خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام
محب لهذه الأمة ، ومرسل لها السلام ، وحريص على نصحها حتى بعد لحوقه الرفيق الأعلى ، ففي الحديث قال صلى الله عليه وسلم : رأيت إبراهيم ليلة أسري بي فقال: يا محمد! أقرئ أمتك السلام
في أيام ذي الحجة ، واقتراب موسم الحج ، وعيد الأضحى ، يجدر بنا التذكير بشيء من السيرة العطرة لخليل الرحمن إبراهيم عليه السلام ، إمام الحنفاء ، وأبي الأنبياء ، الذي وفى ، وأخلص قلبه للرحمن ، وحطم الأصنام ، ورفع قواعد البيت الحرام ، وجاد بولده للقربان ، وبدنه للنيران ، وماله للضيفان ، مع بيان شيء من الارتباط الوثيق والعجيب بين هذا الرسول الكريم وبين أمة الإسلام .
- فأمة الإسلام بحمد الله أولى الناس بالخليل إبراهيم {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ } وهو عليه السلام بريء ممن انتسب إليه زورا وبهتانا من اليهود والنصارى {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }
- وملتنا نحن المسلمين هي ملة إبراهيم {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا } وقد أمرنا باتباع تلك الملة الحنيفية السمحة {قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} وكل من رغب عن هذه الملة فقد سفه نفسه {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ } بل ذهب بعض المفسرين - وإن كان قولهم مرجوحا - إلى أن من سمانا بالمسلمين هو إبراهيم عليه السلام محتجا بقوله تعالى {مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ } والراجح أن الضمير يعود على الرب سبحانه .
- وجل شعائرنا إرث من إرث إبراهيم عليه السلام ، وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم ( قفوا على مشاعركم، فإنكم على إرث من إرث إبراهيم" وقبلتنا وهي الكعبة بناها إبراهيم عليه السلام ، وقد أمرنا باتخاذ مقامه مصلى {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى } وحجنا تلبية لأذان الخليل عليه السلام وندائه {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} كما أننا نختم كل صلاة بالصلاة والسلام على الخليلين إبراهيم ومحمد وآلهما .
- ونبينا صلى الله عليه وسلم من ولد إبراهيم ، ومن بركات دعوته { رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ } بل هو صلى الله عليه وسلم شديد الشبه به خلقا ، وشريك له في الوصف بأعظم المراتب وهي مرتبة الخلة .
- وإبراهيم عليه السلام محب لهذه الأمة ، ومرسل لها السلام ، وحريص على نصحها حتى بعد لحوقه الرفيق الأعلى ، ففي الحديث قال صلى الله عليه وسلم ( رأيت إبراهيم ليلة أسري بي فقال: يا محمد! أقرئ أمتك السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء، وأنها قيعان ، وغراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولاحول ولا قوة إلا بالله )
فعلى خليلي الرحمن إبراهيم ومحمد الصلاة والسلام والبركة والإنعام والإكرام ، ونسأل الله سبحانه أن يحيينا على ملتهما ، ويثبتنا على دينهما ، دين التوحيد ، والملة الحنيفية ، وأن يجنبنا وبنينا الأصنام .
- التصنيف: