من أسوأ الخصال التي تهلك المشتغلين بالعلم الشرعي

منذ 2021-07-30

أعجب بما وهبه الله من علم ، أو حفظ ، أو ذكاء وحدة فهم ، أو جمال أسلوب ، أو قبول عند الخلق، فاختال في نفسه وتعاظم ، واستطال بعلمه على الخلق ، ونسي أنه محض فضل من الله وتكرم

من أسوأ الخصال التي تهلك المشتغلين بالعلم الشرعي : العجب والغرور ، وكثرة الدعاوى ، والاستطالة على الخلق ، والإسراف في مدح النفس ، وحب العلو في الأرض ، والولع بثناء الناس ، وتطلبه بكل طريق ممكن ، وكلها أمراض فتاكة ، تهلك صاحبها ، وتجعل علمه حجة عليه لا له .

ولا تكاد تجد أحدا أعجب بما وهبه الله من علم ، أو حفظ ، أو ذكاء وحدة فهم ، أو جمال أسلوب ، أو قبول عند الخلق، فاختال في نفسه وتعاظم ، واستطال بعلمه على الخلق ، ونسي أنه محض فضل من الله وتكرم من لدنه سبحانه : إلا وخذل أحوج ما يكون لذلك العلم ، وسلب التوفيق الإلهي ، ووكله الله إلى نفسه ، ومحقت بركة علمه .

ولابن حزم رحمه الله كلام جميل في هذا المعنى ، حيث قال " وإن أعجبت بعلمك فاعلم أنه لا خصلة لك فيه ، وأنه موهبة من الله مجردة وهبك إياها ربك تعالى ، فلا تقابلها بما يسخطه ، فلعله ينسيك ذلك بعلة يمتحنك بها ، تولد عليك نسيان ما علمت وحفظت .

ولقد أخبرني عبد الملك بن طريف - وهو من أهل العلم والذكاء واعتدال الأحوال وصحة البحث - أنه كان ذا حظ من الحفظ عظيم ، لا يكاد يمر على سمعه شيء يحتاج إلى استعادته ، وأنه ركب البحر فمر به فيه هول شديد أنساه أكثر ما كان يحفظ ، وأخل بقوة حفظه إخلالا شديدا ، لم يعاوده ذلك الذكاء بعد .

وأنا أصابتني علة ، فأفقت منها وقد ذهب ما كنت أحفظ إلا ما لا قدر له ، فما عاودته إلا بعد أعوام "

الأخلاق والسير ص 68 .

أحمد قوشتي عبد الرحيم

دكتور بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة

  • 0
  • 0
  • 1,840

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً