صيف وشتاء: طبيعة الدنيا أنها لا تدوم على حال
فالحر الشديد مزعج ومشوش ، والبرد القارص مؤلم وربما يقتل ، وأمزجة الخلق متباينة ما بين محب للصيف أو متبرم منه ، وما بين مغرم بالشتاء أو كاره له .
طبيعة الدنيا أنها لا تدوم على حال ، ولا تصفو لأحد تمام الصفاء ، وقد ركبت على التقلب والتغير ، ما بين قبض وبسط ، ولقاء وفراق ، وسعة وضيق ، وفرح وحزن، وضحك وبكاء، وعافية وبلاء .
وكم في تقلب الفصول ، واختلاف الأجواء من عبرة للمعتبرين ، فالحر الشديد مزعج ومشوش ، والبرد القارص مؤلم وربما يقتل ، وأمزجة الخلق متباينة ما بين محب للصيف أو متبرم منه ، وما بين مغرم بالشتاء أو كاره له .
لكن لا أظن أحدا يجادل في أن اعتدال الجو ، مع طيب المزاج ، والفراغ من الهموم ، وعدم القلق من مستقبل ، أو الحزن على ماض ، وكمال الصحة والعافية ، واجتماع الأهل والأحباب ووفرة الرزق : نعيم لا يعدله نعيم .
وتأمل شيئا من حال الجنة وأهلها ، وطرفا من جوها البديع ، حيث قال الله تعالى {مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا }
قال ابن كثير رحمه الله " {لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا} أي: ليس عندهم حر مزعج، ولا برد مؤلم، بل هي مزاج واحد دائم سرمدي، {لا يبغون عنها حولا}
- التصنيف: