفيه انقطاع. والعجيب أن الحافظ وصفه هنا بهذا الوصف وقال: رواه الخمسة إلا النسائي، مع أنه قال في الفتح عند كلامه على حديث أسماء رضي الله عنها الذي تقدم في بحث الحديث السابق: وهو حديث حسن أخرجه أبو داود والنسائي والطحاوي وابن حبان من طريق الحسن العرني، وهو بضم المهملة وفتح الراء بعدها نون عن ابن عباس، وأخرجه الترمذي والطحاوي من طرق عن الحكم عن مقسم عنه، وأخرجه أبو داود من طريق حبيب عن عطاء وهذه الطرق يقوى بعضها بعضًا ومن ثم صححه الترمذي وابن حبان. اهـ.
وعلى كل حال فإن مثل هذا الحديث لا يقوى على معارضة حديث أسماء رضي الله عنها المتفق عليه المصرح بأنها رمت قبل صلاة الفجر وبينت أن النبي صلى الله عليه وسلم أذن بذلك، وما جاء في لفظ مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها: وددت أني كنت استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما استأذنته سودة فأصلي الصبح بمنى فأرمي الجمرة قبل أن يأتي الناس. ولما سيأتي في الحديث الذي يلي هذا الحديث، والله أعلم.
عبد القادر بن شيبة الحمد
عضو هيئة التدريس بقسم الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية سابقا والمدرس بالمسجد النبوي
- التصنيف: