إبراهيم إذ يرفع قواعد البيت وقواعد الإسلام معه
أبو الهيثم محمد درويش
عباءة الإسلام تسع الجميع وتجعل من قلب المؤمن خيمة كبيرة لكل مسلم على وجه الأرض (يوالي فيها كل مسلم ويتبرأ فقط من كل مخالفة مع بقاء الولاء العام للإسلام والمسلمين).
- التصنيفات: العقيدة الإسلامية - التاريخ والقصص -
إبراهيم إذ يرفع قواعد البيت وقواعد الإسلام معه:
يأمر الله تعالى رسول الكريم وخليله المجتبى أن يرفع قواعد البيت الحرام هو وابنه البكر إسماعيل حامل النور المنتظر إلى أهل الأرض, جد محمد صلى الله عليه وسلم.
{وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127)} [البقرة ]
بينما يضعا الحجر الأول في بناء القبلة ومقصد الحجيج إلى قيام الساعة , ها هو إبراهيم وابنه يضعان أول قاعدة في الإسلام والتي دونها لا يصلح لعبد عمل ألا وهي قاعدة الإخلاص {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ}
ومعها قاعدة أخرى من أساس الدين وهي إثبات التوحيد لله بأسمائه وصفاته العلى { إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}
ثم يوضح لنا إبراهيم مسمى أتباعه إلى يوم القيامة وعلامة الملة التي لا تصلح غيرها علامة ألا هو مسمى (المسلمين)
{رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128)} [البقرة]
هذا المسمى الذي لا ينبغي أن يفارق المسلم والذي ينبغي ألا تبنى دونه عصبيات أو مسميات تفرق الأمة وتغاير الملة أو تتجه إلى أحد الطرفين المتناقضين وهما الغلو من جهة و التفريط في دين الله من أخرى.
عباءة الإسلام تسع الجميع وتجعل من قلب المؤمن خيمة كبيرة لكل مسلم على وجه الأرض (يوالي فيها كل مسلم ويتبرأ فقط من كل مخالفة مع بقاء الولاء العام للإسلام والمسلمين).
وقاعدة أخرى جليلة تستفاد من الآيات وهي اتباع الوحي دون غيره {وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا}, وعلى نفس الامتداد كان حض رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم على اتباع الوحي في كل عمل «خذوا عني مناسككم»
وإن اقترف العبد ما اقترف فباب التوبة مفتوح {وَتُبْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }
قاعدة الرجوع إلى الله والتوبة مهما بلغ عظم الذنب وارتفع
يامن عدا ثم اعتدى ثمّ اقترف ثم استحى ثم انتهى ثم اعترف ! أبشر بقول الله في آياته: {إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ}
ثم كانت القاعدة الخاتمة في آيات دعاء إبراهيم وهي الإيمان بالرسل وخاصة خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم ودعوة الخلق إلى التعلم منه واتباعه ونصرته ونشر دينه وتزكية أنفسهم وتطهيرها بما ينزل عليه وحي وحكمة.
{رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129)} [البقرة]