الحرية
فهد بن عبد العزيز الشويرخ
هربوا من الرقِّ الذي خُلقوا له ♦♦♦ وبُلوا برقِّ النفس والشيـطان
- التصنيفات: قضايا المرأة المسلمة -
{بسم الله الرحمن الرحيم }
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فلا يخفى أن الحرية الحقيقية في العبودية لله عز وجل, ومن لم يكن عبداّ لله, فهو عبد لشهواته والشيطان, ومن كان كذلك فقد تحلل من شريعة الرحمن فهو في غاية الرق, قال العلامة ابن القيم رحمه الله:
هربوا من الرقِّ الذي خُلقوا له ♦♦♦ وبُلوا برقِّ النفس والشيـطان
هذا وللعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, كلام عن الحرية, ذكره في عدد من مصنفاته, قمتُ بجمعه, أسأل أن ينفع به الجميع.
الحرية المطلقة من أساليب أهل الكتاب في إضلال المسلمين:
قال الشيخ رحمه الله: من أساليب أهل الكتاب في إضلال المسلمين - أن يلقوا الأفكار الرديئة الإلحادية الكفرية بين المسلمين باسم (الناس أحرار - دعوا كل أحد يعتنق ما يشاء - لا تستعبدوا الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا)، وما أشبه ذلك من الكلمات الرنانة، التي إذا سمعه الإنسان، قال: هذا هو الدين، ثم تحلل الناس وصار كل يعمل ما يريد... هذه من أساليب اليهود والنصارى التي يُضللون بها الناس، ويردونهم بعد إيمانهم كافرين.
العبودية لله عز وجل هي الحرية الحقيقية:
قال الشيخ رحمه الله: العبودية لله عز وجل هي الحرية الحقيقية، وسئل رحمه الله عن قول الإنسان: أنا حر؟ فأجاب: إذا قال ذلك رجل حُر وأراد أنه حر من رقِّ الخلق، فنعم، هو حر من رقِّ الخلق، وأما إن أراد أنه حر من رقِّ العُبودية لله عز وجل فقد أساء في فهم العبودية، ولم يعرف معنى الحرية؛ لأن العبودية لغير الله هي الرِّقِّ، أما عبودية المرء لربه عز وجل فهي الحرية، فإنَّه إن لم يذلَّ لله ذلَّ لغير الله، فيكون هنا خادعًا لنفسه إذا قال: إنَّه حُر يعني أنه مُتجرد من طاعة الله ولن يقوم بها
وقال رحمه الله: من المعلوم أن وصف الإنسان بالعبودية لله شرف له وعز؛ لأنه ما من إنسان إلا وهو عبد، إما أن يكون عبدًا لهواه، وإما أن يكون عبدًا لمولاه، وكل إنسان له إرادة، وكل إنسان متحرك، ولكن ما الإرادة؟ وإلى أين التحرك؟ إن كانت الإرادة إرادة لله عز وجل، والتحرك لدينه، فهذه هي الحرية.
مَن تحلَّل مِن الشريعة فهو في غاية الرق:
قال الشيخ رحمه الله: حرِّر قلبك من رق المعاصي حتى تتحرر، وقال رحمه الله: فوالله ليس بحُرٍّ من تحلَّل من الشريعة، بل هو في غاية من الرِّق، فالحرُّ هو الذي لا يخضع لأحد إلا الله عز وجل, وقال رحمه الله: كل من خالف الشرع، فإنه رقيق وليس بحرٍّ، ولهذا يشير ابن القيم رحمه الله في بيت أرى أن يكتب بماء الذهب، يقول:
هربوا من الرقِّ الذي خُلقوا له ♦♦♦ وبُلوا برقِّ النفس والشيـطان
يعني أنهم تحرَّروا من الرق الذي خُلقوا له، وهو الرق لله عز وجل، ولكنهم ابتلوا برق النفس والشيطان الذي هو الذُّلُّ والخسارة في الدنيا والآخرة.
وقال رحمه الله: نرى أن هؤلاء الفوضويين الذين يريدون أن يكون الناس فوضى مدعين أن هذه هي الحرية - نرى أن هؤلاء هم الذين ابتُلوا بالرق؛ لأن الشيطان استرقهم وجعلهم عبيدًا له، وقال رحمه الله: الحرية المطلقة هي الرق المطلق؛ لأنك إذا تحررت من قيود الشرع تقيدت بقيود الشر.
الحرية الكاملة هي المبنية على كتاب الله وسنة رسوله علية الصلاة والسلام:
قال الشيخ رحمه الله: الحرية الكاملة هي المبنية على كتاب الله وسنة رسوله علية الصلاة والسلام، ولا أحد أحكم من الله، ولا أعدل منه، وقد عدل عز وجل في الحرية التي منحها لعباده
الإنسان ليس حُرًّا في معصية الله:
سئل الشيخ عن قول العاصي عند الإنكار عليه: "أنا حُر في تصرفاتي"، فأجاب رحمه الله: هذا خطأ نقول: لست حُرًّا في معصية الله، بل إنَّك إذا عصيت ربك فقد خرَجت من الرِّقِّ الذي تدَّعيه في عُبودية الله إلى رقِّ الشيطان والهوى.
حرية المرأة:
قال الشيخ رحمه الله في تفسير قوله تعالى: ﴿ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} ﴾ [آل عمران: 100]، من فوائد الآية: أن هؤلاء الفريق من أهل الكتاب لا يرضون منا بما دون الكفر، إلا يكون وسيلة إلى الكفر؛ لأن الغاية قال: يرُدُّكم بعد إيمانكم كافرين، وأساليب أهل الكتاب في إضلال المسلمين كثيرة جدًّا ومتنوعة، منها: أن يفتحوا على الناس باب الشهوات، ولهذا هم يسعون جادين على أن يعطوا المرأة ما يُسمى بالحرية، وهي في الحقيقة الرق وليست حرية؛ لأن المرأة إذا خرجت عن حدود الله، خرجت من رقٍّ الدين إلى رقِّ الشيطان، وإذا خرجت إلى رقِّ الشيطان واسترقَّها الشيطان، صارت عبدًا له، ولهذا تجدهم يركزون على المرأة أن تتدهور، وتتحرَّر من عبودية الله؛ لتقع في عبودية الشيطان؛ لأنهم يعلمون أن أشدَّ فتنة على الرجال هي المرأة، فيسعون بكل جهدهم على أن تختلط بالرجال، وتشاركهم الأعمال.
تحرير المرأة في حقيقته تخريب وتدمير لها:
قال الشيخ رحمه الله: ما يسمُّونه تحرير المرأة، وهو في الحقيقة تخريب المرأة ليس تحريرًا لها، هم يقولون: إنها إن شاءت أن تخرج؛ بل ليس من حق الزوج أن يمنع زوجته من السفر، فلها أن تسافر إلى المسارح، إنهم يُريدون أن يُحرِّروا المرأة بزعمهم ليهدموا بيتها ويُخرِّبوه, وقال رحمه الله: دعاة السفور والتبرُّج الذين يريدون من أمة الإسلام أن يكونوا كأُمَّة الكُفْر في اختلاط النساء بالرجال، وتبرجهن وعدم احتشامهن، ويدَّعون بذلك أنهم حرَّرُوا المرأة وأكرموها، ولكنهم أهانوها في الواقع، وأذهبوا حياءها الذي جُبلت عليه.
حرية المرأة المزعومة رق للشيطان:
قال رحمه الله في تفسير قوله تعالى: ﴿ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} ﴾ [آل عمران: 100].من فوائد الآية: إن هؤلاء الفريق من أهل الكتاب لا يرضون منا بما دون الكفر إلا أن يكون وسيلة إلى الكفر لأن الغاية قال:﴿ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ ﴾ وأساليب أهل الكتاب في إضلال المسلمين كثيرة جدًّا، منها: أن يفتحوا على الناس باب الشهوات؛ ولهذا هم يسعون جادِّين إلى أن يعطوا المرأة ما يُسمَّى بالحرية وهي في الحقيقة الرق وليست حرية لأن المرأة إذا خرجت عن حدود الله خرجت من رقِّ الدين إلى رقِّ الشيطان, وإذا خرجت إلى رقِّ الشيطان واسترقَّها الشيطان صارت عبدًا له، ولهذا تجدهم يركزون على المرأة أن تتدهور وتتحرَّر من عبودية الله لتقع في عبودية الشيطان لأنهم يعلمون أن أشدَّ فتنة على الرجال هي المرأة، فيسعون بكل جهدهم على أن تختلط بالرجال.
حرية الاعتقاد
قال رحمه الله : الذي يجيز أن يكون الإنسان حُرَّ الاعتقاد, يعتقد ما شاء من الأديان فإنه كافر, لأن كل من اعتقد أن أحداً يسُوغ له أن يتدين بغير دين محمد صلى الله عليه وسلم فإنه كافر بالله عز وجل... {ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه} [ آل عمران:85] ويقول: {إن الدين عند الله الإسلام} [آل عمران:19] فلا يجوز لأحد أن يعتقد أن ديناً سوى الإسلام جائز يجوز للإنسان أن يتعبد به, بل إذا اعتقد هذا فقد صرح أهل العلم – يرحمهم الله – بأنه كافر كفراً مخرجاً عن الملة.
كتبه/ فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ