كيف نفهم دور الأم في المنزل
أمّا الأم التي تعمل خارج البيت وداخله، ولا تلقى مساعدة، فهي مهضومة الحق، مقتولة الروح، ولا أرى إلا أنها قد دفنت بين الأحياء، وقد أجرم أهلها بحقها!
من أكثر المفاهيم المجحفة قبولا في مجتمعنا: اعتبار الأم مسؤولة مسؤولية كاملة عن كل ما يخص الطعام والملابس والنظافة لكل أفراد الأسرة؛ فهي تعدّ الطعام، وتغسل الأواني، وتكوي الملابس، وتنظف المنزل، وتقوم على شؤون كل أفراد الأسرة.
ولكن ألا تستحق تلك الأم التي حملت ووضعت وأرضعت وربّت وأفنت زهرة شبابها وكرست حياتها لأولادها، طاعة لربها، مشاركة كل من في البيت، ولو بنسب بسيطة أو مختلفة؟
فالأمر لا يتعلق بالعمل ذاته، ولكن بمفهوم المشاركة والاحترام والإنصاف والتقدير. وإذا لم يكن من المشاركة فائدة، سوى مجرد الشعور بالمشاركة والتقدير، لكفى بها فائدة، ولنعم الفائدة هي.
فمن استيقظ من النوم، يرتب سريره وغرفته، ومن يأكل طعاما، يغسل طبقه. ومن يعدّ العصائر أو المشروبات الساخنة، يغسل الأكواب بعد الشراب، لا سيما وأن معظم البيوت الآن بها غسالة أطباق!
ولا عيب في أن يغسل الأولاد ملابسهم، لا سيما وأن ذلك لا يحتاج إلى أكثر من الضغط على بضعة أزرار!
ولا عيب في أن يفعل رب الأسرة ذلك وأكثر، فيعد المشروبات والحلوى، ويكوي الملابس، ويصلح الأعطال. فقد كان النبي يخدم أهله، ويخيط ثوبه، ويخصف نعله.
وتصحيح هذه المفاهيم والعمل بها، أمر جوهري في بناء الأسرة وتربية الأبناء، لا سيما أن الأبناء إذا كبروا، لا يحتاجون إلى من يساعدهم في مثل هذه الأمور، بل إن اعتيادهم على ذلك، يكسبهم تحمل المسؤولية، ويطرد عنهم شبح الأنانية والكسل والتواكل. وإذا لم يعتادوا الاعتماد على أنفسهم في هذه السنّ، فمتى يعتادوا الاعتماد على أنفسهم، وكيف يتحملون أي مسؤولية فيما يلي من قادم حياتهم؟
أمّا الأم التي تعمل خارج البيت وداخله، ولا تلقى مساعدة، فهي مهضومة الحق، مقتولة الروح، ولا أرى إلا أنها قد دفنت بين الأحياء، وقد أجرم أهلها بحقها!
- التصنيف: